

يطالب الكاتب الصحفي خالد السليمان بمحاسبة المسؤولين الكبار عن حريق محطة قطار جدة، وهم من أطلق عليهم "أصحاب القرارات في الطوابق العليا"، محذراً من هروبهم من المسؤولية عبر لجان التحقيق، ومبدياً صدمته من بناء أسقف المحطة بمواد قابلة للاشتعال ومحظورة في معظم دول العالم، وعدم وجود أنظمة إطفاء فاعلة، فاحترقت أموال طائلة في هذا المشروع التنموي الحيوي، وارتفعت سحابة دخان السوداء بحجم التقصير والإهمال.
لجان التحقيق
وفي مقاله "مخارج طوارئ المسؤولية في محطة جدة!" بصحيفة "عكاظ"، يقول "السليمان": "كما هو متوقع تبع حادثة حريق محطة قطار جدة، تشكيل لجان تحقيق في أسباب الحريق، وتحديد المسؤول عنه، ولو كانت نتائج لجان التحقيق السابقة التي تتشكل مع كل حادثة تحقق شيئاً لكانت الخبرات المتراكمة مع الحوادث المتكررة أنتجت فطنة واحترازاً واستشعاراً أكبر للمسؤولية يحول دون وقوع هذه الحادثة المكلفة!".
لا نصدّق
ويبدي "السليمان" صدمته من حجم الدمار وأسبابه، ويقول: "فلا يمكن أن نصدق أن مشروعاً بهذا الحجم وهذه التكلفة وتلك الأهمية يتم تنفيذه بأسقف مواد قابلة للاشتعال ومحظورة في معظم دول العالم، ودون وجود أنظمة إطفاء حرائق فاعلة، والمسؤولية هنا يتحملها كل من له صلة بالمشروع منذ اللحظة الأولى؛ لاعتماد مخططات تصميمه وبدء أعمال تنفيذه ومراحل الإشراف عليه!".
تقصير وإهمال
ويعلق "السليمان" قائلاً: "لقد احترقت في هذا المشروع أموال طائلة أنفقت بسخاء لإنجاز مشروع تنموي حيوي، لكن سحابة الدخان السوداء التي تلبدت في السماء عكست حجماً ولوناً حجم التقصير والإهمال في تحمل المسؤولية، أما التعذر بأن مثل هذه الحوادث تقع في الدول الأخرى فإنه عذر غير مقبول، إلا إذا كنا سنطبق نفس معايير المحاسبة والمساءلة عند التقصير والإهمال، ونستلهم الدروس والعبر لتفادي تكرارها!".
حاسبوا الكبار
ويخلص "السليمان" إلى أن "المسؤولية هنا كبيرة ومقاسها أكبر من مقاس مهندس هنا أو مقاول هناك، أو موظف صغير بينهما، فبعض أصحاب القرارات في الطوابق العليا يجب أن يتحملوا مسؤولياتهم، بدلاً من الهروب منها عبر مخارج طوارئ لجان التحقيق!".