اختتمت في العاصمة الماليزية كوالالمبور فعاليات المؤتمر العالمي الثاني لعمارة المساجد الذي نظمته الأمانة العامة لجائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد، أحد برامج الفوزان لخدمة المجتمع، برعاية الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود رئيس مجلس أمناء جائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد، وذلك بالتعاون مع عدد من الشركاء المحليين والعالميين والمنظمات الدولية.
وحضر المؤتمر أكثر من 500 مهتم وزائر من أكثر من 30 دولة حول العالم.
وشهد متحف الفن الإسلامي في "كوالالمبور" خلال الفترة من 25-27 نوفمبر الحالي حضور عدد من الشخصيات الرسمية والمسؤولين والمختصين والأكاديميين تقدمهم الدكتور عبدالرحمن الزيد، الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي، والدكتور خالد إيرين المدير العام لمركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية IRCICA، والأستاذ سيد محمد البخاري مدير متحف الفن الإسلامي في ماليزيا.
وشارك في المؤتمر 9 من المتحدثين الرئيسيين العالميين في عمارة المساجد من بينهم الدكتور أسامة الجوهري الأمين العام لمؤسسة تراث الخيرية والمعمار الأردني راسم بدران، والدكتور عبدالله القاضي من جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، والدكتور أحمد بن رشدي طومان من جامعة الملك سعود، والدكتور تييري جوفرواه من مركز أبحاث عمارة الأرض في فرنسا، والدكتورة هبة مصطفى من جامعة تورنتو في كندا، والمصمم إيريك بروج من مركز دراسات الزخارف الإسلامية في المملكة المتحدة، والدكتور تاج الدين راشدي المعماري الماليزي، والدكتور محمد كمال حسن أستاذ الفكر الإسلامي في الجامعة الإسلامية الماليزية.
وتم خلال الجلسات تقديم عدد 45 بحثاً علمياً من كل أنحاء العالم، بجانب مجموعة من الأوراق العلمية والأعمال لشركاء الجائزة من المكاتب الاستشارية والجامعات والمراكز البحثية التي تعنى بعمارة المساجد. علماً بأن الأمانة العامة للجائزة تلقت عبر اللجنة العلمية للمؤتمر أكثر من 130 ورقة علمية من حوالي 30 دولة حول العالم للمشاركة في المؤتمر الذي يمثل أكبر المناسبات العلمية الدولية المتخصصة بعمارة المساجد.
وضمن البرنامج العلمي للمؤتمر العالمي الثاني لعمارة المساجد انعقدت ثلاث ورش عمل تناولت الورشة الصباحية "مساجد القائمة القصيرة للدورة الثالثة من جائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد"، وشملت على عرض نقدي ونقاش مفتوح لعدد 27 مشروعاً من مساجد القائمة القصيرة للدورة الثالثة من الجائزة للفترة من (2017-2020) وشارك فيها جميع أعضاء لجنة التحكيم والمقيمين الفنيين للمشاريع.
وجاءت الجلسة المسائية بعنوان "كودات بناء المساجد والتجربة السعودية"، والتي تحدث فيها المهندس سعد بن صالح شعيل الأمين العام للجنة الوطنية لكود البناء السعودي، وأعضاء اللجنة الدكتور حمزة بن أحمد غلمان رئيس اللجنة الفنية الميكانيكية، والمهندس حكم بن عادل زمو رئيس اللجنة الفنية لترشيد الطاقة، والدكتور فهد بن سعود اللهيم رئيس اللجنة الفنية للمباني السكنية، والذين استعرضوا تجربة المملكة العربية السعودية الرائدة في إعداد كود بناء المساجد المرتبط بكود البناء السعودي. وورشة عمل أخري عن برنامج إعمار المساجد التاريخية والتي ترأسها الدكتور محسن بن فرحان القرني، حيث استعرضت الورشة جهود المملكة العربية السعودية في توثيق وإعمار المساجد التاريخية، بالإضافة لأعمال معمارية متنوعة لمساجد من مختلف دول العالم وذلك في ظل جهود الجائزة لتطوير العمارة الإسلامية وتعزيز قيمتها بين الحضارات المختلفة.
وضمن فعاليات المؤتمر شهد معرض (مقامات) المعرض الرسمي المصاحب للمؤتمر العالمي الثاني لعمارة المساجد كمبادرة من البرنامج العلمي للجائزة، تم استعراض 27 مشروعاً من مشاريع القائمة القصيرة للدورة الثالثة، وبعض أعمال شركاء الجائزة من مكاتب استشارية ومراكز بحثية تعنى بعمارة المساجد. حيث يهدف المعرض إلى الارتقاء بالثقافة العامة ونشر المعرفة المتعلقة بعمارة المساجد من خلال عرض أعمال معمارية متنوعة لمساجد من مختلف أنحاء العالم في معرض واحد.
وفي ختام جلسات المؤتمر أوضح الدكتور مشاري النعيم، الأمين العام لجائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد أن المؤتمر العالمي الثاني لعمارة المساجد، استعرض عدداً من القضايا التي ركزت بالدرجة الأولى على مستقبل عمارة المسجد وأهمية وضع معايير وأسس ثابتة تراعي قيمة مسجد المستقبل؛ لكونه كائناً حياً يرتاده الناس 5 مرات في اليوم، وليس فقط مكاناً للعبادة يزوره الناس مرة في الأسبوع.
وأشار "النعيم" لدور المؤتمر في دعم البحث العلمي وتشجيع الدراسات لاستيعاب التقنيات الحديثة ومدى استخدامها لتطوير مسجد المستقبل من حيث الشكل العمراني والمحتوى والوظائف التي يقوم بها المسجد، مشيراً إلى أن المؤتمر عمل اصطحاب التجارب والنماذج العمرانية الحديثة على مستوى العالم والتي ستشكل نقلة كبرى في عمارة المساجد مستقبلاً. مؤكداً أن المؤتمر مضى على طريق الجائزة وساهم بقدر كبير في تغيير المدار الفكري لعمارة المساجد، وبيّن "النعيم" أن النقاشات والدراسات ستتواصل، وسيتم نشر التفاصيل والمخرجات التي تهم عمارة المساجد وترتبط بالمشاريع الفائزة للدورة الحالية والتي سيعلن عنها مطلع مارس القادم في العاصمة الرياض.
يذكر أن المؤتمر طرح عدداً من القضايا العمرانية والمعمارية المهمة التي عكست طبيعة العلاقة المستقبلية بين المسجد وجواره العمراني، وتطوير المظهر العمراني للمسجد ليستوعب التقنيات الرقمية والمستقبلية، وذلك من منطلق دور الجائزة في الإسهام بإظهار الصورة المشرقة للمملكة بإحياءً التقنيات والمنهجيات المعمارية المستوحاة من الحضارة والتاريخ الإسلامي وتراعي الفن المعماري الحديث بما يتناسق مع توجهات رؤية 2030 وتطلعات المملكة للارتقاء بالجوانب المعمارية للمساجد على المستوى المحلي والدولي.