باحث لـ"سبق": المواطنة الواعية درع السعودية لمواجهة التحديات وصناعة المستقبل

العنزي: الأمن يبدأ من وعي المواطن.. وتعزيز الانتماء الحقيقي صمّام أمان للوطن
الدكتور فواز كاسب العنزي
الدكتور فواز كاسب العنزي
تم النشر في

أكد باحث في الشؤون الاستراتيجية والأمنية أن المواطنة الواعية تُعد الركيزة الأساسية في حماية الوطن وبناء مستقبله، مشددًا على أن قيم المواطنة لا تُختزل في شعارات تُرفع، بل تُترجم إلى أفعال تُمارَس، ومسؤوليات تُؤدى، وأن المملكة العربية السعودية، برؤيتها الطموحة 2030، أرست دعائم شراكة حقيقية بين المواطن والدولة، يتكامل فيها الولاء والانتماء مع الحوكمة والشفافية، لتُشكّل المواطنة الواعية درعًا أخلاقيًا وضمانةً للاستدامة بمختلف أبعادها.

وفي حديثه لـ"سبق"، قال الدكتور فواز كاسب العنزي إن الأمن ليس مجرد أجهزة تحرس الحدود أو ترصد التهديدات، بل هو منظومة شاملة تبدأ من عقل المواطن وقلبه، وتنعكس في سلوكه اليومي حين يرفض الخطاب المتطرف، ويصون الوحدة الوطنية، ويعزز اللحمة المجتمعية. وبيّن أن الأمن الفكري والعقيدة الأمنية يُمثلان جبهة متقدمة لا تقل أهمية عن الأمن العسكري أو السيبراني.

وأوضح أن محاولات التشويش على الهوية الوطنية تستهدف زعزعة ثقة المواطن بوطنه وقيادته، ما يجعل من تعزيز الانتماء المبني على الوعي ضرورة وطنية، لا مجرد ترف فكري أو عاطفة عابرة.

وأضاف "العنزي" أن تحقيق الأمان، بوصفه الغاية الأسمى لكل فرد، يتطلب تضافر ثلاثة أركان: قيادة حكيمة تضع الإنسان في المقدمة، ومجتمع متماسك يعلي من شأن القيم، ومواطن مسؤول يحمي وطنه بالعلم والانتماء والعمل. وشدد على أن العقيدة الأمنية ليست مفاهيم نظرية، بل منظومة تُبنى على فهم الإنسان، وتقدير المخاطر، وتوجيه السلوك نحو المصالح العليا للدولة.

وأشار إلى أن مفهوم الاستدامة، الذي يشكل محورًا في مختلف القطاعات اليوم، لا يمكن فصله عن الأمن، فالأمن البيئي والغذائي والمائي والاقتصادي كلها تمثل امتدادات للأمن الشامل الذي يحفظ كيان الدولة ويضمن استمراريتها وازدهارها في وجه التحديات.

واختتم الدكتور العنزي حديثه بالتأكيد على أن ترسيخ مفاهيم المواطنة الفاعلة، وتعزيز العقيدة الأمنية، وتحقيق الاستدامة، مسؤولية تشاركية تبدأ من الفرد وتمتد إلى مؤسسات الدولة كافة، مضيفًا: "كلما ارتفع وعي المواطن، تعزز أمن الوطن، وازدهرت مسارات التنمية، واقتربنا من وطن أكثر استقرارًا وأمنًا واستدامة".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org