من يسمع ليس كمن يرى.. "سجن مباحث الدمام".. خدمة فندقية وموقوفون يفندون الافتراءات
تجولت "سبق" داخل سجن المباحث العامة التابع لرئاسة أمن الدولة بالمنطقة الشرقية، وكشفت عما يدور خلف كواليس هذا السجن، وماذا يقدم للنزلاء؟ وماذا قال النزلاء عما يقدم لهم؟ وكيف يستطيع النزيل الخروج من السجن لظروف خاصة؟ وما هو برنامج بناء المعني بالنزلاء السنة والشيعة؟
سجن مباحث المنطقة الشرقية
هو أحد السجون المركزية الخمسة على مستوى المملكة التابع لرئاسة أمن الدولة، وفيه عدد 950 إلى 1000 موقوف بما فيهم 14 موقوفة يشكل نسبة السعوديين منهم 95٪، فيما يبلغ عدد الموقوفين بشكل عام في السجون الخمسة "الدمام، الرياض، القصيم، عسير، جدة" حوالي 5 آلاف موقوف.
وقفت "سبق" على الخدمات الفندقية التي تقدم للنزلاء من جميع الجوانب الصحية والتعليمية والرياضية والترفيهية، إضافة إلى الخدمات الحكومية من جميع الدوائر الحكومية؛ وتواجد مستمر من هيئة وجمعية حقوق الإنسان الذي يطلعون بشكل دوري على أوضاع النزلاء وتفقد احتياجاتهم.
ويوفر السجن الخدمات التعليمية للنزلاء، فهناك نزلاء حصلوا على شهادات جامعية بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، إضافة إلى نزلاء آخرين حصلوا على شهادات أخرى مثل المرحلة الثانوية وغيرها.
برنامج إدارة الوقت
هو برنامج تم تدشينه عام 1437هـ في سجن الحائر في منطقة الرياض وطبق على السجون المركزية الأخرى، وهو برنامج يمنح الموقوف حرية التنقل بين أرجاء السجن مثل الصالة الرياضية والمركز الإعلامي والسينما وغيرها من المرافق.
"بناء" للموقوفين "سنة وشيعة"
في مرحلة التأهيل داخل المركز يتم إدخال المستفيد الذي تبقى على إنهاء محكوميته سنة أو أقل، ويتم العمل في هذه المرحلة خمس خطوات لإعادة التأهيل النفسي والاجتماعي للمستفيد، فيتم عرضه على استشاري طب نفسي لتقييم حالته الصحية، والتأكد من أن حالته النفسية لا تستدعي تدخلات دوائية لكي يستفيد من برامج الرعاية والتأهيل، وبعدها يتم عرضه على الأخصائي النفسي لتقييم حالته النفسية ونوع التدخلات الإرشادية التي يحتاجها وإجراء المقاييس النفسية التي تساعد في تشخيص حالته.
ثم يعرض المستفيد على أخصائي اجتماعي لدراسة حالته الاجتماعية، وبعدها يعرض المستفيد مع الأخصائي النفسي والاجتماعي على اللجنة الاستشارية؛ لوضع الخطة الإرشادية والتدخلات العلاجية التي تتناسب مع حالته وتحديد عدد الجلسات النفسية والاجتماعية التي يحتاجها المستفيد، وبعد الانتهاء من الجلسات الإرشادية النفسية والاجتماعية يعرض ملف المستفيد مرة أخرى على اللجنة الاستشارية لإعادة تقييم حالته؛ وتحديد ماذا كان يحتاج إلى المزيد من التدخلات الإرشادية والسلوكية وكذلك تحديد الدورات العلمية وورش العمل الجماعية التي تتناسب مع حالته.
السوار الإلكتروني
هو سوار يرتديه بعض الموقوفين بغرض خروجهم من السجن لظروف معينة، ويكونون ملتزمين بالتعليمات، والهدف منه مراعاة ظروف الموقوف لقضاء ظرفه، إما لعزاء أو لغيرها من الظروف الأخرى التي تتطلب حضور الموقوف.
الخلوة الشرعية
هي حق للموقوف بشكل شهري؛ وهي عبارة عن خلوة بزوجته مرتين في الشهر، إضافة إلى غرف مجهزة تجهيزاً كاملاً للعرسان، وعدد الغرف 30 غرفة، ويحق للموقوف الاتصال بذويه بشكل أسبوعي وهي من 3 إلى 5 ساعات يومياً.
