200 شخصية تشارك لقاء "الحوار العالمي" عن الدين والإعلام والسياسات

لتفعيل التعاون والعمل المشترك في مناهضة خطاب الكراهية
200 شخصية تشارك لقاء "الحوار العالمي" عن الدين والإعلام والسياسات

يعقد مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، لقاءً دولياً يجمع أكثر من 200 شخص من القيادات والمؤسسات الدينية وصانعي السياسات والجهات الفاعلة الحكومية وممثلي المنظمات الدولية والمجتمع المدني، والإعلاميين والتربويين وممارسي الحوار، وذلك في مدينة "فيينا".

ويختصّ في مناقشة "دور الدين والإعلام والسياسات في مناهضة خطاب الكراهية وتعزيز التعايش السلمي"، بمشاركة خبراء من مؤسسات القيم الدينية والإنسانية ونشطاء في وسائل التواصل الاجتماعي، وخبراء في السياسات من المنظمات الدولية والأهلية؛ وذلك خلال الفترة من 30-31 أكتوبر 2019م.

ويهدف اللقاء الدولي إلى تبادل الآراء والتجارب بين المؤسسات والقيادات الدينية والإعلامية وصنّاع السياسات والمنظّمات الدولية، لتفعيل التعاون والعمل المشترك في سبيل مناهضة خطاب الكراهية، الذي أصبح يشكل تهديدًا حقيقيًّا وملموسًا للنسيج والتماسك الاجتماعي في مناطق متعددة من العالم؛ ما أدى إلى تداعي الكثير من المنظمات الدولية والحكومات عبر العالم إلى تطوير مبادرات وخطط عمل نوعية وسنّ مشاريع قوانين؛ بهدف مناهضة خطاب الكراهية والتحريض على العنف وتعزيز التعايش السلمي، لتتوافق مع خطة العمل الخاصة بالقيادات والجهات الدينية الفاعلة؛ لمنع التحريض على العنف والجرائم الوحشية، والتي أقرت عام 2017 من قبل مكتب الأمم المتحدة الخاص بمنع الإبادة الجماعية، وذلك بالتعاون مع العديد من الشركاء الفاعلين عبر العالم؛ ومنهم مركز الحوار العالمي.

وتأتي جهود المركز في ذلك الإطار متوافقةً مع الجهود وخطط العمل الدولية؛ ومنها خطة عمل الأمم المتحدة لمناهضة خطاب الكراهية، والتي صدرت في عام 2019، وعليه يحرص المركز على أن تتركز محاور المؤتمر على دعم الاستراتيجيات وخطط العمل المطورة من قبل المنظمات الدولية والأمم المتحدة، في سبيل مناهضة خطاب الكراهية، وذلك من خلال التركيز على تحديد أسباب ودوافع هذا الخطاب، وتفعيل دور صانعي السياسات والقيادات الدينية في تبنّيها وتطبيقها، بالإضافة إلى توظيف الإعلام والتعليم كأدوات رئيسة في نشر ثقافة السلام والتعايش والتماسك الاجتماعي، وبحث أفضل السبل في التعاون المشترك لتفعيل خطط العمل في هذا المجال.

وتأتي تلك المحاور على الشكل التالي: توعية الرأي العام بضرورة المنع والتصدّي لخطاب الكراهية ضد أي مكون ديني أو إثني؛ وإيجاد حلول فاعلة لمناهضة خطاب الكراهية، بما في ذلك التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي ومعرفة الطرق الناجعة لاستخدامها وتبادل الدروس المستفادة مع المنظمات المحلية والإقليمية والدولية والمؤسسات الحكومية الناشطة في مجال مناهضة خطاب الكراهية، والعمل مع صنّاع السياسات والمؤسسات والقيادات الدينية؛ إلى اتخاذ إجراءات ملموسة ضد المحرضين على خطاب الكراهية.

من جانبه أكَّد الأمين العام للمركز فيصل بن عبدالرحمن بن معمّر، أهمية ذلك اللقاء الدولي للتعريف بالموروثات الحضارية والتاريخية لمفاهيم التعايش السلمي العالمي، جنبًا إلى جنب مع بيان مخاطر الكراهية والتطرف وآثارها المدمرة للسلم والأمن المجتمعي للدول، وإبراز دور القوانين والأنظمة لحماية المواطنين من خطاب الكراهية والتطرف الفكري، والوعي بأهمية التربية والتعليم بوصفهما محورين رئيسين لعملية بناء الدولة والهوية المشتركة، فضلاً عن دورهما في ترسيخ مفهوم التعايش السلمي والمواطنة المشتركة.

وشدّد على الوعي المجتمعي بضرورة العناية بالخطاب الديني والإعلامي والسياسي، والتركيز على احترام التنوع وقبول التعددية والمحافظة على المواطنة المشتركة، وتسليط الأضواء على الدراسات والبرامج العملية؛ لترسيخ ثقافة التعايش، والتعددية والتنوع، والعيش في ظل المواطنة المشتركة في مواجهة خطاب الكراهية والعنصرية؛ بحثًا عن وسائل وآليات نوعية وفعّالة لمناهضة هذا الخطاب على المستويَين الوطني والعالمي، ودعم كل ذلك بالأنظمة والقوانين والمبادرات الدولية.

