سَلِّ صيامَك.. شكر النعمة بين 3 رجال من بني إسرائيل وتمرة النبي محمد للسائلين

سَلِّ صيامَك.. شكر النعمة بين 3 رجال من بني إسرائيل وتمرة النبي محمد للسائلين
تم النشر في

يختلف البشر في شكر النعمة، كما يظهر في قصة ثلاثة رجال من بني إسرائيل؛ منهم من شكر الله فحافظ على النعمة، ومنهم من جحد ففقدها، ويظهر أيضًا في قصة السائلين وتمرة النبي محمد، صلى الله عليه وسلم.

الأبرص والإبل

أنزل الله تعالى مَلَكًا إلى رجل من بني إسرائيل ليمتحنه، فقال له: أيُّ شيءٍ أحبُّ إليك؟ قال الأبرص: لون حسن، وجلد حسن.

فوضع الملك يده على ذلك الأبرص فشُفِي بأمر الله تعالى، ثم قال له الملك: فأيُّ المال أحب إليك؟ قال: الإبل، فأعطاه الملك ناقة عشراء.

وبعد مدة ولدت الناقة، وكثر نسلها، وصار الأبرص غنيًّا يمتلك كثيرًا من الإبل، وعندئذ جاءه الملك في صورة رجل أبرص مسكين لا مال لديه، ولا طعام معه، ويريد أن يسافر إلى بلد، وطلب منه جملًا أو ناقة يستعين بها في سفره، فرفض ولم يعطه شيئًا، فقال الملك: كأني أعرفك، ألم تكن أبرصَ فقيرًا فأعطاك الله؟ فقال الرجل: إنما ورثت هذا المال، فقال الملك: إن كنت كاذبًا صيّرك الله إلى ما كنتَ عليه، فعاد الرجل أبرصَ فقيرًا كما كان؛ لأنه لم يشكر نعمة الله عليه.

الأقرع والبقر

أنزل الله تعالى مَلَكًا إلى رجل أقرع من بني إسرائيل ليمتحنه، فقال له: أيُّ شيءٍ أحبُّ إليك؟ قال الأقرع: شعر حسن.

فمسحه الملك، فشُفِيَ من القراع بأمر الله تعالى، وأصبح له شعر ناعم الملمس، جميل اللون، ثم قال له الملك: أي المال أحب إليك؟ فقال: البقر، فأعطاه الملك بقرةً حاملًا، وعندما ولدت بارك الله تعالى في نسلها حتى صار للرجل قطيع كبير من البقر.

وبعد مدة جاء الملك إليه في صورة رجل أقرع مسكين لا مال لديه، ولا طعام معه، ويريد أن يسافر إلى بلده، وطلب منه أن يعطيه ما يستعين به في سفره، فرفض ولم يعطه شيئًا، فقال له الملك: كأني أعرفك، ألم تكن أقرعَ فقيرًا فأغناك الله؟ فقال الأقرع: لقد ورثت هذا المال، فقال الملك: إن كنت كاذبًا صيّرك الله إلى ما كنتَ عليه، فعاد الرجل أقرعَ فقيرًا كما كان؛ لأنه لم يشكر نعمة ربه.

الأعمى والأغنام

أنزل الله تعالى ملكًا إلى رجل أعمى من بني إسرائيل ليمتحنه، فقال له: أيُّ شيءٍ أحبُّ إليك؟ قال الأعمى: أنْ يردَّ الله إليَّ بصري.

فوضع الملك يده على عين الرجل، فأذهب الله عماه، وأصبح مبصِرًا، ثم قال له الملك: فأي المال أحب إليك؟ قال الرجل: الغنم، فأعطاه الملك شاةً وولدها.

وبعد عدة سنوات، ازداد نسل هذه الشاة، وأصبح عنده أغنام كثيرة.

وعندئذ جاء الملك إليه في صورة رجل أعمى، مسكين لا مال لديه، ولا طعام معه، ويريد أن يسافر إلى بلده، وطلب منه أن يعطيه ما يعينه في سفره، فقال الرجل: قد كنت أعمى فردَّ الله بصري، فخذ ما شئت، ودع ما شئت، فقال الملك: قد رضي الله عنك، وأخبره بقصة الأبرص والأقرع، وبأن الله امتحنهم، ليرى هل يشكرونه على ما أنعم به عليهم أم لا يشكرونه.

تمرة وتمرة

جاء رجل فقير إلى الرسول، صلى الله عليه وسلم، وطلب منه صدقة، فأمر الرسول أن يعطى تمرة، فنظر الرجل إلى التمرة، ورأى أنها قليلة، فرفض أن يأخذها وانصرف.

وبعد فترة جاء سائل آخر، فأمر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أن يعطى تمرة، فأخذها وفرح بها، وقال: سبحان الله! تمرة من رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فنادى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، جارية له، وأمرها أن تذهب إلى زوجته السيدة أم سلمة، رضي الله عنها، وتحضر لهذا السائل الأربعين درهمًا التي عندها.

فكان جزاء شكر الرجل لهذا القليل، أن رضي عنه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأجزل له العطاء.

الشكر على النعم

يشكر الإنسان الله على نعمه، ويشكر والديه على إحسانهما، ويشكر كل من يحسن إليه، فمن لم يشكر الناس لم يشكر الله.

والشاكرون قليلون، كما قال تعالى: "وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ" "سبأ: 13".

فلتحرص على أن تكون من الشاكرين؛ تشكر الله في كل أحوالك، حتى يرضى الله عنك، فتفوز بجنته ورضوانه.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org