بقدر استعدادات المملكة المبكرة لموسم الحج الماضي، وبقدر النجاح الذي شهدته أعمال الموسم، بداية من وصول ضيوف الرحمن إلى أراضي المملكة، واستقبالهم بكل كرم وحفاوة، مرورًا ببدء أعمال الحج، التي صاحبتها جهود سعودية مكثفة، للتخفيف على الحجاج أداء نسكهم بكل يسر وسهولة، شهد بها العالم والمنظمات العربية والإسلامية والعالمية.
واستهدفت استعدادات المملكة، تقديم أفضل الخدمات اللازمة لضيوف الرحمن، وفي مقدمة تلك الخدمات، العلاجات المتطورة، من خلال منشآت وزارة الصحة وغيرها من مؤسسات الدولة المشاركة في الموسم، حيث تسابقت هذه المؤسسات في تقديم أفضل ما لديها من خدمات سريعة وحديثة، ساعدت ضيوف الرحمن على تأدية نُسكهم بصحة جيدة، ونشاط وحيوية.
وحرصت الجهات الصحية الحكومية، على التعامل السريع والمثالي مع ضيوف الرحمن، وتوفير الأدوية والعلاجات اللازمة للكثير من الأمراض المزمنة وغيرها، وأول ما حرصت عليه، خلو الأماكن المقدسة في مكة المكرمة، ومنى، وعرفات والمزدلفة، من الأمراض والأوبئة، التي إن وجدت، تنتشر وتصيب الجميع، كما حرصت الدولة على تدريب فرق صحية على التعامل السريع والدقيق مع جميع الحالات والطوارئ.
وكان تعامل السلطات الصحية مع جميع من وجد في المشاعر المقدسة، في أيام موسم الحج، يتسم بالمساواة، دون تفرقة بين حاج وآخر، سواء كان نظاميًا، وهو ما يتماشى مع سياسة المملكة في التعامل مع ضيوف الرحمن كافة، برفع شعار "الإنسان أولاً"، بصرف النظر عن جنسية هذا الإنسان أو لونه، ويدل على ذلك تقديم 141 ألف خدمة علاجية للحجاج غير المُصرّح لهم، ومواصلة علاج 95 منهم لا يزالون يتلقون العناية الطبية اللازمة، وتم نقلهم جويًا للعاصمة الرياض ومدن أخرى لاستكمال رحلة علاجهم.
ولأن أعمال موسم الحج، صادفت فصل الصيف بأجوائه الحارة، فكانت الأجواء ساخنة في الأراضي المقدسة، وهو ما التفتت إليه وزارة الصحة، واستعدت له، ضمن الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، وكان لتعامل الجهات الصحية مع حالات الإجهاد الحراري في موسم الحج، أثر إيجابي في خفض عدد حالات الوفيات، حيث تعاملت المملكة مع كل الحجاج بشكل إنساني، وهو واجب تتشرف المملكة بتقديمه لضيوف الرحمن، حجاجًا ومعتمرين.
ونجحت خطط وزارة الصحة في تقديم خدمات علاجية مميزة لضيوف الرحمن، ما أسهم في قيام نحو 1.8 مليون حاج، بأداء نسكهم بكل يسر وطمأنينة، وجاءت️ إيضاحات الوزارة بشأن تسجيل 1301 حالة وفاة في الموسم، من منطلق الشفافية التامة في التعامل مع هذا الملف دون تسرع؛ إذ إن 83 % ممن توفاهم الله هم ممن لم يكونوا يحملون بطاقات تعريفية ما استدعى ذلك مزيدًا من الوقت لتحديد هوياتهم بالتواصل مع البعثات التي قد يعتقد أن الحجاج كانوا يتبعون لها.