سجن النساء
تم افتتاح سجن خاص للنساء قبل حوالي 3 سنوات، ويعمل في هذا السجن طاقم كامل من المشرفات النساء، إضافة إلى طبيبة وممرضة، وغرفة خاصة بالأطفال؛ لكون بعض الموقوفات يتم توليدهن في السجن ويحق لها الاحتفاظ بطفلها حتى عمر سنتين، وبعدها يتم تسليم الطفل إلى ذويه، والسجن به نحو 17 موقوفة.
المستشفى
ويقدم المستشفى خدمات صحية ونفسية ويقوم بإجراء عمليات وتصوير أشعة، وبه 32 طبيباً و75 ممرضاً و11 طبيباً زائراً و36 غرفة، وفتح ملف الموقوف يكون بجهاز البصمة، إضافة إلى أنه يجرى في المستشفى عمليات اليوم الواحد، ويوجد تعاون مستمر مع جميع المستشفيات الخارجية الأخرى.
موقوفون يتحدثون لـ"سبق"
والتقت "سبق" ببعض الموقوفين في السجن وأكدوا جميعاً أن المعاملة التي يتلقونها داخل السجن معاملة أكثر من رائعة، إضافة إلى أن جميع الخدمات تقدم لهم بشكل مستمر دون نقص.
وسألت "سبق" الموقوفين، عما يتم تداوله في الإعلام الخارجي من أن هناك اعتداءات على الموقوفين داخل السجن؟ فأكدوا أن ذلك "غير صحيح، وما ينقل كذب وافتراء؛ فالسجن وما نجده من خدمات توفر لنا تجعلنا وتجهزنا للاندماج والانخراط في المجتمع، فالسجناء هنا هم من يقومون بتقديم الخدمات لزملائهم وهذا دليل إلى الثقة والاندماج بين بعضهم".
ووجه الموقوفون رسالة للمطلوبين أمنياً؛ حيث قالوا: "سلموا أنفسكم فنحن ما سمعناه عن السجون كذب وافتراء، نحن نعيش في خدمات فندقية ومتوفر لنا كل الخدمات بأنواعها، فلا تنجرفوا خلف من يريد بكم وبالوطن وأمنه شراً".
عناية لم تتخيلها لها وطفلها
وأكدت "أم إبراهيم" لـ"سبق" وهى موقوفة برفقة طفلها الذي لم يتجاوز عمره العام، أن ما وجدته داخل سجن المباحث العامة بمدينة الدمام هي وطفلها شيء يفوق الخيال والوصف من جميع النواحي الصحية والتعليمية والترفيهية الخاصة بطفلها، وذكرت أنها هي وطفلها يجدان أعلى معايير العناية، إضافة إلى جميع احتياجات الطفل تقدم لها بشكل يومي دون انقطاع، وتقدمت بالشكر الجزيل لجميع القائمين على السجن على ما يقدمونه لها ولجميع النزلاء من خدمات وعناية فائقة.
"ال ربح" وابنه والمبادرات
والتقت "سبق" بالشيخ رمزي محمد ال ربح "أحد أعيان محافظة القطيف، ولديه ابن موقوف ولم يمنعه ذلك من تقديم مبادرات نوعية تجاه المطلوبين أمنياً.
"ال ربح" أطلق 3 مبادرات وتم تبني هذه المبادرات التي تهدف إلى تهدئة الأوضاع في العوامية والاضطرابات الأمنية في القطيف، وعن ابنه داخل السجن قال "ال ربح ": "ابني يجد كل الرعاية والاهتمام داخل السجن، وهو الآن شاعر السجن ولديه مواهب أخرى وجد الاهتمام بها هنا".
ووجه "ال ربح" رسالة للمطلوبين أمنياً مطالباً إياهم بسرعة تسليم أنفسهم ليقرروا مصيرهم، وقال: "الدولة رحيمة بكم، وما ينقل لكم من روايات أخرى عن السجون غير صحيح وكذب، فأنا أقف بنفسي وأشاهد بعيني ماذا يقدم للموقوفين هنا، كل حب واحترام وتقدير وعناية فمن يسمع ليس كمن يرى".