يرصد الكاتب الصحفي، عقل العقل، ثلاثة أسباب وراء هروب العاملات المنزليات في شهر رمضان أو قبله بفترة وجيزة، وأولها هو طمع العاملات في الحصول على مبالغ مالية كبيرة بالنسبة لهن في فترة قصيرة، والثاني هو وجود (مافيات) تستفيد من رواتب تلك العاملات الضعيفات وتشجعهن على الهروب، والثالث هو قيام البعض بإساءة معاملة العاملة وتحميلها فوق طاقتها، ويطالب الكاتب المواطنين بالتأمين على العاملة لمدة عامين عبر منصة (مساند)، وذلك لحفظ حقوق الجميع وخاصة الكفلاء المثاليين.
وفي مقاله "هروب الخادمات في رمضان!" بصحيفة "عكاظ"، يقول "العقل": "تتداول نكت ومقاطع على مواقع التواصل لبعض ربات البيوت المواطنات في حوار افتراضي مع عاملات منزليات لديهن بأن هذا العام ما فيه رمضان، خوفاً من هروب العاملات لارتفاع الطلب عليهن من آخرين لا يهتمون بمسألة نظامية كفالتهن، المهم هو وجود خادمات في منازلهم في هذا الشهر الذي له خصوصية في مسألة الطعام وطبخه وأنواع الطعام التي تقدم فيه، هذه الإغراءات التي يقدمها البعض للعاملات المنزليات بمضاعفة رواتبهن أو أكثر بهذا الشهر، وقد تصل الأموال التي يحصلن عليها بقدر رواتبهن طول العام أو أكثر، وهذا طبعاً ليس تبريراً لهروبهن من كفلائهن النظاميين الذين دفعوا مبالغ طائلة لمكاتب الاستقدام، وانتظروا شهوراً لوصول العاملات ومن ثم عمل الإجراءات المتعلقة باستخراج إقامة نظامية لعام أو عامين، وفي النهاية يتم التحايل عليهم وسلب أموالهم بطرق غير مشروعة من قبل مجموعات تقوم بتنظيم مثل هذه التجارة غير المشروعة وتوريط الكفلاء والعاملات في نفس الوقت، فتلك (المافيات) هي التي تستفيد من رواتب تلك العاملات الضعيفات في هذه الدوامة التي قد تكون مغرية في البداية، خاصة الجانب المادي منها، ولكن في النهاية تلك الجماعات هم من يستولون على نصف رواتبهن بالنهاية، وقد يسلكن سلوكيات سيئة بعيداً عن أعمالهن المنزلية".
وينصح "العقل" المواطنين بحفظ حقوقهم بالتأمين على العاملات عبر "مساند"، ويقول: "وزارة الموارد البشرية تعمل من خلال أنظمتها ومبادراتها للحد من هذه السلوكيات الخاطئة، وقد قدمت خيارات على موقع (مساند) للتأمين على العاملة لمدة عامين، وهذا فيه حفظ للحقوق وخاصة للكفلاء المثاليين الذين يعاملون العاملات بطريقة جيدة، ولا يوجد ضغط عمل عليهم، وقد يسمحون لهن بإجازة أسبوعية، ورغم ذلك تحدث مثل هذه المشاكل".
ويرصد الكاتب أسبابًا أخرى وراء الظاهرة ويقول: "قد أفهم الأسباب الدافعة للهرب من العاملات من بعض المنازل لمن تكون معاملتهم لهم سيئة، وفيها استعباد، فتجد هذه المسكينة تعمل ساعات طويلة، ولا يعترفون بخصوصيّتها، فتجدها ترسل مثلاً إلى منازل الأقارب الآخرين للمساعدة في الأعمال المنزلية بشكل متكرر، وهذا فيه إجحاف وظلم، ولا نعرف ماذا يحدث لهن في تلك الفزعات على حسابهن، فهن النقطة الأضعف في هذه الدائرة".
ويؤكد "العقل" على السبب الرئيس وراء الظاهرة، ويقول: "أكرر أن أسباب هروب العاملات في المقام الأول في شهر رمضان أو قبله بفترة وجيزة؛ هدفه الأول هو اقتصادي وطمع في الحصول على مبالغ مالية كبيرة بالنسبة لهن في فترة قصيرة، ولكن الظروف والمآسي والقصص التي تلي ذلك مرعبة جداً لبعض الخادمات على أيدي بعض الكفلاء".
وينهي "العقل" قائلاً: "أتمنى من الجهات ذات الاختصاص معاقبة المسيئين إذا ثبت أنهم قاموا بتلك الأعمال غير الإنسانية التي ليست مضرة بإيقاف الاستقدام من هذا البلد أو ذاك بل ليست من سلوك وتعامل المسلم، كما حثّ ديننا الحنيف بالرفق والتعامل الحسن مع الآخر ويمكن استغلاله من جهات ومنظمات ضد الوطن هذا من جانب، من جهة أخرى بلادنا -ولله الحمد- تحمي حقوق الإنسان في أراضيها بغض النظر عن الدين أو العرق، ولكن البعض بسلوكياته الأنانية قد يضر بهذه المنظومة مما يترتب عليها أضرار جماعية على المجتمع".