كتب البروفيسور طارق الحبيب عن العلاقة بين الرياضة والتطوع، في زاويته الرمضانية بصحيفة "سبق"، مؤكداً أنهما وجهان لعملة واحدة وهي الفرح والسرور، ومستعرضاً الأمثلة والنماذج التي من خلالها يمارس الفرد هذه القيمة المجتمعية.
وقال: هل هناك مجال للتطوع في الجانب الرياضي، أم إنه لا يوجد مجال للتطوع في الجانب الرياضي؟! سؤال ربما يعنّ لنا أحياناً ونفكر في مثل هذا السؤال ونراجع أنفسنا هل مثل هذا يمكن؟ نعم.. في كل شيء يمكن أن يكون التطوع، بما في ذلك الرياضة.
وأضاف: كيف يكون العمل التطوعي في الرياضة؟! لو كنت مثلا لاعباً رياضياً مشهوراً ففي زيارتي للمرضى أكون قد ساهمت في إدخال السرور لأولئك المرضى. ولربما التطوع بممارسة الرياضة للمرضى المزمنين، فلربما إنسان عنده ميل لمثل هذا الفن، فيذهب إلى مستشفيات ذوي الإعاقات المزمنة الذين غاب عنهم أهلهم ثم رافقهم ومارس معهم بعض الرياضات التي تعيد لهم روحهم وتدخل الراحة والسرور إلى قلوبهم.
وزاد: ومن الإحسان والتطوع أن تأخذ إنسان عاجزاً إلى ملعب معين، فيرى مباراة فريقه المحبب، فالتطوع ميدانه واسع ويهدف إلى تحقيق السعادة للآخر، جسداً.. نفساً.. روحاً.. مجتمعاً..
وختم: إذاً أريد أن أكون متطوعاً لا متذكراً للتطوع.. انشغل بقيم نفسك وبقيم مبادئك التي تحيا من أجلها وترتفع بها ذاتك، تكن كالمؤشرات التي تنظر يميناً ويساراً باحثةً عن مجالات للتطوع، باحثة هنا وهنا لعلها أن تجد مجالاً لبث الخير فتنطلق فيها تلك النفس، إذاً ليس هناك خطوات محددة للتطوع ولكن هناك صناعة نفسية.. هذه الصناعة تجعل الإنسان قادراً على التشكل بألوان التطوع، قادرا على ممارسة التطوع صحيحاً أو مريضاً مقيماً أو مسافراً، فالتطوع محدداً في مكان ما فيمكن إنجازه على ظهر الطائرة أو السفينة أو السيارة وغيرها، فاستشعار الحاجة التطوعية لنفسي لأن التطوع مفيد لي قبل أن يكون مفيداً لمن أتطوع بشأنه فذاك هو المفتاح الدقيق والسري لرضا النفس وانطلاقها بقوة ودوام في عالم التطوع.