أكد خبراء، اليوم الخميس، تربع المملكة على أكبر عدد من الأوقاف في العالم من ناحية العدد والمساحة، منوّهين إلى دور الأوقاف والقطاع غير الربحي في تحقيق كفاءة الإنفاق، وتحسين وتطوير العمل الخيري، بما يحقق التكافل الاجتماعي بين أطياف وشرائح المجتمع؛ تحقيقًا لمستهدفات رؤية السعودية 2030.
جاء ذلك خلال انعقاد "إكسبو الحج 2023" ضمن جلسة بعنوان "دور الأوقاف والقطاع غير الربحي في قطاع الحج والعمرة".
وقال نائب محافظ هيئة الأوقاف لقطاع المصارف والبرامج التنموية عبدالرحمن بن محمد العقيل: إن وقف الملك عبدالعزيز يعدّ أكبر وقف خيري على مستوى العالم، ويضاف إليه مجموعة كبيرة من الأوقاف التي تحتضنها المملكة، مشيرًا إلى النماذج التاريخية في الأوقاف مثل عين زبيدة، وسكة حديد الحجاز.
ولفت خلال الجلسة التي أدارها الرئيس التنفيذي لمؤسسة سليمان الراجحي الخيرية الدكتور خالد بن عبدالرحمن الراجحي، إلى دور هيئة الأوقاف في منظومة الحج والعمرة، ضمن محطات عدة في رحلة ضيوف الرحمن؛ للتأكد من تسخير الأوقاف لخدمة الحجاج والمعتمرين، مشيرًا إلى أن إنفاق الهيئة على الأوقاف تجاوز 821 مليون ريال لتنمية وتطوير الأوقاف.
وقال "العقيل": إن الهيئة إلى جانب أدوارها الإشرافية بالأوقاف تعمل على تنفيذ وتفعيل أثر شؤون الواقفين، وبناء آليات لحوكمة هذه الأوقاف، ومن بين مشروعات الهيئة التوعوية لضيوف الرحمن تدريب 172 ألف مستفيد.
واستعرض "العقيل" عددًا من مشروعات الهيئة في الحج والعمرة؛ مثل: تدريب وتوعية ضيوف الرحمن من خلال إيجاد 14 دليلًا توعويًّا بـ13 لغة، استفاد منها 913 مليون مستفيد، وإنتاج مواد توعوية يزيد عددها على 2500 مادة، علاوة على منظومة التعليم الوقفية في الحرمين الشريفين، التي استفاد منها 1.2 مليون مستفيد، وإنشاء قناة الحج والعمرة التوعوية بالتعاون مع الخطوط الجوية السعودية بطائرات الخطوط، ومراكز الخدمة الشاملة للعناية بالخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، ومركز ضيافة الأطفال في الحرمين الذي استفاد منه مليون مستفيد.
فيما تطرّق مدير عام إدارة الابتكار وتجربة العميل بالمركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي الدكتور خالد بن مريزيق الحربي، في حديثه؛ إلى مكونات القطاع الذي يضم: المؤسسين، والمانحين، والمتطوعين، والهواة.
وأكد "الحربي" ضرورة تكامل منظومة القطاع بين هذه المكونات لتحقيق النتائج المرجوة من كل مكون، مشيرًا إلى أهمية زيادة أعداد المتطوعين.
ودعا إلى زيادة عدد الجمعيات المتخصصة في خدمة ضيوف الرحمن، وأتمتة الفرص التطوعية مستقبلًا لتوظيف أمثل للمتطوعين في الحج والعمرة.
وتناول مدير التسويق والاتصال بالبنك الإسلامي للتنمية الدكتور ثامر بن أحمد باعظيم، الأثر المتكامل للأوقاف والقطاع غير الربحي في خدمة ضيوف الرحمن من جانب التسويق والتواصل.
وأكّد "باعظيم" ضرورة استدامة نمو الصورة الذهنية لدى المستفيد، مضيفًا أن نموذج استدامة نمو الصورة الذهنية يتكون من ثلاثة عناصر: التركيز على الأثر بصناعة قصص حقيقية تعبر عن الأثر وتجسده، ومواصلة التواصل من خلال صناعة مواد اتصالية مستمرة مع ضيوف الرحمن طيلة السنة، وتعزيز المصداقية من خلال عقد مؤتمرات دولية ودعم الأبحاث في هذا المجال.
كما أكّد مستشار عمل القطاع غير الربحي بوقف مثابة، المهندس عدنان بن هادي الجمل؛ حرص "مثابة" منذ تأسيسها على بناء منهجية متكاملة لمساعدة الجهات العاملة في الأوقاف على القيام بتدخل وقفي صحيح؛ حيث يدعو النموذج إلى ضرورة مراعاة خصائص مكة والمدينة، ومراعاة محطات رحلة الحاج، ومراعاة محورية ضيف الرحمن قبل أي تدخل وقفي.
كما تطرق إلى تجارب مثابة وأبحاثها، مشيرًا إلى أن الوقف قام بالعديد من الجهود البحثية؛ ومنها: دراسة مشكلات الحج وأسبابها، والتي ركزت على دراسة شعيرة الحلق في نسك الحج والعمرة، وتناولته من جوانب تطوير الخدمات والمحافظة على البيئة وجوانب أخرى، مضيفًا أن الوقف يقدم نشرة إحصائية دورية حول الحج.
بدوره نوه المشرف العام على الإدارة العامة للمسؤولية الاجتماعية والأعمال التطوعية، فايز بن سفر العمري، إلى دور المسؤولية الاجتماعية والأعمال التطوعية التي تركز على مضاعفة أعداد المتطوعين وتطمح إلى أن تصل إلى 100 ألف متطوع لمسار ضيوف الرحمن، بالإضافة إلى حرصها على تقديم الدعم اللوجستي الكامل لهم.
وقال "العمري": إن من أهدافها زيادة نمو قطاع منظمات المجتمع من خلال تقديم الدعم المالي للجمعيات العاملة في هذا القطاع.
وعن المسؤولية الاجتماعية أشار إلى أن من أهدافها السعي إلى تشجيع القطاع الربحي وتوجيه مسؤوليته الاجتماعية لخدمة ضيوف الرحمن.