أكد عبدالعزيز بن سليمان الحسين، المستشار والخبير الاقتصادي رئيس وقف ديوانية آل حسين التاريخية، أن السعودية كانت - ولا تزال - سبَّاقة إلى انتهاج كل ما يُحيي القيم الإنسانية، ويحث على مكارم الأخلاق، ويعززها في نسيج مجتمعها القائم على البذل والعطاء.
وأضاف المستشار الحسين بأن هذا الأسبوع شهد إقرار مجلس الوزراء مشروع نظام العمل التطوعي بواقع ١٨ مادة، تعمل على تنظيم وتطوير العمل التطوعي، ونَشْر ثقافته، وتفعيلها بين أفراد المجتمع ومؤسساته على أوسع نطاق، إضافة إلى تنظيم العلاقة بين أطرافه، وتحديد حقوقهم وواجباتهم، وتنمية قدرات المتطوعين، وتوجيهها نحو الأولويات الوطنية؛ الأمر الذي سيسهم في تعزيز العمل التطوعي، وغرس وتنمية قيم العطاء والمبادرة والانتماء الوطني والعمل الإنساني والمسؤولية الاجتماعية.
وأشار الحسين إلى أن منبع هذا الاهتمام والمساعي الحثيثة هو تحقيق حلم المليون متطوع في السعودية؛ كون العمل التطوعي إحدى الركائز الاجتماعية الأساسية في بناء المجتمع وتطوره، لدرجة أن التطوع اعتُبر قطاعًا ثالثًا مكملاً للقطاع الحكومي والقطاع الخاص. وقد أسهمت المؤسسات غير الربحية التي تضم متطوعين في توفير ملايين ساعات العمل بالدول المتقدمة سنويًّا؛ وهو ما ساعد في نمو الاقتصاد والشراكة مع القطاعات الحكومية في بناء مشاريع الدول الاجتماعية والصحية وغيرها.
وأشار إلى أن الأمر لدينا نحن السعوديين ليس جديدًا؛ فقديمًا بدأ مشوار التطوع بالسعودية، وعُرف العرب بالكرم والعطاء، وارتبطوا بالبذل دول انتظار مقابل؛ بل حبًّا وكرمًا؛ فكان التطوع فرديًّا، ومن ثم عائليًّا، حتى أصبح قبليًّا.. وما العمل المؤسسي المنظَّم إلا صورة متحضرة في هذا السياق.