مكتبة الملك عبدالعزيز العامة تكشف إمكانية إنتاج جزء ثانٍ من الفيلم العالمي "أعظم الرحلات: الحج إلى مكة المكرمة – على خُطى ابن بطوطة"

عرضته أمس لأول مرة بتقنية (IMAX) في الرياض وسط حضور كبير.. ومنتج العمل: رسالة للإسلام والتسامح
مكتبة الملك عبدالعزيز العامة تكشف إمكانية إنتاج جزء ثانٍ من الفيلم العالمي "أعظم الرحلات: الحج إلى مكة المكرمة – على خُطى ابن بطوطة"

وسط حضور نخبة من كبار المسؤولين والمهتمين والإعلاميين والباحثين، قدَّمت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة العرض الأول في المملكة العربية السعودية للفيلم العالمي: "أعظم الرحلات: الحج إلى مكة المكرمة – على خطى ابن بطوطة"، الذي سبق أن تم عرضه في نيويورك وباريس ولندن وسنغافورة وجاكرتا ودبي.

الفيلم الشهير وثائقي بتقنية آي ماكس على شاشات ثري دي، وعرض في سينما AMC مساء أمس الاثنين، وهو عرض أول في السعودية.

وكشف الحدث عن إمكانية إنتاج جزء ثانٍ من خلال الاستفادة من أكثر من 3 ساعات من المادة الخام، لم يتم إنتاجها بعد.

الفيصل: نأمل بصدور جزء ثانٍ من هذا العمل

صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل، الذي كان ضيف المناسبة، أكد سعادته بـ"مشاهدة ثانية للفيلم"، وقال: "سعدت بمشاهدة أخرى لفيلم (رحلة بطوطة للحج)، والحمد لله التعاون الذي تم في ذلك الحين بين مكتبة الملك عبدالعزيز ومركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية وبعض أعيان المجتمع، مثل الأخ عبدالرحمن الزامل وغيره، كان سبب نجاح هذا الفيلم الذي -حسب علمي- لفَّ العالم كله".

وأشار "الفيصل" إلى أن الفيلم الذي حصد جوائز عالمية كبيرة هناك فرصة -إن شاء الله- لإمكانية صدور جزء ثانٍ منه -بمشيئة الله-.

ابن معمر: 3 ساعات من المادة الخام جاهزة

من جهته، قال المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، الأستاذ فيصل بن معمر: مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، بالتعاون مع مركز الملك فيصل البحوث والدراسات، وغيره من الجهات الحكومية، قامت جميعها مشكورة بعمل كبير جدًّا، مع توفير المملكة العربية السعودية كل الدعم والإمكانات المطلوبة لتصوير هذا الفيلم العالمي الذي عُرض في دول عالمية، وحصد جوائز عالمية عديدة.

وأضاف: أتوقع -إن شاء الله- أن نستفيد من المتبقي من الفيلم الذي هو في نحو ثلاث ساعات ونصف الساعة، لم تُنتج إلى الآن، وهي تعتبر مادة خام، وجاهزة؛ لنغطي فيها جميع المشاعر في الحج. ونأمل -إن شاء الله- أن نحقق تطلعات المملكة العربية السعودية ضمن رؤية 20 30؛ إذ أصبحت الآن كثير من الأمور التي كانت غير موجودة متوافرة -ولله الحمد-، وأصبحت في متناول اليد. ونشكر وزارة الثقافة على الدعم وبقية الجهات، وكل من تعاون معنا لعرض هذا الفيلم لأول مرة في الرياض.

دومينيك: رسالة للإسلام والتسامح

هذا، فيما ذكر منتج الفيلم البريطاني دومينيك كننغهام (DOMINIC CUNNINGHAM) أن فيلم (أعظم الرحلات: الحج إلى مكة المكرمة.. على خطى ابن بطوطة) يُعرض لأول مرة في المملكة العربية السعودية. ويعد هذا الفيلم إنجازًا ضخمًا، تم بالتعاون بين مكتبة الملك عبدالعزيز العامة ومركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية.

وأوضح دومينيك أن عدد من شارك في عمل الفيلم أكثر من 2000 شخص من 24 دولة، وقاموا باستلهام رحلة ابن بطوطة كخلفية تاريخية للفيلم؛ إذ كانت تجربة ابن بطوطة في السفر إلى مكة مغامرة مثيرة عظيمة في القرن الـ14 الميلادي، وهي تشكل كذلك رسالة للسلام والتسامح في وقت نحن فيه بحاجة ماسة لذلك. وأدعو كل فرد لمشاهدة الفيلم.

عرض أول في السعودية

الفيلم الذي يعرض لأول مرة بالرياض يتناول فريضة الحج ومناسكه، وقامت على إنتاجه شركة عالمية متخصصة في مجال إنتاج الأفلام الوثائقية وتصويرها، وتم عرضه لأول مرة بنظام عرض الشاشة العملاقة بدرجة فائقة الجودة للصوت والصورة (IMAX)، وقد تم فيه تصوير مسيرة الحجاج ودخولهم مكة المكرمة جوًّا وبحرًا وبرًّا.

وحقق الفيلم عددًا من الجوائز السينمائية العالمية؛ إذ حاز ثلاث جوائز في مهرجانات هيوستن وبوسطن وباريس، وتمت ترجمته لعدد من اللغات العالمية، منها الفرنسية والروسية والتركية، إلى جانب اللغتين الإنجليزية والعربية.

تجربة مثيرة

وخلال نحو (46) دقيقة استمتع الحضور برحلة سينمائية رائعة، أبرزت الجهد الكبير المبذول في العمل الذي تم تصويره بين المملكة العربية السعودية والمغرب؛ إذ يمثل تجسيدًا لرحلة ابن بطوطة، الرحالة العربي الشهير، الذي لفَّ العالم، ووصف البلاد والمدن، من خلال حجته التي انطلق فيها من مدينته الأصلية طنجة بالمغرب إلى مكة المكرمة؛ لأداء فريضة الحج بين عامَي 1325 و1326 ميلاديًّا، وعبر نحو 3 آلاف ميل. تلك الرحلة بدأت كما يصورها الفيلم بتجربة مثيرة مع قاطع طريق، تحول إلى حارس شخصي لابن بطوطة مقابل أجر، ثم أصبح لاحقا صديقًا له.

كما ألقى الفيلم الضوء على تجربة الحج قبل أكثر من 700 سنة، مازجًا بين الصورة التي كان عليها الحج في الماضي، وحالته في العصر الحاضر.

إنتاج سعودي

الفيلم من إنتاج سعودي، وبلغت تكلفته 60 مليون ريال، وجمع بين الممثل المغربي شمس الدين زينون والمخرج الإنجليزي بروس نيبور والكاتب الأفغاني طاهر شاه، كما حظي بشعبية واسعة في 50 مدينة حول العالم، وتُرجم إلى لغات عدة، منها الإنجليزية والفرنسية والروسية والتركية، ونال ثلاث جوائز في مهرجانات هيوستن وبوسطن وباريس السينمائية.

ويأتي هذا العرض الأول بجهود من مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في إطار جهودها لخدمة التراث الإسلامي الثقافي انطلاقًا من مسؤوليتها في رصد التراث العربي والإسلامي، والإسهام في إحيائه وإخراجه بما يلائم روح العصر ومتطلباته، ودراسات الأدب العربي.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org