أفتى المستشار بالديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء، الدكتور عبدالله بن محمد المطلق، باستحباب لبس الكمامات وتغطية الأنف والفم في الصلاة، موضحًا أن سرعة انتشار العدوى بفيروس كورونا رفعت كراهة التلثم أو اللثام المنهي عنه في الصلاة. داعيًا كبار السن والمصابين بالأمراض، الذي يُخشى عليهم سرعة انتقال العدوى لهم بهذا المرض، إلى الصلاة في منازلهم حتى يرفع الله هذه الجائحة.
وتفصيلاً، سُئل المطلق في برنامج فتاوى على القناة السعودية: "مَن خاف على نفسه العدوى بفيروس كورونا فهل له أن يصلي في البيت مع عودة صلاة الجمعة والجماعة إلى المساجد؟". وأجاب: "المرضى بالأمراض، وبسببها يُخشى عليهم سرعة انتقال العدوى لهم، هؤلاء يفترض أنهم لا يصلون في المسجد، وإنما يصلون جماعة في منازلهم إلى أن يزيل الله الوباء".
وأضاف: "كبار السن فوق 65 سنة، الذين صدرت لهم النصائح من الجهات المختصة بالصلاة في منازلهم، عليهم أن يصلوا في بيوتهم حتى يرفع الله هذا الوباء".
وعمن يسألون عن حكم صلاة الجمعة في مساجد صغيرة في مزارعهم أو قراهم تتسع لعدد 10 - 15 مصليًا، ويصلون متباعدين يوم الجمعة، أجاب المطلق: "الذي يظهر الآن من توجيه وزارة الشؤون الإسلامية هو جواز فتح مساجد ليست للجمعة لمنع تفشي فيروس كورونا. وأنا أرى أن هذا العمل جيد كحل مؤقت حتى ينتهي هذا الوباء". مشيرًا إلى أن المساجد بعد تطبيق التباعد الاجتماعي أصبحت لا تستوعب سوى 20 % تقريبا من طاقتها.
وأكد "المطلق" أنه بانتهاء هذه الجائحة لا يجوز للناس أن يصلوا الجمعة إلا في المساجد التي صدرت عليها فتاوى، وذلك بحسب توجُّه وزارة الشؤون الإسلامية؛ لأنها هي التي تدرس مثل هذه الأمور.
وعن حكم لبس الكمامة أو تغطية الأنف والفم في الصلاة بسبب كورونا أجاب "المطلق" بأنه "يستحب لبس الكمامة بسبب وباء كورونا وسرعة انتشاره". مشيرًا إلى أن التلثم أو اللثام منهي عنه لأن النبي -صلى الله عليه سلم- قال في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- الذي رواه أبو داوود: "نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يغطي الرجل فاه في الصلاة"؛ حتى يباشر وجهه السجود والقيام بين يدي الله. مستدركا: "لكن بسبب انتشار هذا الفيروس، وأن الإنسان قد يعطس أو يكح فينتقل منه إلى غيره أو من غيره إليه، فإنه حينئذ ترتفع الكراهة ويأتي الاستحباب".