أكد خبير القهوة السعودية بحائل إبراهيم رديني الشلاقي، أن هناك عادات وممارسات يجب أن يتحلى بها مُعد القهوة السعودية، أولها الوضوء قبل إعداد القهوة، وعدم وضع أدوات الحمس على الأرض بعد الانتهاء منها، وأن يكون مُعد القهوة ذا بال واسع ومرتاحًا أثناء إعدادها، وذلك وفقًا ما أوصاه به والده، وأن يقوم بطحن القهوة في ما يُسمى بالنِجر (وهو عبارة عن وعاء مخروطي الشكل مصنوع من النحاس الصلب القوي، وله قاعدة قوية سميكة، وله عصا غليظة تسمى "يد النجر"، وهي مفلطحة صلبة، يطحن بها القهوة والهيل التي توضع في النجر ويُسمى في بعض الدول العربية بـ"الهاون" أو"المهباش" او"المدق"، أو"النجيرة" أو"النقيرة".
ومن العادات الحائلية أن لا يتناول الضيف فنجان القهوة قبل الأكل من التمر "القدوع"، بل ويجب أن يقف المضيف "المعزِّب" أمام الضيف بالدلة ولا يقدم له فنجان القهوة حتى يتناول التمر، وإلا أُعتبر "عيباً" على المضيف مناولة القهوة قبل تناول التمر.
وعن تفادي وقوف المضيف أمام الضيف قبل أن يقدع، أشار "الشلاقي" إلى أنه عند تجهيز القهوة وقبل صبها للضيوف، يقوم المعزِّب بدن أو دق النِجر بصوت خفيف إشارة إلى أنه سيقوم بصب القهوة للضيوف وعليهم تناول القدوع.
وفي تقرير أعدته وثائقية ثمانية مع "الشلاقي"، ظهر في التقرير وجود خمسة دلال على النار، وعن ذلك أشار صالح الحمندي في حديث عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع عبدالله اليحيا، أن عدد الدلال في المناخ "المجلس المفتوح على طول اليوم" في حائل قديماً، لابد أن تكون خمسة دلال "القمقم والمطباخة والمصفاة ومبهارتين" يسكب الماء في القمقم لتسخينه، ومن ثم وضع القهوة فقط دون أية إضافات في دلة المطباخة وتركها على النار لمدة عشر دقائق، ثم غبعادها عن النار وسكبها في دلة المصفاة، ثم تركها لمدة عشر دقائق أخرى، بما يضمن فيه مُعد القهوة أن القهوة بقيت في أسفل الدله، ثم يسكبها بتمهل في المبهارتين لتوزيعها على الضيوف.
وعن تكرار إعداد القهوة، أشار "الحمندي" أنه بعد الانتهاء من سكب القهوة من دلة المصفاء إلى المبهارتين، يقوم مُعد القهوة بإرجاع ما يسمى بحائل "الحثل"، وهو بقايا القهوة في تلك الدلة، إلى دلة القمقم لتجديد القهوة عند الحاجة لها دون وضع قهوة جديدة، الأمر الذي يؤكد أن القهوة المعدة لطبخة واحدة يمكن أن تعيد نفسها لطبخات أخرى بنفس طعم وجودة الطبخة الأولى دون إضافة قهوة جديدة.
وأكد "الحمندي" أن الطريقة الصحيحة للاستفادة من الهيل في القهوة السعودية هو وضعه في دلال المباهر وعدم طبخه أبداً لكي لا يفقد طعمه، لأنه مادة عطرية يذهب بالطبخ.
وعن العادات الحائلية التي اشتهر بها الضيف،عند تناوله للقهوة السعودية، أنه يقوم بإلقاء نظرة دقيقة على الفنجان قبل شربه وشم رائحته للتأكد من عدم وجود "السريب أو الحثل"، بلغة أهل القهوة أو ما يسمى "البقايا أو الشوائب" ويرشف الفنجان بسرعة وذلك لتذوقه قبل الاستمتاع بباقي الفناجين.
وعن عزوف بعض أبناء المنطقة عن تناول القهوة السعودية، وتوجههم للقهوة المختصة، أشار "الشلاقي" أنه يجب على أبناء المنطقة عدم ترك العادات والتقاليد التي كان عليها الأباء والأجداد من الكرم والطيب، وعليهم عدم التخلف عن الحضارة القادمة، والتي تمثل جزءًا منها القهوة المختصة، فلا يمنع أن يتناول الشخص تلك القهوة، لكنه لا يترك القهوة السعودية، وأن تكون أول ما يقدمها لضيوفه، باعتبارها "فخر السعودية"، واختتم بـ"لا تتصنع تنكسر".