بالصور.. "سبق" في الصين.. انفتاح اقتصادي وشعب يخاف الرقم "4" ويرفض السكر والملح

طبق "أقدام الدجاج" بجانب "ستاربكس" والسماح بـ3 أطفال و200 مليون كاميرا
بالصور.. "سبق" في الصين.. انفتاح اقتصادي وشعب يخاف الرقم "4" ويرفض السكر والملح

شقران الرشيدي- سبق- "غوانزو"- "تشنزن"- الصين: الصين مزيج غريب بين الشرق والغرب، وبلد تختلط فيه الأسطورة بالخرافة فالطقوس، فعلى الرغم من كون الصين البلد الأكثر سكاناً في العالم، إلا أنه يتميز بما يمكن اعتباره فوضى خلاقة وازدحاماً منظماً.

في مدن الصين المختلفة تكتظّ الطرقات والشوارع بالناس والسيارات صباحاً ومساء، يتوقفون فقط عند الأكشاك والمطاعم حين يتناولون وجبة الغذاء المكونة في أغلبها من طبق الحساء الساخن أو "النودلز" أو اللحوم، ومأكولات بحرية مسلوقة لا يمكن لغير الصيني أن يستسيغها وإن حاول، فالملح والبهار لا يضاف للطعام، ويفضل شرب الشاي بلا سكر، وقد يندهش الزائر عند رؤية كبار السن يمارسون الألعاب الرياضية الجماعية، ويلعبون الشطرنج الصيني في المتنزهات والحدائق العامة لساعات طويلة، فهذا يمثل مظهراً من مظاهر الثقافة الصينية.

إن صورة الصين في أذهان كثير من السعوديين والعرب تتمحور حول الكثافة السكانية الهائلة التي تتجاوز ملياراً و400 مليون نسمة، والمنتجات الصينية رديئة الصنع التي تباع في أسواقنا بأسعار رخيصة، وسور الصين العظيم الذي يمكن رؤيته من الفضاء، لكن صورة الدولة الصينية الحديثة الحقيقية أشمل وأعمق، وتعمل مؤسسات الدولة المختلفة ووسائل الإعلام الصينية على إعادة بعث الحياة الجديدة للصينيين لبناء "دولة اشتراكية حديثة عظيمة".

فصورة "الصين الاشتراكية" القديمة المنغلقة اختفت لتحل مكانها الصين المعاصرة المنفتحة على الثقافات الأخرى، مع الحفاظ على الهوية الثقافية في المجتمع الصيني، يبرز ذلك في ولع الجيل الصيني الجديد بطريقة الحياة الغربية، والملابس والماركات الحديثة، وغيرها من المظاهر التي تتمحور حول العادات الاستهلاكية؛ فالعديد من المحلات التجارية الكبرى باتت تضع المنتجات الغربية للبيع، وهي من المتناقضات بعد أن غزا الصينيون الأسواق العالمية بمنتجاتهم في كافة مراكز البيع.

والصين اليوم واحدة من أكثر الدول الصناعية إنتاجاً وابتكاراً، والحياة فيها متنوعة ومختلفة، فتجد مقاهي "ستاربكس"، و"ماكدونالدز" وغيرها في أطراف المولات الحديثة الواسعة، وفي الشوارع الرئيسة، والمطاعم الغربية الأمريكية والأوروبية المميزة بجانب مقاهٍ، ومحلات المعجنات الصينية الشهيرة التي تبيع المأكولات الشعبية، وطبق "أقدام الدجاج" التقليدي، وغيره من مأكولات قد يكون فيها شيء من الغرابة؛ نظراً لما تفرضه طبيعة الكثافة السكانية الهائلة، وتنوع الذائقة الغذائية على واقع الحياة اليومية.

وبسبب انخفاض عدد السكان حاليّاً، سمحت الحكومة الصينية بإنجاب أكثر من طفل، وطفل ثالث، بشروط ورسوم محددة، بعد أن كانت السُّلُطات تمنع إنجاب أكثر من طفل واحد في العائلة منذ عام 1978م.

ولأن الصين تعد بلد الأمن ونسبة الجريمة فيها منخفضة؛ فالسر يعود إلى القبضة الأمنية القوية من الحكومة الصينية التي بنت أكبر شبكة مراقبة بصرية تتألف من حوالي 200 مليون كاميرا مراقبة تراقب حركة الجسم وتعابير الوجه، كما أسست قاعدة بيانات ضخمة تساعدها في التعرف على وجه أي شخص خلال ثوان قليلة.

كذلك من اللافت أن المصاعد والمباني لا تضم ولا يوجد عليها الرقم "4"؛ بسبب خوف الصينيين من الموت؛ فرسمة "4" تعني باللغة الصينية الموت، "44" تعني الموت السريع.

وما لا يعرفه الزائر للصين عن الشخصية الصينية، التعامل مع البائع الصيني، وسائقي سيارات الأجرة؛ هو ثقافة التفاوض على السعر لفترة طويلة؛ فمثلاً قد يحدد البائع سعر 1000 يوان صيني ثمناً لسلعة معينة، وبعد "المكاسرة" يأخذ الزبون بـ100 يوان صيني فقط، كذلك محلات التدليك والمساج منتشرة بكثرة داخل الأسواق للرجال والنساء، وهناك بعض السلوكيات غير الحضارية ممن لم ينالوا القدر الكافي من التعليم؛ كعدم الاهتمام بالنظافة الشخصية، والبصق، وبعض الآداب العامة في الأسواق والمطاعم والأماكن العامة، التي تقابل أمامها صفوفًا متراصة من الدراجات كوسيلة مفضلة للتنقل.


هذه لمحة بسيطة عن طبيعة الحياة التي يلمحها الزائر لهذا البلد العظيم بشعبه وحضارته العريقة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org