تَوَعّد مدير عام زراعة عسير، المتسببَ في تدمير آلاف الأمتار من الغطاء النباتي لأشجار "الأراك" بالمجاردة، بالملاحقة القانونية وتطبيق النظام في حقه؛ مؤكدًا أنه تم ضبط المخالفة، وأنه لا يمكن قبول مثل هذه الممارسات الخاطئة في حق البيئة.
يأتي هذا بعد إقدام مواطن على تدمير مئات -وقد تصل لآلاف- الأشجار الخضراء المعمرة على ضفاف أحد الأودية بمحافظة المجاردة، مضى على وجودها عقود طويلة من الزمن -ربما قرون- حيث لم يحدد بدقة تاريخ وجودها في الموقع، ولا تُعرف إلا بهذا الشكل، حسب روايات المعمّرين في المنطقة؛ وذلك باقتلاعها بـ"شيول" والتسبب في تدمير الغطاء النباتي لما يزيد على 5 آلاف متر مربع من موطن الشجرة المخضرة على مدار العام؛ وهو الأمر الذي يُنذر بتصحر كبير، بالإضافة لتحويل مجرى السيول، والسماح لها بجرف المَزارع والممتلكات الخاصة التي تلي الموقع، والتي كانت تشكّل أشجارُ الأراك خط الدفاع الأول، والسد المنيع للسيول الجارفة، والتي بادر الأهالي لمنع العمالة من استخراج السواك من أشجار الموقع؛ حتى لا تتسبب الحُفَر اليدوية في موت الأشجار عبر السنين؛ ناهيك عن اقتلاعها بآلية ثقيلة.
وقال مدير عام فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة عسير المهندس غانم بن حامد الجذعان لـ"سبق": "تم على الفور إحالة البلاغ للزملاء في مكتب الوزارة بمحافظة المجاردة الذين عاينوا الموقع، وتم تحرير محضر ضبط المخالفة على الغطاء النباتي، وسيتم إحالة المخالفة إلى لجنة النظر في مخالفات نظام المراعي والغابات، وسيتم تطبيق ما يقضي به النظام بحق المتسبب في المخالفة"؛ مؤكدًا أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال قبول مثل هذه الممارسات الخاطئة بحق البيئة.
يُذكر أن شجرة الأراك المعمرة التي تُسمى علميًّا باسم «سالفادورا بيرسيكا» تتميز بأنها دائمة الخضرة، وتنتمي إلى الفصيلة الأراكية، وطيبة الرائحة، ولا يزيد ارتفاعها على أربعة أمتار، وأوراقها خضراء بيضاوية الشكل تخلو من الشوك؛ بينما أزهارها صفراء مخضرة، وأغصانها غضة تتدلى للأسفل، وجذورها تكون عميقة وممتدة لمسافات كبيرة تحت الأرض.
ويتم استخراج السواك من جذور شجر الأراك، وقد أصبحت هذه الشجرة في الوقت الحاضر من الأشجار التجارية التي تعمل الدول على زيادتها لبيع السواك الذي يستخرج منها، كما تزرع لغرض استصلاح التربة حيث يعمل على تثبيت التربة الرملية.
وتتمتع مكونات وأغصان شجرة الأراك بالعديد من الخصائص الفعالة التي أجمع عليها الكثير من الأخصائيين في طب الأسنان؛ حيث تحتوي أغصانها على مركّبات طبيعية تقضي على الجراثيم والبكتيريا الموجودة في الفم، وتحافظ على صحة الأسنان وتمنع تسوسها.