اختلف اليوم مفهوم السكن إلى حد كبير مع تعدد الخيارات المتاحة، فالأسرة اليوم تعتبر السكن أسلوب حياة وتتطلع إلى ما حول هذا المأوى من مزايا فريدة تجعلها تشعر بالاستقرار والاستمتاع في آن واحد، ومن هنا برز نمط جديد هو "الضواحي العمرانية" وما تضمّه من تجمعات حيوية وخدمات متكاملة وأسلوب حياة مميز، قد يكون مصطلح الضواحي جديدًا على المجتمع السعودي ولكنه اليوم صار خياراً أكثر تفضيًلا، وذلك استنادًا لما تتمتع به من بناء نظام عيش متكامل وتهيئة بيئةٍ حيوية ترتقي بمفاهيم جودة الحياة، ومن هنا تميّزت "الوطنية للإسكان NHC" باتخاذ الضواحي العمرانية نهجًا لها و غيّرت بها ثقافة العيش في السعودية.
قد يتبادر لذهن المتلقي اليوم السؤال الآتي : ما هي الضاحية التي تنشدها الأسرة؟ ولماذا تجعلها أولوية في خيارها؟ ومن هنا بدأت القصة بإطلاق أول ضاحية في الرياض "ضاحية خزام" والتي تضم مجتمعات عديدة من أبرزها "مجتمع مرسية" .
وتعتبر "خزام" واحدة من أصل 8 ضواحٍ تنفذها الوطنية للإسكان في عددٍ من مدن المملكة إلا أنها الأكبر من بينها، وتتمتع بمزايا فريدة جعلتها جاذبة للأفراد والأسر الباحثين عن جودة حياة ونمط جديد للعيش.
ما يميّز هذه الضواحي العمرانية العملاقة أنها تتبنى مفهوم التطوير الشامل في تخطيطها وتنفيذها، لتقدم أسلوب حياة مُختلف يحقق التوجه العالمي لأنسنة المدن وتحسين المشهد الحضاري بتنوّع خيارات التنقل، وزيادة المسطحات الخضراء والمناظر الحيوية وتكامل الخدمات والمرافق الأساسية والترفيهية، لتكون وجهة متفردة بجمالها وكمالها ويجد فيها الساكن كل ما يتمناه.
إن ضواحي الوطنية للإسكان اليوم تُمثل تحفة عمرانية تراعي "جودة الحياة" وتحاكي أرقى المجمعات في العالم، بدءًا من التخطيط، ومروراً بالتنفيذ، ووصولاً إلى استفادة السكان من هذه المقومات، فتخطيط الضاحية بتفاصيل مجمعاتها تم تطويره بطريقة فريدة يضم احتياجات الأسرة الصحية والتعليمية والرياضية والترفيهية، ويجعل الضاحية خياراً أول للعيش دون الحاجة لمغادرتها نتيجة لتوفّر كافة المتطلبات الحياتية من تكامل البنية التحتية، ومقومات جودة الحياة، و المسارات الآمنة للمشاة بحيث لا يعتمد السكان على حركة السيارات فقط، بل يتم الوصول إلى كافة المرافق والخدمات في أقل من 7 دقائق سيرًا على الأقدام، مما يقلل من الانبعاثات الضارة وازدحام الشوارع، ويتيح للسكان اتباع نظام حياة صحي بممارسة الرياضة والمشي، والتي بدورها ستزيد من الترابط والاحتكاك مع الجيران في المجتمع، إلى جانب أماكن لإقامة الأنشطة التفاعلية المتنوعة، وتوافر الخيارات والأنشطة التجارية التي لا تبعد عن مقر السكن أكثر من 15 دقيقة.
وفي جولة لنا في "ضاحية خزام" الواقعة شمال مدينة الرياض التقينا الأستاذ سلطان البشري (أحد سكان مشروع مرسية) الذي أكّد أن أهم ميزات الضاحية هي أساس البنية التحتية وما تتمتع به من جودة عالية، بالإضافة إلى توفّر الخدمات المطلوبة بشكل قريب من المنزل، مشدداً على أنه فضّل اختيار السكن في ضاحية سكنية بدلاً عن الخيارات الأخرى، وذلك لأن الضاحية تضم أحياء نموذجية توفّر كل الخدمات والمرافق من تجارية وصحية ومسطحات خضراء وحدائق يمكن التنقل فيها بكل أريحية وفي وقت قصير عبر مسارات آمنة، مما يبث الارتياح والاطمئنان حتى على أبنائه الصغار، بالإضافة إلى إقامة فعاليات وأنشطة ترفيهية وتثقيفية على مدار السنة وهذا الشيء يجعلها بيئة تفاعلية متنوعة تناسب جميع أفراد العائلة.
وحول المقارنة بين الأحياء التقليدية والسكن في الضاحية قال البشري: "المقارنة غير عادلة أبدًا، فمثلاً بيتي السابق الشارع فيه ضيق جدًا والسيارات تقف فيه بشكل عشوائي، وأعمال الحفر والتمديد تلازمنا بشكل مستمر ومزعج بالإضافة إلى بعد المدارس وعدم توفّر الخدمات الأساسية بالقرب من مكان إقامتي، وهذا ما جعل السكن الجديد في الضاحية يشكل فارقًا كبيرًا عن بقية الأحياء التقليدية الأخرى، لأنها قدمت لنا بيئة متقدمة ومتطورة وعالجت كل ما كان يزعجنا في السكن السابق، ولم تكتفِ بالمعالجة بل جعلتنا نعيش في مدينة متكاملة تتوفّر فيها حتى الأسواق التجارية والأندية الرياضية .. حقيقة الضاحية فاقت توقعاتنا وغيّرت أسلوب حياتنا".