
ازداد الأمل والتفاؤل بتحقيق أهداف الدورة الـ31 للقمة العربية في لم الشمل العربي- العربي، وحلّ القضايا العالقة، والتوصل إلى تسويات في كثير من الأمور التي تحتاج إلى توافق وتضامن.
وتبقى الجزائر من أوائل الدول العربية التي لها سجلّ حافل من تعزيز التحالف والتضامن العربي، وطرح المبادرات في حل الخلافات الدولية، ليس في محيطها العربي فحسب، وإنما في دول العالم، ومن هنا، ستركز قمة الجزائر على معالجة القضايا العربية الشائكة، منطلق من ثلاثة مستويات؛ تتعلق أولًا بالمستوى الأمني، وما يحمله من وضع معقّد على الأراضي الليبية والأزمة اليمنية، والأوضاع في سوريا والسودان والصومال التي تأخذ شكل النزاع الأمني المسلح.
ويشمل المستويان الثاني والثالث معالجة الملفات الإقليمية المرتبطة بالأوضاع في العراق ولبنان وليبيا وأزمة الفراغ الدستوري في تلك المناطق، بالإضافة إلى المستوى الثالث الذي يتعلق بالقضية الفلسطينية.
وتسعى الجزائر إلى معالجة تلك الملفات الساخنة عن طريق الحلول السلمية، بما فيما القضية الفلسطينية، ويتوقع أن تدعو الجزائر إلى إحياء مبادرة السلام العربية 2002، كحل لقيام دولة فلسطين على حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية.
وفي إطار التضامن العربي أيضًا، سعت الجزائر بكل الطرق لعودة سوريا إلى مقعدها في القمة العربية؛ بصفتها دولة مؤسسة لجامعة الدول العربية، غير أن دمشق قررت عدم المشاركة، وهو ما فُسر على أنه خطوة إيجابية جاءت لرفع الحرج عن الجزائر التي تسعى لجمع كل العرب على طاولة واحدة.
ويأتي تحرك الجزائر في مسار تعزيز التضامن العربي، بناءً على تجاربها السابقة في معالجة العديد من الملفات الشائكة عن طريق الحل السلمي، فضلًا عن تجربتها في محاربة الإرهاب خلال العشرية السوداء (1990-1999)، فضلًا عن اتفاقية السلام التي وقعت في الجزائر سنة 2000، بين إثيوبيا وإريتريا، وأيضًا دور الدبلوماسية الجزائرية خلال الحرب الأهلية في لبنان التي دامت 25 عامًا من 1975 إلى 1989 التي انتهت بالتوقيع على اتفاق الطائف في المملكة العربية السعودية، وهي المبادرة التي لعب فيها المبعوث الأممي أو السفير الجزائري الأسبق لخضر الإبراهيمي دورًا مهمًا.
ويدرك قادة الدول العربية جدية وأهمية الطروحات التي تقدمها الجزائر، وهي مبادرات تعد فرصة حقيقية وسترة نجاة العرب للخروج من العديد من الأزمات الأمنية الكبرى، وقد وجهت الجزائر دعوة رسمية إلى رئيس أذربيجان إلهام علييف، بصفته الرئيس الحالي لحركة عدم الانحياز؛ للمشاركة كضيف شرف في القمة العربية، كما وجهت دعوة مماثلة إلى الرئيس السينغالي ماكي سال الذي سيحضر للقمة بصفته رئيسًا للاتحاد الإفريقي.
وتعكس هذه الدعوات الشعار الأساسي الذي ترفعه الجزائر خلال هذه القمة، الذي يدعو إلى وضع حد للنزاعات الأمنية في المنطقة دون التدخل العسكري، كما تسعى الجزائر إلى تعزيز فكرة عدم الانحياز، وحق الشعوب في تقرير مصيرها، فضلًا عن حاجة الدول العربية إلى توحيد الصفوف والأهداف والبرامج، وتبنّي مبادرات لمّ الشمل لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين.