خطوة بعد أخرى، تضع المملكة أقدامها على أعتاب المستقبل بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ ومدلولات، وتعد مدينة "ذا لاين"، إحدى أدوات المستقبل، التي يترسخ فيها الإبداع الإنساني فائق الحدود، من خلال نموذج فريد لمدينة مليونية بطول 170 كم، تحافظ على 95 % من الطبيعة في أراضي "نيوم". وتتمحور المدينة حول الإنسان، وتمثل نموذجًا عالميًا رائدًا يحقق الاستدامة، ومثالية العيش بالتناغم مع الطبيعة.
والمشروع هو أول مدينة ذكية تضع الإنسان في المقدمة، وتسعى إلى توفير كل احتياجاته دون إلحاق أي ضرر بالبيئة المحيطة.
ويعتمد المشروع على جعل المشي هو النمط الأساس للحياة، فلا يوجد شوارع ولا سيارات؛ على الرغم من هذا، سيتمكن ساكنو هذه المدينة من الوصول إلى كل احتياجاتهم في غضون 5 دقائق فقط، وذلك بفضل البنية التحتية والتصميم الفريد للمشروع.
ولعل تصميم المدينة على شكل خط مستقيم (ذا لاين) جعل الوصول إلى أبعد نقطة في هذا المشروع لا يستغرق وقتًا طويلاً، فالحلول المبتكرة للمواصلات فائقة السرعة ستجعل التنقل بين أرجاء المدينة غاية في السهولة واليسر.
ويعكس المشروع حرص المملكة الاستثنائي، ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان على حماية كوكب الأرض من آثار التغير المناخي، ومن هنا تتوافق "ذا لاين" مع رؤية 2030، وتقدم نموذجًا عالميًا لمواجهة تحديات التغير المناخي والتدهور البيئي والزحف العمراني.
وتضاف "ذا لاين" إلى المبادرات الثلاث التي أعلنت عنها المملكة لحماية المنطقة والعالم من التأثيرات المناخية، ممثلة في الرياض الخضراء، والسعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر.
وعندما يعلن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس إدارة "نيوم"، عن تصاميم المدينة، فهذا دليلٌ على حرص ولي العهد شخصيًا على تحقيق كل تطلعات رؤية 2030 وما وعدت به بترسيخ وتفعيل المدن الحضرية النموذجية، التي سيتحاكى بها العالم في كل مكان. وتضاف هذه الرغبة إلى رغبات سابقة لولي العهد في إيجاد مدن متطورة ومزدهرة، التي تتمتع بكل المواصفات والمقاييس التي تعمل على تعزيز جودة الحياة، عبر العيش في مدن ذكية، تعمل بكل ما هو حديث ومتطور.
وكان ولي العهد قد أطلق فكرة المدينة والرؤية الأولية للمدينة التي تعيد تعريف مفهوم التنمية الحضرية وما يجب أن تكون عليه مدن المستقبل في يناير من العام الماضي. وتأتي تصاميم المدينة، انعكاسًا لما ستكون عليه المجتمعات الحضرية مستقبلاً في بيئة خالية من الشوارع والسيارات والانبعاثات، وتُسهم في المحافظة على 95 % من أراضي نيوم للطبيعة، وتعتمد على الطاقة المتجددة بنسبة 100 %، لجعل صحة الإنسان ورفاهيته أولوية مطلقة بدلاً من أولوية النقل والبنية التحتية كما في المدن التقليدية.