الإعلامي والشاعر العراقي إبراهيم الزبيدي
الإعلامي والشاعر العراقي إبراهيم الزبيدي

قصة لأول مرة تُروى تفاصيلها.. مملكة الإنسانية تُنقذ 120 ألف مسلم عانوا الاضطهاد والحصار والحرمان شمال اليونان عام 1980

تم النشر في

أحلام العلياني

الإنسانية وحدها بالفعل يمكن أن تصنع دولة عظمى. هناك العديد من القصص والروايات خلف الأعمال الإنسانية والإغاثية والتنموية التي قدمتها المملكة العربية السعودية بسخاء في مختلف دول العالم. وبحكم مكانتها الإسلامية والعالمية، لم تتوانَ يومًا في مد يد العون والمساعدة، وتقديم الغالي والنفيس، والإسهام في التخفيف من معاناة بعض الدول التي تضررت من جراء الكوارث الطبيعية، أو الحروب وغيرها. ولطالما دأبت السعودية على تقديم أنواع الدعم كافة لحفظ حقوق الإنسان وكرامته، بما يضمن عيشه بسلام وفاعلية لمجتمعه.

العديد من قصص هذا الدعم نقلتها وسائل الإعلام بتفاصيلها كافة، وأخرى لم يتم تسليط الضوء عليها.

روى الإعلامي والشاعر العراقي إبراهيم الزبيدي قصة لأول مرة تُروى بعد مرور 43 سنة في لقائه مع برنامج "مخيال"، الذي يُبث على القناة السعودية الأولى كل يوم جمعة الساعة الـ١ ظهرًا، ويقدمه الإعلامي عبدالله البندر.

روى بعض مواقف السعودية التي شهدها خلال عمله في اليونان عام 1980 لتأسيس وكالة الأنباء العراقية "نينا"؛ إذ كان يبحث آنذاك عن مادة صحفية، يستطيع من خلالها أن يفتتح أعمال الوكالة.

وسمع الزبيدي عن 120 ألف مسلم يوناني في شمال اليونان، بالتحديد في محافظة كوموتيني، فرضت عليهم الحكومة اليونانية طوق حصار ومقاطعة وحرمان من أبسط حقوقهم، كالوظائف وغيرها. وتحقق الزبيدي من صحة ذلك بنفسه؛ فعمل على خبر صحفي عن هؤلاء المسلمين المستضعفين؛ لنصرتهم، وليستطيع من خلاله بدء العمل في الوكالة التي يعزم على تأسيسها.

أخذ الإذن للعمل الإعلامي على قضية المسلمين في شمال اليونان من وكيل وزارة الخارجية والمسؤول الحزبي عن الحكومة اليونانية ووزير الإعلام اليوناني ومحافظ "كوموتيني"، المحافظة التي يعيش فيها المسلمون، والمدير العام للإذاعة والتلفزيون اليونانية، وتعهد بالعمل بكل إخلاص وأمانة وحيادية.

بدأ الزبيدي مع فريقه بالعمل في محافظة كوموتيني، وأنتجوا جملة من التحقيقات الصحفية لصحف عدة، كما أنتجوا فيلمًا مدته 45 دقيقة عن المسلمين في شمال اليونان.

بدأت مقدمة الفيلم بحديث مفتي المسلمين هناك، يشرح ويحكي معاناة المسلمين، وأنه ليس لديهم مشكلة مع الحكومة اليونانية، ولكن يدفعون ثمن توتر واضطراب العلاقات الدولية بين تركيا واليونان؛ فتركيا تريد أن تستغل المسلمين هناك، وتحرضهم ضد الحكومة باعتبار أن أصولهم تركية، والحكومة اليونانية تحاربهم خشية من أن تستعملهم تركيا كجواسيس لديها بما يشكل خطرًا على الحكومة اليونانية؛ ونتج من ذلك اضطهاد وحصار وحرمان من العيش الكريم؛ فكتب إبراهيم الزبيدي التقرير الصحفي الذي علمت به السعودية، وكان السبب بعد الله في إنقاذ 120 ألف مسلم في اليونان.

بعد ذلك أبلغه سعادة سفير السعودية في اليونان آنذاك، الأستاذ عبدالله الملحوق -رحمه الله-، بأن هناك دعوة من وزارة الإعلام في المملكة العربية السعودية. وقَبِل الزبيدي الدعوة، وسافر إلى الرياض ليقابل وكيل وزارة الإعلام آنذاك الدكتور عبدالعزيز خوجة، والدكتور عبدالعزيز الصويغ مسؤول الإعلام الخارجي حينها؛ للتأكد من أن الفيلم صحيح، وأن جميع ما يحدث للمسلمين في الشمال اليوناني حقيقة، ثم اشترت الوزارة هذا الفيلم من الزبيدي لنشره.

بعد هذه الزيارة روى الزبيدي أن السفير السعودي باليونان آنذاك عبدالله الملحوق -رحمه الله- طلب منه أن يقوم بجولة غير دبلوماسية في مناطق المسلمين في الشمال اليوناني؛ لتفقُّد الأوضاع وزيارتها. وعمل الزبيدي على ذلك من خلال التواصل مع وكيل وزارة الخارجية اليونانية، لكنه رفض، فأخبره الزبيدي بسياسة السعودية الإنسانية، وأعمالها الإغاثية، وأنها دائمًا تسعى للمساعدة دون أطماع أخرى؛ فتمت الموافقة على الجولة.

وبالفعل قام السفير الملحوق -رحمه الله- بعمل تلك الجولة، وانفتح باب الخير على 120 ألف مسلم في شمال اليونان؛ إذ قدمت السعودية المساعدة، ووفرت المدارس والمستشفيات والمساجد، واستقبلت أبناء المسلمين في تلك المناطق على أراضيها لتعليمهم. ومنذ ذلك الحين حتى الآن والمسلمون هناك ينعمون بحياة كريمة.

صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org