"المدرّع": التاريخ السعودي سُرق واستخدم لمآرب أخرى وبعض مؤرخينا "شعبويون"
حذر الباحث في التاريخ الإسلامي والأندلسي الدكتور عبدالمجيد المدرّع، من وجود أطراف سرقت التاريخ العربي الإسلامي ومن بينه التاريخ السعودي، حيث كتبوه وبلوروه بقوالبهم الخاصة واستخدموه في "مآرب أخرى" من خلال عمل منظم وغير عبثي.
وبين في حديثه عبر برنامج “الندوة” مع مشاري الذايدي على قناة “العربية” أن الحركة الشعوبية القديمة كان تركيزها في الضرب على الدولة الأموية، بينما الحركة الشعوبية الحديثة اليوم تقوم في الضرب على الدولة السعودية، وهذه الحركة موجودة وكثيرون من أبناء جلدتنا هم شعوبيون من حيث لا يعلمون.
وتابع أنه في العصر الحديث كان مؤرخو كل بلد يطرحون التاريخ الإسلامي والعربي للعامة، وظل هذا الأمر حتى منتصف التسعينات، وبدأ هناك طرح جديد، فهناك من أخذوا هذه المنصة وسيطروا عليها، وطرحوا التاريخ من زاويتهم، مشيراً بأنه كان هناك خطة لإزاحة كتب كبار المؤخرين الذين تخصصوا في التاريخ الإسلامي.
وقال إنه على سبيل المثال جميع كبار المؤرخين انتقدوا التاريخ العثماني، لكن فجأة أصبح التاريخ العثماني يطرح بشكل مختلف.
ولفت إلى أنه لا بأس أن تمدح ولكن لا تكذب، مضيفًا أن المؤرخين الجدد يقدسون الشخصيات الإسلامية غير العربية مثلاً يوسف بن تاشفين، رغم أنه أحد أسباب سقوط الأندلس!
وزاد “المدرع” أن هناك جهودًا فردية في السعودية للتصدي لهذه الأفكار المحسوبة على تلك التنظيمات لكن لا توجد مبادرة أو هيئة تجمعهم تحت مظلة واحدة، لافتاً إلى أن هذه الأفكار غزت مجتمعنا وهناك الكثير من العامة تأثروا بهذه الأفكار وهم لا يشعرون.
وأشار إلى أن هناك زيادة في الاهتمام بالتاريخ على منصات التواصل الاجتماعي وذلك إلى الجانب القصصي في التاريخ، فهم يرغبون في معرفة قصص الأمجاد والبطولات على سبيل المثال.
واستطرد قائلاً إنه يوجد فجوات في التاريخ ألاحظها من تعليقات الناس على مواقع التواصل الاجتماعي، فثمة هناك من ربط كليب والمهلهل بشخصيات عراقية أو شامية بسبب المسلسلات.
واختتم "المدرع" قائلاً إن مشاهير التواصل الاجتماعي لديهم ضعف في المعرفة التاريخية، مشيرًا بأن وجود متخصصين في كافة المجالات، ومنها مجال التاريخ، أمر ضروري؛ حتى لا يترك المجال لهم.