لم تمنع الظروف الطبية والصحية الطارئة التي تعرَّض لها الزميل الإعلامي والتربوي المُعلِّم هاني أسعد قفاص، أستاذ مادتَيْ علم الأحياء وعلم البيئة في مدرسة الفضيل الثانوية بإدارة تعليم مكة المكرمة، من مواصلة تطوير وتدريب نفسه، وتأهيلها من خلال التدريب التزامني (عن بُعد) ضمن برنامج الخطة التدريبية لمشروع (توطين التدريب الصيفي لعام 1443هـ)، الذي أطلقته وزارة التعليم صيف هذا العام، وتُنفِّذه إدارة التدريب والابتعاث بالإدارة العامة للتعليم بمكة المكرمة.
وفي التفاصيل، من على السرير الأبيض بقسم جراحة الأوعية الدموية بمستشفى النور التخصصي بمكة المكرمة تمكَّن الزميل هاني قفاص من التسجيل والالتحاق بعدد من البرامج التدريبية المتنوعة التي نُفِّذت وفق حقائب تدريبية مقدمة من نخبة من المدربين الوطنيين المميزين خلال الأسبوعَيْن الماضيَيْن من عمر البرنامج التدريبي، بمساندة من نجله محمد (18 عامًا)، الذي فضَّل قضاء فترة إجازته ووقت فراغه برفقة والده المنوَّم، مصطحبًا معه جهازه المحمول (اللاب توب)، وبعض المقررات التعليمية؛ لمساعدة والده على حضور ومتابعة البرامج التدريبية المُنفَّذة، والمشاركة فيها، والتفاعل معها.
وقال قفاص لـ"سبق": أشكر الله سبحانه وتعالى أولاً، الذي مكَّنني رغم الحالة الصحية والظروف الطبية الحالية، التي نُوِّمت بسببها، وتم التدخل الطبي الجراحي للتعامل معها؛ الأمر الذي تطلَّب بقائي في المستشفى خلال الأسبوعَيْن الماضي والحالي من أجل المتابعة والرعاية الطبية والصحية، وتلقي العلاجات، وإجراء الفحوصات والتحاليل اللازمة.. من مواصلة التدريب وتطوير مستواي التعليمي في موادي التدريسية التي أقوم بتدريسها لطلابي (حضوريًّا) في حجرة الصف بمقرر علم البيئة، ومقرر علم الأحياء لطلابي بالمرحلة الثانوية في مدرسة الفضيل بن عياض، والتعرف والاطلاع على آخر المستجدات المتعلقة بالعمليات التربوية والتعليمية في النظام التعليمي الجديد للتعليم الثانوي (المسارات)، وذلك من خلال المواضيع المدرجة ضمن الحقائب التدريبية، التي تضمنتها الخطة التدريبية لمشروع وزارة التعليم لتوطين التدريب الصيفي لعام 1443هـ، التي تُنفِّذها إدارة تعليم مكة، ممثلة بإدارة التدريب والابتعاث للمعلمين بتخصصاتهم كافة، وبمراحلهم التعليمية كافة التي يُدرِّسونها.
وأضاف: تضمنت الخطة التدريبية 42 برنامجًا، تُنفَّذ خلال 5 أسابيع تدريبية، تستمر 35 يومًا، وهي المدة المقررة لتلك الخطة، وتُنفَّذ (عن بُعد) عبر برنامج (التيمز) الإلكتروني. ثم الشكر لوزارة التعليم بمتابعة من معالي الوزير الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ؛ لإتاحة هذه البرامج التدريبية خلال فترة الصيف، والاستغلال الأمثل لفترة الإجازة الصيفية من خلال الالتحاق بهذه البرامج التدريبية والمعتمدة أيضًا بشهادات حضور واجتياز لها، وتحمل عناوين ومواضيع تلامس احتياج المرحلة التعليمية والتطويرية الحالية.
وقدَّم "قفاص" شكره لإدارة تعليم مكة، خاصة لمديرها العام الدكتور أحمد بن محمد الزائدي، قائلاً: أجد في كل لقاء التقيه فيه كلمات التشجيع والتحفيز منه لي شخصيًّا للتغلب على الظروف الصحية، ومواصلة العطاء في ميدان التربية والتعليم. والشكر موصول لمدير إدارة التدريب والابتعاث بإدارة تعليم مكة (بنين) عمر الأحمدي، الذي ساعدني في معرفة الحقائب التدريبية المنفَّذة في برنامج الخطة التدريبية الصيفية، واختيار البرامج التي تعمل على رفع وتطوير مستواي التدريسي، وأدائي في حجرة الصف.
وكان فريق طبي من قسم جراحة الأوعية الدموية بمستشفى النور التخصصي (عضو التجمع الصحي بمكة المكرمة)، بمتابعة من رئيس القسم الاستشاري الدكتور محمد عمر بافرج، قد أزال وصلة شريانية (صناعية) خاصة بالغسيل الكلوي (الدموي) من الجهة العليا باليد اليسرى للزميل الإعلامي هاني قفاص في زمن طبي قياسي، بعد نقله بصورة إسعافية طارئة لمركز الطوارئ بالمستشفى لظهور مفاجئ للوصلة الشريانية الصناعية خارج الجسم؛ ليتم مباشرة تقديم الإسعافات الطبية اللازمة بصورة عاجلة؛ إذ كشفت الفحوصات الأولية ضرورة تنويم الحالة، وإجراء عملية جراحية دقيقة لإزالة تلك الوصلة الشريانية الصناعية الملتهبة، وتنظيف مكان وجودها وتراكم الإفرازات الصديدية الناتجة من ذلك الالتهاب، وإيقاف النزيف الدموي، مع المحافظة على سلامة الشريان الدموي الرئيسي المغذي لليد، وكذلك سلامة بقية الأنسجة العضلية والدهنية والعصبية المحيطة بمكان الوصلة الشريانية الصناعية التي تغذي اليد.
وتكللت العملية الجراحية -ولله الحمد- بالنجاح بعد أن استغرقت 5 ساعات متواصلة. ويرقد قفاص حاليًا على السرير الأبيض بقسم جراحة الأوعية الدموية؛ لمتابعة الحالة الطبية، وتقديم العناية والرعاية الطبية لها من جانب الأطباء المختصين، وتلقي العلاجات الطبية اللازمة.