وأشار "ابن معمر" إلى دعم المركز لمئات المبادرات وحملات التواصل الاجتماعي، في سبيل تحقيق أهدافها المنشودة: تشجيع سبل التعاون بين أتباع الأديان، وبناء جسور السلام، وتعزيز التنوع والتعايش والمواطنة المشتركة، ومكافحة الكراهية والتطرف؛ حيث سيُعرض في هذا اللقاء الدولي تجارب ودروس مستفادة.

وسيقدم المشاركون من القيادات والمؤسسات الدينية والإعلامية وصانعي السياسات، خبرتهم وتجاربهم على مستوى القواعد الشعبية؛ للتعرف على جهودهم الدؤوبة في مجال بناء السلام.

وأكد على أن ذلك اللقاء الدولي ليس لقاءً لإلقاء الخطب، بل بالعمل معًا على تحديد الثغرات، وتبادل أفضل الممارسات، ومعرفة الطريقة المثلى التي تُمكّن ممثلي المؤسسات الدينية والتعليمية والإعلامية وصانعي السياسات من وضع خطة عمل قادرة على إحداث تغيير حقيقي أيضًا"، مشيرًا إلى تنظيم المركز منذ خمس سنوات المؤتمرَ الرَّائدَ بعنوان: "مُـتـَّحـدونَ لمـُناهَـضةِ الـعُنفِ باسـمِ الـدِّينِ".

ولم يتوقف المركز عن بذل الجهود الكبيرة لمواجهة خطاب الكراهية، والتي شملت إطلاق برنامج "وسائل التواصل الاجتماعي كمساحة للحوار": زوّد البرنامج المئات من الشباب ونشطاء شبكات التواصل الاجتماعي والجهات الدينية الفاعلة؛ بالمهارات اللازمة لتعزيز التعايش السلمي ومواجهة خطاب الكراهية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

كما شملت: مبادرة "أسبوع الحوار" إيجاد مبادرات إعلامية فعالة للتواصل عبر شبكة الإنترنت في المنطقة العربية، وكذلك إطلاق "منصة الحوار والتعاون بين القيادات والمؤسَّسات الدينية المتنوعة في العالم العربي": تدعم المنصة بدورها القيادات الدينية من المؤسسات الإسلامية والمسيحية من أجل تعزيز التعايش السلمي والمواطنة المشتركة في العالم العربي.

كما ينفذ المركز برنامجًا للمنح الصغيرة؛ لتشجيع المبادرات المحلية التي تكافح خطاب الكراهية في المنطقة العربية وأوروبا وجمهورية إفريقيا الوسطى ونيجيريا وميانمار. وتشمل المشاريع: دورات تدريبية في مجال التعايش وبناء السلام والتعامل مع النزاعات، وبناء شبكات تواصل بين المتدربين.

وفي أوروبا يعمل المركز على التصدي للكراهية والعنصرية ضد مجموعات دينية وإثنية وضد المهاجرين واللاجئين الفارين من الاضطهاد، كما أنَّه يدعم (المجلس الإسلامي اليهودي في أوروبا)، الذي يعمل على مواجهة الإسلام فوبيا ومعاداة السامية.

وفي جمهورية إفريقيا الوسطى ونيجيريا، يعمل المركز على إيجاد مساحات للحوار بين أتباع الأديان والثقافات؛ للمساعدة على القضاء على القوالب النمطية السائدة بين المسيحيين والمسلمين؛ انطلاقًا من دعم المبادرات المحلية لمناهضة خطاب الكراهية والتحريض على العنف.

أما في ميانمار: فيربط المركز بين القيادات الدينية ونشطاء السلام والإعلاميين لدحض خطاب الكراهية بالحقائق الدقيقة. كما يؤدّي الخبراء الميدانيون للمركز دورًا مهمًّا في تدريب القيادات على كيفية الاستفادة من منصات وسائل التواصل الاجتماعي في مكافحة الكراهية، وكيفية التعامل مع انتشار الشائعات المغرضة والمعلومات الخاطئة وأساليب ترويجها.

وعلى المستوى العالمي أقام المركز شراكة مع مكتب الأمم المتحدة المعنيّ بمنع الإبادة الجماعية ومسؤولية الحماية لإطلاق خطة عمل للقيادات الدينية والجهات الفاعلة؛ لمنع التحريض على العنف الذي يمكن أن يؤدي إلى ارتكاب جرائم وحشية، التي أُطلقت في الأمم المتحدة عام 2017، فضلًا عن تقديم استراتيجيات إقليمية للقيادات والمؤسسات الدينية لمناهضة العنف والطائفية، ويساند جميع هذه المشاريع والمبادرات والمنصات خمسة برامج عالمية لتخريج زملاء وزميلات في خمس مناطق عالمية لتحقيق تلك الأهداف.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org