"التركي": مشاريع تنموية تشيدها الدولة في قطاع الخدمات والمرافق

أكد أن السوق السعودي يتميز بالقوة التنافسية التي يتحقق فيها النجاح
"التركي": مشاريع تنموية تشيدها الدولة في قطاع الخدمات والمرافق
تم النشر في
حمد الفراج- سبق- الرياض: أكد رئيس الغرفة التجارية والصناعية بجدة السابق "صالح بن علي التركي"؛ أنه درس الخطط الخمسية للدولة وحدد "بوصلة" البنية التحتية للبلد، مشيراً إلى أن المملكة مقبلة على العديد من المشاريع التنموية التي تحتاجها الدولة في تشييد الخدمات والمرافق الحكومية.
 
وأضاف "التركي" خلال حديثه للجنة شباب وشابات الأعمال بالغرفة التجارية والصناعية بمكة المكرمة؛ أن هناك أموالاً ضخمة سوف تصرف لإتمام البنية التحتية، فاخترت قطاع الخدمات لهذه المشاريع، ومن بينها الاتصالات التي لا تحتاج إلى رؤوس أموال، مبيناً أنه تعمق في نظام المناقصات الحكومية ودرس جيداً أنظمتها بعد أن أصبح متابعاً لكل مناقصة تتاح لقطاع المقاولات، منوهاً إلى أنها بدأت بمناقصة للهيئة الملكية في ينبع، ثم مشروع للموانئ البحرية، وبعدها وزارة الدفاع، وبعد ممارسة تلك التجارب أصبحت كافة المواصفات متشابهة إلى حد كبير بين هذه المشاريع.
 
ونقل "التركي" لشباب أعمال مكة المكرمة تجاربه مع العمل في ميادين القطاع الخاص، مقدماً العديد من النصائح والتجارب التي مر بها طيلة عمله في حقل التجارة منذ أكثر 35 عاماً محققاً نجاحات قياسية ببناء أكثر من 47 شركة تعمل في كافة المجالات الخدمية.
 
 وأشار "التركي" إلى أن السوق السعودي يتميز بالقوة وكبر حجمه وبه قوة تنافسية يتحقق فيها النجاح لمن يبحث عن المواقع المتقدمة، مؤكداً على أنه لم يكن لديه تخطيط للعمل التجاري بشكل مسبق، معللاً سر نجاحاته المتواصلة بأنه لم يكن متزوجاً إبان افتتاح أولى شركاته؛ حيث وجود الوقت الكافي لإدارتها وعدم وجود الالتزامات المادية نحوي، وكانت الفترة مناسبة لانطلاق أعمال الشركة، وخاصة مع بداية المشاريع الحكومية وتأسيس بعض الدول المجاورة؛ حيث بدأت بالتعاون مع شركة كبرى، ثم مع ميناء جدة الإسلامي لتقديم الخدمات للسفن التجارية، وكان ذلك في مطلع الثمانينيات الميلادية، ثم أسست شركة "نسما" التي تعمل على تقديم مجموعة من الخدمات والمقاولات.
 
وأبان أنه لم يكن له تخطيط واضح في بداية الأمر؛ حيث إن البدايات كانت كلها في طور التأسيس، منوهاً إلى أنه كان يقضي 17 ساعة عمل متواصلة يومياً في إدارة الشركة مستمتعاً بما يقدمه من خدمات؛ حيث وضع معياراً واحداً لإنجاح شركته لا تتعدى كلمة "الإتقان"؛ حيث إن للكلمة معاني كثيرة كلها تؤدي إلى ثقة العميل التي أبحث عنها وهي سر من أسرار نجاحي في حقل المقاولات.
 
وأوضح "التركي" أن السوق السعودي مليء بالفرص الاستثمارية، مؤكداً على وجود اختلاف جذري بين سوق اليوم والسوق عندما بدأ به تجارته؛ من حيث النوعية والتكاليف وكثرة المنافسين على المناقصات الحكومية، منوهاً الى أن المناقصات الحكومية كانت تحيط بها شركات عملاقة؛ حيث عمدت إلى الابتعاد عنها وعدم مقارعتها أو المنافسة معها، مشيراً إلى أنه اتجه نحو مناطق الأطراف؛ مثل: جيزان، وينبع، ونجران. وقال "التركي": كنت على اطّلاع كامل على الشركات المتنافسة بكل مناطق المملكة من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها.
 
