وزير التجارة.. عاقبتَ تويوتا والآن هونداي!

وزير التجارة.. عاقبتَ تويوتا والآن هونداي!
تم النشر في
 
في الأيام القليلة الماضية عصفت بشركتي هونداي وكيا في أمريكا موجة من العقوبات الحكومية لكذب الشركتين على المجتمع الأمريكي، وانتهت بإجبار هونداي وكيا -مالكهما واحد - بدفع أكثر من مليار ومئة مليون غرامات مالية!! وتناقل الخبر صحف ومواقع عالمية، كالـBBC والـنيويورك تايمز، التي ذكرت جملة من الأسباب، منها أنه كان هناك تلاعب بعدد الكيلومترات التي تقطعها سيارات هونداي لكل جالون من الوقود. فمثلاً، الشركة قالت إن جالونا من الوقود تستطيع أن تقطع به 30 كيلاً، لكن الذي اكتُشف أنه يصل لـ29 كيلاً فقط! وتختلف المشكلة من سيارة هونداي لأخرى، ووصل الاختلاف لبعضها ليكون الفرق 6 أميال مضافة! 
وزارة العدل الأمريكية ووكالة حماية البيئة هما اللتان تولتا زمام المبادرة والتحقيق في ذلك؛ ما حدا بشركة هونداي أن تعلن رسمياً -حسب الصحيفة- أن بعض سياراتها بالفعل طاقتها أقل كفاءة من الواقع المعلن، وذكرت أن أبرز السيارات التي تحتوي المشكلة هي إلنترا وأكسنت. وهونداي مضطرة لدفع غرامة المليار، إضافة لتعويض أي عميل متضرر. نحن لا نستبق الأحداث؛ ولذلك نطلب من معالي وزير التجارة أن يفتح تحقيقاً رسمياً لوكيلها بالسعودية، في حال كانت المشكلة أعلاه تنطبق على سيارات الأكسنت والإلنترا بالسعودية؛ وذلك تطبيقاً لتوجيه خادم الحرمين الأخير، الذي أحال النظر في قضايا كهذه لوزارة التجارة. 
 
 
وآخر القضايا إثارة كانت تتعلق بمثبتات السرعة بشركة تويوتا. نحن نتمنى أن لا تتكرر مأساة تويوتا ووكيلها بالسعودية، والتلاعب الذي حصل بروح المواطن السعودي في السنوات الماضية. وقد ذكرت ذلك بالتفصيل في مقال نشرته هنا في صحيفة "سبق" بعنوان (ناسا الأمريكية تحل لغز جيب حفر الباطن)، ولا أريد تكرار ما قلت، لكن 2010 كان - بدون أدنى شك - من أسوأ الأعوام في تاريخ تويوتا؛ إذ فتحت الحكومة الأمريكية تحقيقاً رسمياً في مشكلة تعليق مثبت السرعة. الطريف في الموضوع أنه في الوقت نفسه الذي كان وكليها السعودي ينفي وجود أي مشكلة بسيارات تويوتا كانت تويوتا في أمريكا مجبرة لدفع غرامات وصلت لأكثر من 10 مليارات!!! كتبتُ المقال وقتها، وما زال الوكيل السعودي مُصِرًّا على موقفه، ثم صعّدت القضية وزارة التجارة، ورُفع الأمر لمقام خادم الحرمين الشريفين، وكان أن وقف (أبو متعب) في صف المواطن، وأجبر وكيل تويوتا السعودي بعمل نفس الضمانات والإصلاحات بالمجان لجميع السيارات المتضررة، سواء بسواء. وما تعمله تويوتا لجون وسمانثا وديفيد يجب أن تعمله لسيارات خالد وفهد وعبدالله!
 
هنا لا أنسى - وهذا الكلام يقال لأول مرة - أن مقال (ناسا الأمريكية تحل لغز جيب حفر الباطن) عرض وقتها على صحف سعودية محلية، ورفضت نشره خوفاً من سطوة المعلن، وتفردت صحيفة "سبق" بنشره هنا كاملاً بدون أي تدخل لمقص الرقيب. صحيح أن عقاب تويوتا بالسعودية تأخر كثيراً، لكن حصل في نهاية المطاف؛ ولذلك نتمنى أن تستحث الخطى وزارة التجارة ووزيرها الربيعة في فتح تحقيق رسمي لوكيل هونداي بالسعودية، ووضع المواطن في الصورة، ودفع مبالغ للمتضررين، تماماً مثلما فعلت في أمريكا في حال وجود المشكلة نفسها. 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org