أصدرت جمعية البر بجدة تقريرين لقياس الأثر المجتمعي وفق منهجية (العائد الاجتماعي على الاستثمار) SROI في مسارها التقريري لمشروعي الغسيل الكلوي، ودور الضيافة والرعاية الاجتماعية التابعين للجمعية عن الأعوام الأربعة الماضية (2020-2023) بالتعاون مع شركة استدامة.
وقد ثبت بالتحليل المالي أن الجمعية ساهمت بإضافة قيمة مجتمعية تزيد عن 29,5 مليون ريال سنوياً من خلال إنفاقها على مشروع الغسيل الكلوي ما متوسطه 14,5 مليون ريال سنوياً، بما يعني أن كل ريال أنفقته الجمعية على المشروع حقق عائداً مجتمعياً بقيمة 2,04 ريال.
كما ثبت أن الجمعية ساهمت بإضافة قيمة مجتمعية تزيد عن 11,8 مليون ريال سنوياً من خلال إنفاقها على مشروع دور الضيافة والرعاية الاجتماعية ما متوسطه 9 ملايين ريال سنوياً، بما يعني أن كل ريال أنفقته الجمعية على المشروع حقق عائداً مجتمعياً بقيمة 1,30 ريال.
وقال رئيس مجلس إدارة الجمعية الدكتور سهيل بن حسن قاضي: "جاء إصدار هذين التقريرين امتداداً لحرص مجلس إدارة الجمعية على تطبيق المنهجيات الحديثة في الإدارة، في ظل معايير الجودة والتميز والحوكمة التي تتبعها المنظومة الإدارية بالجمعية، بما يساهم في الارتقاء بحزمة البرامج التي تلبي احتياجات المستفيدين من خدمات الجمعية، وتطلعات باقي أصحاب المصلحة، استناداً الى دراسات متخصصة، بالتزامن مع تزويد الفئات المستفيدة بمختلف الخبرات وأفضل الممارسات التي تسهم في تمكينهم والارتقاء بأنماطهم المعيشية وتحقيق جودة الحياة لهم".
من جهته قال نائب رئيس مجلس الإدارة الأستاذ خلف بن هوصان العتيبي "إن إصدار هذين التقريرين يتواكب مع الخطة الاستراتيجية للجمعية وأهدافها المنطلقة من رؤيتها التي تستهدف تحقيق الريادة في صناعة الأثر المجتمعي المستدام" وأكد أن "نتائج الدراستين تعكس القيمة المضافة للاستثمار الاجتماعي، وستكون حافزاً لنا للارتقاء بخدماتنا مع تطلعنا المستمر الى تحفيز الداعمين لهذين المشروعين الحيويين.. وهو ما يتواكب مع أهداف رؤية المملكة 2030 التي ركزت على القطاع غير الربحي باعتباره أحد محركات النمو، مبيناً أن مشاريع الإسناد الحكومي الموجهة الى هذا القطاع إنما تستهدف تعظيم أثره من خلال علاقة تعاقدية يتم من خلالها تنفيذ وتشغيل خدمات الجهة الحكومية الموجهة للمجتمع، وهو ما يجسد القيمة المضافة التي يحملها القطاع غير الربحي في ظل دوره الملموس في تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية".
استند التقريران على عمل استبيان لأصحاب المصلحة ودراسة إجاباتهم، وفي مقدمتهم مرضى الكلى في مراكز الغسيل الكلوي التابعة للجمعية وأبناء وفتيات الجمعية في دور الضيافة والرعاية الاجتماعية، حيث تم متابعة الآثار الصحية والنفسية التي انعكست على مرضى الغسيل الكلوي، كما تم متابعة الآثار الاجتماعية والتعليمية والمهنية والنفسية التي انعكست على أبناء وفتيات دور الضيافة والرعاية الاجتماعية، إضافة الى قياس نسبة التغيير الإيجابي لدى فئتي المشروعين في أنماطهم المعيشية ومستوى التغير في جودة حياتهم، مع تحديد إجمالي الاستثمار في المشروعين، وصولاً الى وصف النتائج والتثبت منها وتحديد قيمة التغيير (المكافئ المالي للتغيير) ثم تحديد حجم الأثر الكلي وقيمته التقديرية ومعدل العائد الاجتماعي على الاستثمار.
وباستقراء نتائج استطلاعات مشروع الغسيل الكلوى اتفق 99% ممن تمت دراستهم أن جلسات الغسيل ساهمت في تحسين صحتهم، واتفق 96% منهم على أنها ساهمت في تحسن حالتهم النفسية، فيما ارتأى 98% أن الجلسات كان لها تأثير إيجابي على حياتهم، واتفق 89% منهم على أن الجلسات ساهمت في عودتهم لمزاولة الحياة الطبيعية.
أما استطلاعات مشروع دور الضيافة والرعاية الاجتماعية فقد اتفق 94% ممن تمت دراستهم على أن البرامج والخدمات المقدمة لهم ساهمت في تحسين حياتهم واستقرارها، واتفق 90% منهم على مساهمة تلك البرامج في استقرارهم التربوي والسلوكي، فيما ارتأى 88% منهم أن الخدمات والبرامج كان لها تأثير في تمكينهم التعليمي والمهني، بينما اتفق 84% من العينة المدروسة على أن مشروع دور الضيافة والرعاية الاجتماعية قد ساهم في وجود بيئة اسرية وأخوية آمنة.
يُذكر أن جمعية البر بجدة التي تأسست عام 1402هـ أطلقت مؤخراً استراتيجيتها الجديدة التي حددت حزمة من الأهداف التي تسعى من خلال الى تحقيق رؤيتها في ريادة صناعة الأثر المجتمعي للفئات المستفيدة من خدماتها من الأسر والأيتام ومرضى الفشل الكلوي.