أوضحت أستاذ فلسفة النقد والبلاغة الدكتورة "نوير العنزي"، أن الخاطرة اضمحلت في فترة سابقة وعادت مؤخرًا لأهواء نفسية؛ لأن المتلقي أصبح يبحث عن نص قصير يعبّر عما في نفسه؛ متسائلة: أمام هذا الكم الهائل من الكتب.. أين يقف المتلقي اليوم؟ وهل يحتاج لقراءة الأسطر والمطولات في زمن يبحث فيه زوار معارض الكتاب عن الكتيبات الصغيرة والروايات المعروفة.
وأشارت "العنزي" إلى أن جودة العاطفة هي المعيار للحكم على قوة الكاتب، ولصحة العبارة واحترافية التعبير تأثير بالغ، وللكتابة الإبداعية أدوات متعددة، وعكسها "الثرثرة" التي لا يمكن وصفها بأنها كتابة إبداعية".
وقالت في برنامج "الشارع السعودي" الذي ناقش أنواع الكتابة الإبداعية والتحولات فيها مع عصر التقنية والسرعة ومدى اهتمام القارئ بالنصوص السردية أو القصيرة: "إن الكتابة الإبداعية مرآة المجتمع، فعندما يكون المجتمع متميزًا يستطيع هذا الكاتب التعبير عن هذا المجتمع بأدوات كثيرة؛ فالكتابة قد تعزز شخصًا ما وتخفض مكانة كاتب آخر بحسب المحتوى".
واستطردت: "الكاتب المحترف قد يقدم من خلال أدواته الخاصة التي تقوي كتابته نصوصًا جيدة؛ فالكتابة تعكس ما في المجتمع ولها دور في تهذيب الأفكار ولها أيضًا تأثيرات سلبية".
وتَطرقت لأنواع الكتابة الإبداعية…قائلة: "الكتابة الإبداعية تختلف عن الكتابة الوظيفية؛ إذ يلجأ الكاتب في الكتابة الإبداعية للخيال ليعبر عن جماليات الحياة فقد يكتب مبدع قصة وآخر يكتب مقالة وهكذا، فالإبداع الذي في نفس الكاتب هو الذي جعله يكتب هذا القالب، وفي النهاية الكتابةُ الإبداعية أقرب للخيال، فليس كل خيال حقيقيًّا، ولها أيضًا شروط كصحة العاطفة ومدى تفاعلها؛ ليخرج لنا نصًّا مقنعًا للقارئ".
وأضافت: "القارئ يحتاج لقراءة تأملات، فهل هذه التأملات تحتاج عشرة أسطر؟ هناك مؤلف يؤلف لأجل التأليف وآخر يؤلف لأجل الفائدة؛ فما مصير القارئ أمام هذا الزخم الهائل من المؤلفات؟ مع العولمة أصبح الكاتب ينتظر شيئًا لمجرد ومضة وفي نفس الوقت يريد أن يستفيد، ومواقع التواصل لعبت هذا الدور بمهارة عالية فلم يعد هناك كتاب يُقتنى إلا ما ندر؛ حتى في معارض الكتاب غالبًا يبحث الزائر عن الكتيبات أو رواية مشهورة أخذ تصورًا عنها".
وقال المؤلف سلطان منيف: "إن الكتابة الإبداعية موهبة لكن قضية الكتابة الإبداعية مرحلة متقدمة تحتاج مكتسبات كثيرة منها القراءة والتأمل والاطلاع؛ فإذا تم احتواء الموهبة بشكل جيد نجح الكاتب".
وذكر الدكتور فهد البكر: "الكاتب ابن بيئته وابن الزمن الذي يعيش فيه، فعندما يواكب الكاتب ظروف تطور المجتمع؛ فهو كاتب واعٍ مبدع؛ لأنه يشعر بما يشعر به العصر، ولو عدنا للقرون القديمة؛ سنجد أن الخطيب -وفيما بعد الشاعر وفيما بعد الكاتب- يواكبون الزمن، فنحن نعيش في زمن الرواية فإذا كان المسرح أبو الفنون فالرواية الأم الحنون لكل أنواع الكتابة الإبداعية".