سَلِّ صيامَك.. جزاء الصبر في قصة الصحابي الذي انتظر العمى والصحابية التي لم تخبر زوجها بموت طفلهما

سَلِّ صيامَك.. جزاء الصبر في قصة الصحابي الذي انتظر العمى والصحابية التي لم تخبر زوجها بموت طفلهما
تم النشر في

تتجلّى قيمة خلق الصبر على البلاء في قصة الصحابي الذي علم أنه سيصاب بالعمى، بعدما أخبره النبي صلى الله عليه وسلم، فانتظر الابتلاء وصبر عليه بعدها، كما تتجلّى في قصة الصحابية التي لم تخبر زوجها بموت طفلهما، وفي كلتا القصتين كانت النهاية خيرَ جزاء من الله تعالى.

فالصبر قيمة جميلة، تنزل على القلوب فتمنحها السكينة والاطمئنان، وتعطيها القوة والثبات في لحظات الصدمة والشدة، كما حدث في القصتين التاليتين:

أَصْبِرُ وأَحْتَسِب

مرض زيد بن أرقم، رضي الله عنه، فجاءه الرسول صلى الله عليه وسلم يزوره، وقال له: "ليس عليك من مرضك هذا بأس، ولكن كيف بك إذا عمرت بعدي فعميت؟".

فقال زيد: إذن أصبر وأحتسب.

فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "إذن تدخل الجنة بغير حساب".

وبعد أن مات النبي صلى الله عليه وسلم، أصيب زيد بالعمى، فصبر واحتسب، وبعد مدة من الزمان شفاه الله وردّ عليه بصره.

وهكذا يكون جزاء كل من يتّقي الله تعالى ويصبر على قضائه؛ أن يرحمه الله تعالى في الدنيا والآخرة، قال تعالى: "إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ" "يوسف: 90"، وقال تعالى: "وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ * وَٱصبِر وَمَا صَبرُكَ إِلَّا بِٱللَّهِ" "النحل: 126 -127".

صبر وحكمة

كان لأبي طلحة الأنصاري وزوجته أم سليم، رضي الله عنهما، ابنٌ صغير، وذات يوم مرض هذا الطفل، فمات، وكان أبو طلحة في سفر، فقامت أم سليم بتجهيز ابنها، ولم تخبر أحدًا بذلك.

ولما عاد أبو طلحة سأل زوجته عن حال الغلام، فلم تفاجئه بالخبر، وقالت له: قد هدأت نفسه، وأرجو أن يكون قد استراح، ثم قدمت العشاء لزوجها، فأكل ثم قضى معها ليلته.

وفي الصباح قالت له أم سليم: يا أبا طلحة، أرأيت لو أن قومًا أعاروا أهل بيت عارية "أعطوهم سلفة"، ثم طلب القوم عاريتهم، أَلَهُمْ أنْ يمنعوهم؟ فقال لها: لا، ليس لهم ذلك؛ إن العاريةَ مُؤَدَّاةٌ إلى أهلها، فأخبرته بموت ابنه، وقالت له: فاحتسبْ ابنَك.

فغضب أبو طلحة مما فعلت زوجته، وذهب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وأخبره بما حدث، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: "لعلّ الله أن يبارك لكما في ليلتكما".

واستجاب الله سبحانه دعاء النبي صلى الله عليه وسلم، فولدت أم سليم طفلًا آخرَ، فجاؤوا به إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، فمضغ تمرة، وأخذ منها جزءًا ووضعه في فم الطفل، وسماه: عبد الله، وبارك الله في هذا الطفل، فخرج من نسله تسعة أولاد كلهم حَفِظَ القرآن.

التحلِّي بخلق الصبر

فما أجمل أن يتحلّى المسلم بخلق الصبر، ويجعله زادًا له في حياته على الدوام؛ يقول الله تعالى: "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ" "البقرة 155 – 157".

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: "المؤمِنُ الذي يُخالِطُ الناسَ ويَصبِرُ على أذاهُمْ، أفضلُ من المؤمِنِ الَّذي لا يُخالِطُ النَّاسَ ولا يَصبرُ على أذاهُمْ".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org