وأشار "التركي" إلى أن نوعية المشاريع التي قام بتشييدها كانت تعتمد على معيارين هامين وهما: موعد التسليم، ومعيار جودة الإتقان، حتى حصل على ثقة كافة المتعاملين مع شركته. وزاد "التركي" في حديثه أنه لم يفكر يوماً ما بمحاولته في تخفيف نفقات المشروع بعد ترسيته ورصد المبالغ المكلفة للمشروع؛ مما زاد الثقة لدى العديد من الجهات الحكومية في نجاح المشاريع وفق كافة مواصفاته ومخططاته المعمارية ومعتبراً هذا سر النجاح بالدرجة الأولى.
 
وحول سؤال وجه للشيخ "صالح التركي" حول دوره البارز في خلق فرص عمل للشباب والشابات إبان رئاسته للغرفة التجارية والصناعية بجدة، وبالتزامن من عدم توفرها في شركته؛ قال: إن هذا الأمر غير صحيح جملة وتفصيلاً، مؤكداً على أن شركته "نسما" هي أول شركة سعودية تتخطى نسبة السعودة؛ حيث وصلت لنطاق الأخضر المرتفع بنسبة وصلت إلى نحو "11%" من الحد المسموح به نظاماً والمقدر بنسبة "7 %" لشركات المقاولات، مبدياً ترحيبه البالغ بكافة السواعد الوطنية في كافة قطاعات شركاته. وزاد "التركي" أن قطاع المقاولات يصعب فيه رفع نسبة السعودة، وذلك بحسب الوظائف المتاحة للمواطنين، ولكن أصبحنا في زيادة عن النسبة المعطاة من قبل وزارة العمل.
 
وعن برنامج "حافز" وتأثيره في تحريك الشباب السعودي نحو القطاع الخاص؛ أكد الشيخ "صالح التركي" أن البرنامج ناجح بكافة المعايير، متناولاً مقولة "للدكتور غازي القصيبي"- رحمه الله- عندما كان وزيراً للعمل: "كيف أوظف من لا يرغب العمل عند من لا يرغب".
 
 وزاد "التركي" أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- رحمه الله- وجه بتقديم إعانة للشباب الباحث عن العمل بمقدار "2000" ريال تصرف له حتى تتوفر وظيفة مناسبة له في القطاع العام أو القطاع الخاص، مؤكداً أن كافة الملتحقين في برنامج "حافز" لم يكملوا عامهم الأول إلا وقد وفرت لهم الوظائف ذات المردود المالي الجيد، وبذلك تم القضاء على أكثر من مليون عاطل بالمملكة. وأوضح "التركي" أنه كان معترضاً على برنامج "حافز" نهائياً في بداية الأمر، ولكن مع الوقت رأيت الكثير من الشباب السعودي يلتحقون بالوظائف تدريجياً، مستغنين عن المكافأة الشهرية وأصبحوا أكثر جدية في العمل. 
 
وتحدث "التركي" في ختام حديثه عن مجالات الاقتصاد المعرفي الحديث؛ حيث درجت شركات أمريكية كثيرة بالاعتماد على هذا الجانب المتخصص في الدراسات والبحوث والبرمجيات الحاسوبية، وأصبحت الولايات المتحدة الأمريكية رائدة في هذا المجال، مستشهداً بالعديد من الشركات مثل شركة "آبل" و"مايكروسوفت" و"ديل"، لافتاً إلى أن هذا النوع من الاقتصاد لم يكن موجوداً قبل 50 عاماً؛ حيث كان الاقتصاد الأمريكي يعتمد على الصناعات الثقيلة واستخراج النفط؛ حيث تحول الاقتصاد هناك من المجال التصنيعي إلى المعرفي.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org