علق المستشار النفطي الدولي الدكتور محمد سرور الصبان في تصريح نشرته وكالة الأنباء الروسية، على قرار المملكة بتمديد تخفيض المليون برميل يومياً الطوعية إلى نهاية العام الحالي 2023، وتأثيره على ارتفاع أسعار النفط في السوق العالمي قبل نهاية العام، مع احتمال تجاوزها حاجز 100 دولار للبرميل من خام برنت، والتي تبعتها روسيا بتمديد الخفض الطوعي بـ 300 ألف برميل يومياً لنفس المدة، مع إجراء مراجعة شهرية لأساسيات السوق العالمية.
وفي التفاصيل، أوضح الدكتور الصبان أن تحالف أوبك+، سوف يقيّم خلال هذه الفترة ما إذا كان هناك حاجة في زيادة إنتاج أو مزيد من خفض الإنتاج النفطي لتحقيق استقرار أسواق النفط العالمية.
وأشار المستشار النفطي الدولي إلى أن التحالف دائماً ما يتبنى مثل هذه الإجراءات الاحترازية، والاستباقية في ظل الشكوك حول حالة الاقتصاد العالمي، وبالذات الاقتصاد الصيني، وحول ما إذا كانت الولايات المتحدة تمارس ضغوطاً على دول "أوبك +" لزيادة إنتاجها بخاصة بعد انخفاض الاحتياطي الأمريكي، الذي قد يرفع الأسعار في الولايات المتحدة نفسها.
وقال "الصبان" إن الولايات المتحدة كانت تمارس في البداية ضغوطات عديدة، لكن هذا التحالف مستقل وقرارات المملكة والتحالف هي قرارات سيادية ولا يمكن أن تسمح لأحد أن يعطيها أوامر وأن يتدخل في طبيعة ما يمكن أن تتبناه في إطار تحالف "أوبك+".
وعن مدى تأثير هذا الخفض في احتياطيات أمريكا والدول الأوروبية مع اقتراب فصل الشتاء، قال الصبان: "مع اقتراب فصل الشتاء واستمرار تخفيض "أوبك +" والتخفيض الطوعي من المملكة وروسيا وغيرهما، فإن هذا حتماً سيؤثر على احتياطيات الدول الأوروبية الإستراتيجية، كما هو الحال بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية التي وصلت لأقل مستوى بالنسبة للاحتياطات من المخزون الإستراتيجي للنفط.
وبيّن "الصبان" أن الاقتصاد الصيني يشهد حالة من التعافي في ظل بعض التقلبات التي أجبرت الحكومة على التدخل من خلال تخفيض بعض التعريفات كي يساهم في تحريك اقتصادها، وتتوقع الصين أن يصل معدل نموها الاقتصادي مستوى ستة ونصف في المئة، وهناك شكوك بشأن ما إذا كان سيصل لهذا المستوى.
وقال: أعتقد مع بداية النصف الثاني من العام منذ يونيو ولنهاية العام سيكون هناك تحسن. وقال: نرجو أن يؤدي لارتفاع الطلب العالمي الصيني على النفط. وهذا بطبيعة الحال، قد يؤدي إلى مراجعة "أوبك +" بما فيها السعودية وروسيا، حيث ذكروا أنهما سيراجعان مع بقية أعضاء التحالف كل شهر، ما إذا كان هناك حاجة لمزيد من الخفض في الإنتاج النفطي أو رفعه، وهذا يؤكد أنهم جاهزون لتحقيق الاستقرار في أسواق النفط، وهو المؤشر الرئيس لتحركات التحالف.
وكان وزير الطاقة السعودي، الأمير عبدالعزيز بن سلمان، قد صرح في وقت سابق، أن "7 جهات مستقلة تحققت من التزام روسيا بخفض إنتاج النفط"، مشيراً إلى أن منظمة أوبك + تؤدي عملها في تحقيق استقرار الأسواق وتقليل نسبة التلاعب لدى بعض الدول". وأوضح الوزير أن الخفض الطوعي في إنتاج النفط قد قدم ضمانات للأسواق، مؤكداً أن روسيا خفضت إنتاجها من النفط بشكل طوعي ولم تلزمها أي جهة.
وقال نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك، إن موسكو ستواصل خفض صادرات النفط، التي بدأت في أغسطس الماضي، وامتدت إلى سبتمبر الجاري، حتى نهاية العام الحالي.