اختُتمت قبل أيام قليلة، أعمال قمة الأمم المتحدة الخاصة بالمناخ في نيويورك، وأعلنت خلالها أكثر من 60 دولة عزمها العمل على الحد من التغيرات المناخية، وحذّرت من تقلباتها الخطيرة، ودعت للبحث في سبل خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري الذي يهدد مستقبل الأجيال القادمة بحدوث تحولات مناخية شديدة، تَمَثّلت في كثافة الأمطار، والفيضانات والسيول في مناطق صحراوية، والجفاف، والتصحر، وارتفاع الحرارة في مناطق معتدلة؛ مما يؤثر على استقرار المجتمعات.
حول هذه التحولات الكبيرة في الطقس، وهذا الاهتمام العالمي به على أعلى المستويات؛ زادت التساؤلات؛ فهل ستشمل هذه التغيرات المناخية الكبيرة شبه الجزيرة العربية والمنطقة بشكل عام؟ وتعود مروجًا وأنهارًا، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (لن تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجًا وأنهارًا)؟.
يقول محلل الطقس والباحث في الظواهر المناخية زياد الجهني: إن الطقس في شبه الجزيرة العربية سيتحول خلال 15 عامًا، وستصبح المملكة مكانًا لتساقط الثلوج والأمطار؛ بينما ستجف أوروبا، وأن التطرف المناخي أحد الدلائل على تغير المناخ؛ لذلك فالعالم أجمع يحاول التقليل من آثاره، وآخر الدراسات المناخية تشير إلى تغير مناخي قادم". أما أستاذ المناخ بقسم الجغرافيا بجامعة القصيم مؤسس ورئيس لجنة تسمية الحالات المناخية الدكتور عبدالله المسند؛ فيقول: "قد تكون عودة أرض العرب مروجًا وأنهارًا نتيجة -والله وحده أعلم- لحدث كوني عظيم يتسبب في تغيير مجريات الأحوال الجوية العامة لكوكب الأرض، وقد يكون ذلك بسبب انفجار البراكين الخامدة والضخمة في جزيرة العرب أو براكين جاوة أو الفلبين أو ألاسكا أو غيرها من البراكين الأرضية الضخمة، وهذه الفرضية الأولى التي قد تكون السبب في عودة أرض العرب مروجًا وأنهارًا".
وفي ذات السياق تؤكد عدة دراسات علمية منها دراسة لمجلة "ناتشر" العلمية، انتشار ظاهرة التغير المناخي بسبب تلوث الغلاف الجوي بالكربون، وارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض بشكل عام، وذوبان الجليد في القطبي الشمالي، وأن شكل الكرة الأرضية قد يتغير جذريًّا أو جزئيًّا بعد سنوات عما هو الحال عليه الآن. وكشفت الدراسة كذلك أن التسخين في المحيط الهندي أدى إلى انتقال كميات كبيرة من المياه، ودفعها على مستوى قريب من سطح الأرض إلى مناطق داخلية في شبه الجزيرة العربية، وسبّبت الكثير من زخات الأمطار والعواصف الرعدية، ومن المتوقع أن يكون مناخًا مختلفًا خلال السنوات المقبلة في منطقة الخليج العربي في حال تغير موقع خط الاستواء الحراري؛ لتصبح السعودية ضِمن المناطق المدارية أو الاستوائية الرطبة، ويتزحزح الفاصل المداري شمالًا بشكل أكبر من السابق؛ لتصبح روسيا منطقةً حارة في الصيف شحيحة الأمطار، وربما تتصحر غابات في مناطق أخرى من العالم، وتزدهر الصحاري في شبه الجزيرة العربية، كما ظهر جليًّا العام الماضي في السعودية عندما زادت نسبة هطول الأمطار، وحدثت فيضانات وسيول في بعض المناطق.
وحسب صحيفة "الديلي ميل" البريطانية؛ فإن خبراء البيئة أكدوا أن العالم سيواجه آثارًا مدمرة تتراوح ما بين موجات الحر القاتلة، والهجرة الجماعية الناجمة عن ارتفاع منسوب البحار وتلوث كوكب الأرض.