تصوير: محمد الدواس
أكد محافظ شقراء عادل بن عبدالله البواردي، أن سمو ولي العهد -حفظه الله- قام بنقلة نوعية خلال عامين فقط، وأضاف شيئاً كبيراً لهذا الوطن الغالي، وحصدنا نحن الكبار في العمر فائدة كبيرة، لكن الجيل الجديد سيستفيد بصورة أكبر؛ نظراً لأن نسبة الشباب تمثل 70- 75% من شعب المملكة.
وأضاف، خلال لقائه بملتقى "إعلاميون مبادرون" في زيارته لمحافظة شقراء، أن "عدداً كبيراً من الشباب المتطوعين في اليوم الوطني اجتهدوا لا يريدون شيئاً إلا الشكر أولاً وآخراً، كل ذلك تعبيراً عن حبهم لهذا الوطن الغالي وولاة الأمر".
وتابع: "طلبنا من الإعلام أن يسهم في التنظيم ولم يقصر، وبما أن رؤية المملكة 2030 تنص على الوصول إلى عدد مليون متطوع على مستوى المملكة، أجزم بأننا سنتجاوز هذا العدد المطلوب -بإذن الله- كما غيره من المشاريع ولله الحمد؛ لأننا شعب مسلم والإسلام يحث على التعاون لوجه الله تعالى".
وأردف "البواردي": "الأمن أكبر نعمة يتمتع بها شعب المملكة العربية السعودية بفضل قيادتنا الرشيدة التي تحرص على المواطن، ونحن محسودون، ولا تصدقوا أي حديث من واش أو حاسد، والذي سافر إلى الخارج شاهد الفرق، نعمٌ كثيرة يجب علينا شكرها، فنشكر الله ثم نشكر القيادة الرشيدة".
وشدد على المضي قدماً في عمليات التحسين للمحافظة والظهور في أحلى هيئة؛ لأن الدولة قدمت لنا الكثير ومطلوب منا العمل، ثم العمل من جاءوا قبلنا لم يقصروا ولدينا طموح كبير يصل عنان السماء، وقدوتنا سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- فهو رجل يعمل ليل نهار في كل المجالات، ويعمل ضمن رؤية شاملة تسعى لنهضة شاملة في كل المجالات الاقتصادية والتنموية".
وعبر محافظ شقراء عن فخره واعتزازه بما حبا الله المملكة من الأرض المباركة من الخيرات والتراث الذي يجب أن نسعى إلى بذل الغالي والنفيس للمحافظة عليه، مشيراً إلى تكاتف الجهود في شقراء للمحافظة على القرية التاريخية، وإعادة تهيئتها لتكون على مستوى الحدث للتطوير وجذب السياح من الداخل والخارج.
وعرج على ذكر بعض المعالم التراثية في محافظة شقراء، من بينها قصر السبيعي التاريخي الذي كان مقراً لجلالة الملك عبدالعزيز المؤسس هو وأبناؤه، ووصف شقراء بأنها ملقى الأحبة، وهذا اللقب مرصود في كتاب للشيخ المؤرخ إبراهيم بن عيسى، ومن المعالم التي اشتهرت بها القرية التاريخية الأسوار التي تحيط بالقرية والخندق وسوق "حليوه" وسوق المجلس، والمتحف والبيوت التراثية.
ونوه محافظ شقراء إلى أنه حريص على دوام التواصل مع الجميع، وعبر عن ترحيبه لكل من لديه اقتراح أو نصيحة أو فكرة وبكل الآراء، كما تسعى المحافظة إلى علاقة تكاملية مع جامعة شقراء من خلال إقامة دورات في المراكز، وأن تستفيد المحافظة من بحوث الطلبة والطالبات ومعرفة معوقات التنمية، وألا يكون مصير هذه الأبحاث أن تبقى حبيسة الأدراج.
وانتقل ملتقى "إعلاميون مبادرون" برفقة وفد برئاسة أمين لجنة التنمية السياحية بمحافظة شقراء نايف المطيري؛ لأخذ الجولة التعريفية للتراث في محافظة شقراء، حيث مروا بقصر السبيعي التاريخي، الذي بُنِي في عام 1327هـ، ويحتوي على مقتنيات تاريخية قديمة.
وكان القصر مقراً لبيت المال في عهد الملك المؤسس، ومقراً رسمياً في تلك الفترة التاريخية لاستقبال الملك عبدالعزيز –رحمه الله– أثناء مروره بشقراء، أو عند ذهابه لأداء مناسك الحج، وموقعاً لتجهيز الجيوش التي تمر بشقراء أثناء مرحلة التوحيد، إضافة لاستقبال الوفود الرسمية، فكان القصر شاهداً على عصر التأسيس والتوحيد، ونخوة الرجال الأوفياء مع قادتهم في معركة البناء والتوحيد.
ثم زار الملتقى البلدة القديمة وشاهدوا سوق شقراء القديم، وبواباته وتجولوا في ممراتها، وأهم مرافقها، وشاهدوا أهم الآبار التي تغذي مساجد وبيوت القرية بالماء، وزاروا بيت الجميح التراثي، وتناولوا فيه وجبة الغداء بين جدران التاريخ والتراث، بعد ذلك توجه الجميع لقصر العيسى التراثي، وتجولوا في أركانه، واطلعوا على محتوياته، والذي يرجع بناؤه إلى عام ١٢٨٠هـ.
وتجول الضيوف في سوق "المجلس" العريق الذي يضم عدداً من "الدكاكين"، وكان مقصداً لتجار الجزيرة وخاصة تجار الذهب في حقبة مضت من تاريخ نجد، كما تجول الوفد في دار التراث التي أنشأها الدكتور عبداللطيف الحميد التي افتتحت أخيراً في القرية التاريخية بالمحافظة، وتعنى بالمخطوطات والصور والقصاصات القديمة والتاريخية.
وفي نهاية الزيارة، توجّه الوفد لمتحف شقراء التراثي الذي تبرعت به شركة محمد وعبدالرحمن السعد البواردي، وتشرف عليه لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية للتراث، واطلعوا على أهم مقتنياته، وتعرفوا على أهم الآثار فيه، ثم زار الضيوف سوق "حليوة" التراثي، وتجولوا في مرافقه، واطلعوا على أهم محتوياته.