تبقى المنطقة الشرقية في بؤرة اهتمام ملوك المملكة جميعاً، منذ تأسيس البلاد على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- وحتى الآن، عبر افتتاح المزيد من المشاريع الاقتصادية العملاقة فيها؛ فضلاً عن كونها مدخلاً للمملكة من ناحية الشرق، وتتجسد أهمية المنطقة وتتبلور في أنها مكان استراتيجي لعقد القمم المهمة بين قادة المملكة وبقية الزعماء العرب.
وتترقب "الشرقية" مع بداية الأسبوع المقبل، عقدَ أعمال القمة العربية في دورتها الـ29 برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- بحضور غالبية القادة العرب، الذين سيتوافدون على مدينة الظهران خلال الساعات المقبلة.
وصول خادم الحرمين
وكان خادم الحرمين الشريفين قد وصل، ظهر أمس، إلى المنطقة الشرقية، قادماً من الرياض.. وكان في استقباله بمطار قاعدة الملك عبدالعزيز الجوية بالظهران، الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، والأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية، والأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة الشرقية.
قمم الملوك مع القادة
ويشهد تاريخ المنطقة الشرقية، على مدى العقود الماضية، عقدَ قمم ثنائية وثلاثية، شارك فيها قادة المملكة، وعدد من القادة العرب، ولعل من أشهرها تلك التي جمعت الملك سعود بن عبدالعزيز -يرحمه الله- بملك الأردن الأسبق عبدالله بن الحسين في منتصف الأربعينيات خلال زيارته لمدينة الظهران، وكذلك الزعيم المصري الأسبق جمال عبدالناصر، والرئيس السوري الأسبق شكري القوتلي في خمسينيات القرن الماضي.
ويسكن الشرقيةَ أكثرُ من 4.8 مليون نسمة، يقطنون في 64 مدينة و12 محافظة، و117 مركزاً و375 قرية؛ حيث تعتبر أكبر مناطق المملكة بشغلها 26% من المساحة، وأكبر منطقة نفطية بالعالم، بعد أن تم اكتشاف النفط فيها عام 1938، كما أنها منطقة المناظر الطبيعية الحسنة؛ نظراً لتمتعها بمقومات طبيعية يندر مثيلها، تجعلها على رأس أهم المدن السياحية في منطقة الشرق الأوسط.
درع الخليج المشترك
وستشهد الشرقية -عقب عقد القمة- ختام تمرين "درع الخليج المشترك 1"، الذي من المقرر أن يشرّفه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- بحضور القادة العرب، ويشارك في التمرين حوالى 27 دولة؛ حيث اختتمت المرحلة الأولى من التمرين نفسه، بتنفيذ قيادات القوات المشاركة من جميع القطاعات العسكرية، فعاليات مركز القيادة لمدة ثلاثة أيام؛ استُخدمت فيها التقنية الحديثة من مشبهات القتال لمحاكات الواقع الافتراضي من فعاليات عسكرية للتمرين.
ويستهدف التمرين الذي يُعد أضخم التمارين العسكرية في المنطقة على الإطلاق؛ سواء من حيث عدد القوات والدول المشاركة، أو من ناحية تنوع خبراتها ونوعية أسلحتها، رفعَ الجاهزية العسكرية للدول المشاركة، وتحديث الآليات والتدابير المشتركة للأجهزة الأمنية والعسكرية، وتعزيز التنسيق والتعاون والتكامل العسكري والأمني المشترك، وتشارك في التمرين قوات برية وبحرية وجوية ودفاع جوي وقوات خاصة من المملكة العربية السعودية والدول المشاركة في التمرين، إضافة إلى مشاركة قوات أمنية وعسكرية سعودية تتبع وزارتيْ الداخلية والحرس الوطني.
نقطة تحوّل
ويشكل تمرين "درع الخليج المشترك 1"، نقطة تحول نوعية على صعيد التقنيات المستخدمة في التمرين؛ إذ تُعَد من أحدث النظم العسكرية العالمية؛ فضلاً عن المشاركة واسعة النطاق للدول المشاركة؛ حيث تتصدر أربع دول منها التصنيف العالمي ضمن قائمة أقوى عشرة جيوش في العالم.