صعد مجموعة من مغامري الهايكنج السعوديين إلى المخيم الرئيسي لقمة إفرست بدولة النيبال، وذلك خلال رحلة استمرت أكثر من خمسة عشر يومًا سيرًا على الأقدام عبر المسار الجبلي الذي يتجاوز طوله 140 كيلو ذهابًا وإيابًا.
ويتخلل المسار العديد من الأنهار المنحدرة من القمم الثلجية المحيطة به؛ إذ يعتبر المسار إلى قمة إفرست أجمل مسارات الهايكنج بالعالم من حيث الارتفاع، وجمال طبيعته، وحياة سكان القرى الريفية التي لا تصلها السيارات ولا أي وسيلة نقل حديث.
ويعتمد السكان المحليون على أنفسهم والدواب لنقل جميع أشيائهم، بما في ذلك مواد البناء عبر مسارات جبلية وجسور لا يتجاوز عرضها مترين بطول 70 مترًا تقريبًا، تمرُّ بالعديد من المرتفعات والمنحدرات الوعرة جدًّا في بعض أجزائها، لكن السكان المحليين أصبحوا متعايشين مع حياتهم الريفية، بل إنه تم بناء مدينة كاملة على قمم الجبال، بها عدد من الفنادق والأسواق، تُسمى "نمتشي بازار"، والنقل بها على أكتاف الرجال وظهور البغال، ولا تصلها وسائل النقل الحديثة.
الأهالي يسكنون الأكواخ الخشبية المعروفة باسم بيوت الشاي، ويعتنق أغلبهم الديانة البوذية. ويلاحظ زوار تلك المناطق من المغامرين والسياح كثرة وجود معابدهم على امتداد المسار وفي أعالي قمم القرى، لكن سكان تلك القرى الواقعة على امتداد المسار يتميزون بحسن الخلق، وعدم مضايقة السياح، بل إنهم لا يتعرضون لهم بالسؤال ما لم يخاطبهم الزائر، وإن خاطبهم يجد كل ترحاب وحفاوة استقبال.
وفي ختام الرحلة عاد جميع المغامرين إلى أرض الوطن مسرورين بوصولهم إلى نهاية هدفهم برفع العَلَم السعودي بمخيم قمة إفرست التي يقارب ارتفاعها ٦ آلاف متر عن سطح البحر، ولم يصلها إلا عدد قليل جدًّا من الرحالة السعوديين.