ساعات قليلة وينطلق حفل افتتاح "الجنادرية 32"، مجسداً الترابط والتلاحم بين أبناء هذا الوطن، عبر حدث بات مؤشراً عميقاً للدلالة على اهتمام قيادتنا الحكيمة بالتراث والثقافة والتقاليد والقيم العربية الأصيلة عبر رعاية ملكية وجهود مشكورة لم تنسَ الرواد وجهودهم في خدمة وطنهم وتشكيل التكوين الثقافي المعاصر للإنسان السعودي، حيث سيتم منح الأستاذ تركي السديري –رحمه الله- ضمن 3 شخصيات مكرمة هذا العام، وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى.
ويعد تركي السديري أحد أشهر الصحفيين السعوديين والخليجيين لُقّب بـ"ملك الصحافة". شغل منصب رئيس تحرير لصحيفة "الرياض" قرابة أربعة عقود، عرفه جمهوره من خلال زاويته اليومية "لقاء"، كما تولى عدداً من المسؤوليات من بينها الرئيس السابق لهيئة الصحفيين السعوديين.
المولد والنشأة
وُلد تركي السديري عام 1363هـ في مدينة الغاط التابعة لمنطقة الرياض، ونشأ في بيئة فقيرة، حيث توفي والده وهو في سن العاشرة، وتلقى تعليمه في مدينة الرياض.
ومنذ صغره تعلق "السديري" بالقراءة، وكان القلم رفيقاً له؛ فقد بدأ بكتابة القصة القصيرة ولمّا يبلغ العشرين عاماً. وكان قد انكبّ منذ طفولته على قراءة مؤلفات توفيق الحكيم، ومصطفى لطفي المنفلوطي، ويوسف السباعي... وغيرهم.
وبدأ مسيرته بالصحافة محرراً للشؤون الرياضية، قبل أن ينتقل إلى الشؤون السياسية. التحق بصحيفة "الرياض"، وسريعاً ترقى مساعداً لمدير التحرير ومشرفاً صحفياً وإدارياً على الجانبين المحلي والسياسي.
مناصب عدة
وشغل "السديري" مناصب عدة؛ منها عضو بمجلس إدارة مؤسسة اليمامة الصحفية، واختير رئيساً للجنة التأسيسية لهيئة الصحفيين السعوديين، كما انتُخب رئيساً للهيئة مرتين.
إقليمياً انتُخب رئيساً لاتحاد الصحافة الخليجية مرتين، على أن أهم المناصب التي تولاها كانت رئاسة تحرير صحيفة "الرياض" عام 1974، وهو المنصب الذي ظلّ فيه إلى حين قبول استقالته عام 2016.
نقلة نوعية
أحدث "السديري" نقلة نوعية في صحيفة "الرياض"، حيث أجرى عليها تغييرات في تصميم شكلها واستقطب إليها عدداً من الكوادر، فتحولت خلال عهده من مطبوعة متواضعة إلى واحدة من أثرى الصحف وأكثرها نجاحاً في المملكة، مما مكّنها من الحصول على عدة جوائز.
كان قلم "السديري" رشيقاً ولغته سلسة وجمله معبرة وهو يطل على القراء من زاويته شبه اليومية "لقاء"، التي تعد الزاوية الأطول عمراً في الصحافة السعودية، واستمرت نحو 43 عاماً.
وخلال مسيرته المهنية التي اهتم فيها بالشأنين السياسي والاجتماعي أجرى عدداً من الحوارات الصحفية مع عدد من زعماء العالم والشخصيات العربية البارزة.
اللقب الأشهر
أطلق الملك السعودي الراحل عبدالله بن عبدالعزيز على "السديري" لقب "ملك الصحافة"، وتوفي تركي السديري 18 شعبان 1438هـ بعدما بلغ من العمر 73 عاماً
المكرمون الثلاثة
يُذكر أن وزير الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة الأمير خالد بن عبدالعزيز بن عيّاف كان قد أعلن صدور موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله– على منح الشخصيات الثقافية المكرمة لهذا العام وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى؛ وهم: صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل –رحمه الله- والأستاذ تركي السديري –رحمه الله- والدكتورة خيرية السقاف؛ وذلك تقديراً لريادتهم وجهودهم في خدمة وطنهم.
ويرعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز –يحفظه الله– اليوم حفل افتتاح المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية" في دورته الثانية والثلاثين، والذي تنظمه وزارة الحرس الوطني، ويتخلله سباق الهجن السنوي الكبير، كما يشرّف -حفظه الله- الحفل الخطابي والفني للمهرجان .