قال الدكتور أحمد النعمي استشاري الطب النفسي: إن ألم الطلاق أو الانفصال يعتبر ثاني أكثر أحداث الحياة إرهاقًا، التي يمكن أن يواجهها الزوجان بعد ألم وفاة الشريك؛ مشيرًا إلى أن الشخص قد يجد نفسه في عزلة ومعاناة كبيرة مع انعدام الأمن العميق والتصرف بطرق مدمرة وغير معهودة.
ولفت "النعمي" في حديثه لـ"سبق" إلى أنه قد تتخلق لدى المنفصل أفكار تداخلية تجعله يشعر بإحساس ساحق باليأس والاكتئاب والقلق، والتي تمنعه من تجربة المتعة أو تصور مستقبل بهيج لنفسه.
وتفصيلًا قال "النعمي": عندما تفقد شريك حياتك بوفاة، من المتوقع حدوث ألم عاطفي، وهناك عملية حزن محددة يمكن أن تجعل ضيقك مفهومًا لنفسك وللآخرين.. ولكن عندما يُفقَد الشريك بسبب الطلاق أو الانفصال لأي سبب، يجد الكثير من الناس أنفسهم تائهين بدون خارطة طريق واضحة لكيفية معالجة آثار هذه الواقعة النفسية وتطوير حياة وهوية جديدة منفصلة عن الزواج.
وأضاف: في حين أن الطلاق بالنسبة لبعض الحالات هو نهاية محيرة لعلاقة غير مُرضية، وبالنسبة لآخرين فإن الطلاق يسبب ضائقة نفسية عميقة تمنعه من المضي قدمًا، وللبعض أيضًا فإن المشاعر الشائعة بالغضب والاستياء والارتباك والخوف والقلق أثناء الطلاق وبعده تأخذ إقامة دائمة في إحساسه العاطفي وتعيث فسادًا في صحته العقلية والبدنية. ويمكن أن يكون هذا هو الحال حتى لو كنت الشخص الذي اختار ترك الزواج.
وتابع "النعمي": على النقيض من اضطرابات الصحة النفسية التي تحدث تلقائيًّا؛ فإن صرعات قضايا الحياة النفسية متجذرة في أحداث مهمة ومحددة، تعطل قدرة الشخص على تحقيق الانسجام العاطفي والعمل بطرق صحية؛ لافتًا إلى أن الطلاق هو واحد من أكثر مراحل قضايا الحياة انتشارًا، ويعترف به مقياس هولمز وراهي للإجهاد، باعتباره "ثاني أكثر أحداث الحياة إرهاقًا وألمًا" والتي يمكن أن يواجهها الشخص بعد وفاة الشريك، وقد يجد الشخص نفسه في عزلة عن العائلة والأصدقاء، والمعاناة من انعدام الأمن العميق والتصرف بطرق مدمرة وغير معهودة، وتتخلق لدى الشخص أفكار تداخلية تجعله يشعر بإحساس ساحق باليأس، قد تظهر مشاعر الاكتئاب والقلق التي تمنعه من تجربة المتعة أو تصور مستقبل بهيج لنفسه.
وأكمل: نظرًا لأن الطلاق أصبح أكثر شيوعًا فقد بدأ المجتمع الطبي في إدراك تأثيره المدمر على كل من الرفاه العاطفي والجسدي؛ فضلًا عن الحاجة إلى علاجات مصممة خصيصًا لدعم الأشخاص الذين يكافحون الحياة بعد الطلاق.