
ألقى مدير المركز الثقافي الإسلامي، أحمد الدبيان، محاضرة موجزة عرّف فيها بوثيقة مكة المكرمة، وأهميتها ومبادرة رابطة العالم الإسلامي في الدعوة إليها، وذلك في ندوة أقيمت بملتقى الدراسات الاجتماعية بالعاصمة البريطانية لندن.
وبدأ "الدبيان" خلال مقدمة تاريخية، بالتعريف بوثيقة المدينة المنورة التي عقدها النبي صلى الله عليه وسلم مع الجاليات الموجودة في المدينة من العرب واليهود والمسلمين، وتتكون من ٥١ مادة، تعد بمثابة دستور للتعايش في المجتمع الإسلامي الأول.
وشرح بعض بنودها الهامة، ثم قارن بينها وبين وثيقة مكة المكرمة التي صدرت في شهر رمضان المنصرم لهذا العام ١٤٤٠ هجرية، والتي تكونت من ١٧ مادة انطلقت كلها من المبادئ الإسلامية في التعايش والتعاون وكفالة الحقوق للجميع.
وأكد "الدبيان" في حديثه على الأسباب التي انطلقت منها المبادرة لإعلان الوثيقة، ومنها تبرئة الإسلام من العنف والإرهاب، وبيان موقفه من عدد من القضايا المعاصرة حول السلام والأمن والعلاقة مع الآخر، ودعم العلاقات الحسنة بين المسلمين وغيرهم، وحثّ الجاليات الإسلامية لتكون مثالًا للتعاون والمبادرة، ودعم قضايا الحقوق الدينية والمدنية، وتأسيس السلم في المجتمعات المختلفة.
وقد وقّع على هذه الوثيقة ١٢٠٠ عالم من جميع الطوائف والمذاهب الإسلامية؛ ما يعطيها ثقلًا فكريًّا هامًّا في التاريخ الإسلامي المعاصر، كما أن انطلاقها من مكة المكرمة مهبط الوحي والرسالة أساس مهم لقبولها، كما أن اعتمادها وتسلمها من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، هو إحدى المزايا لهذه الوثيقة الهامة، والتي تنظر عبر القرون الإسلامية إلى وثيقة المدينة المنورة وبينهما من الزمان ١٣ قرنًا.
وشكر "الدبيان" في ختام محاضرته، رابطة العالم الإسلامي بوصفها منظمة إسلامية عالمية رائدة في خدمة الجاليات والأقليات، وخدمة الدين الحنيف، كما شكر المملكة العربية السعودية ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، على دعم هذه الوثيقة التاريخية وتأسيسها لتكون نبراسًا للأجيال القادمة.