أكَّد رئيس الهيئة العامة للطيران المدني عبدالعزيز بن عبدالله الدعيلج، أن الإستراتيجية الوطنية لقطاع الطيران تدعم التنمية الاقتصادية في المملكة، وتوفر فرصًا واعدة للمستثمرين في جميع أنحاء العالم، مرتكزة على مستهدفات رؤية المملكة 2030 بأن تصبح المملكة محورًا إقليميًا رائدًا، ومنصة لوجستية عالمية تربط القارات الثلاث.
جاء ذلك خلال مشاركته اليوم، في جلسة وزارية عُقدت على هامش أعمال مؤتمر معرض (Wings India 2024) الذي تنظمه وزارة الطيران المدني بجمهورية الهند بالتعاون مع اتحاد غرف التجارة والصناعة الهندية (FICCI)، وبمشاركة عددٍ من قادة ورؤساء منظمات وهيئات الطيران المدني بالعالم، خلال الفترة من 18 إلى 21 يناير الحالي، في مطار بيجومبيت بمدينة حيدر آباد.
وقال الدعيلج: "الطيران المدني يؤدي دورًا كبيرًا في دعم النمو الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة في المملكة العربية السعودية، حيث قطعت المملكة شوطًا كبيرًا في إعادة رسم مستقبل قطاع الطيران المدني، مُستمدة ومُرتكزة على رؤية السعودية 2030 والإستراتيجية الوطنية للطيران، التي تسعى للتأكيد على دور المملكة الرائد في مجال الطيران المدني بمنطقة الشرق الأوسط، من خلال جذب استثمارات بقيمة 100 مليار دولار، وخلق تجربة سفر استثنائية لأكثر من 330 مليون مسافر سنويًا بحلول عام 2030، ونستهدف أن يكون 10% فقط من هؤلاء الركاب البالغ عددهم 330 مليون مسافر، رُكاب عبور، مما يؤكد تركيزنا على النمو المستدام والمتكامل".
وأضاف: "تتضمن الإستراتيجية خطة شاملة للارتقاء والنهوض بالمطارات وشركات الطيران والطائرات والمرافق، بما في ذلك الشحن والخدمات اللوجستية؛ بهدف زيادة نطاق الربط الجوي للمملكة لأكثر من 250 وجهة على مستوى العالم عبر 29 مطارًا، كما تتضمن إنشاء شبكة مطارات تتمتع بقدرات فريدة وكفاءة عالية، يتصدرها مركزان عالميان للربط في الرياض وجدة".
وأردف: "تأمُل المملكة من خلال الإستراتيجية الوطنية للطيران بإحداث نقلة نوعية كبيرة في مجالي الشحن الجوي والخدمات اللوجستية؛ بهدف زيادة الطاقة الاستيعابية للشحن الجوي من 0.8 مليون طن إلى 4.5 ملايين طن بحلول عام 2030، حيث تعمل الإستراتيجية من خلال عددٍ من المبادرات الطموحة لجذب الناقلات الجوية العالمية ومقدمي الخدمات اللوجستية والشركات متعددة الجنسيات إلى المملكة".
وأوضح الدعيلج أن المملكة تدرك حجم الإمكانات الكبيرة والهائلة والفرص الواعدة التي يتمتع بها سوق الطيران المدني الهندي، لذا تحرص على المشاركة والاستفادة من ربط الهند بالعالم من خلال زيادة حجم الربط الجوي بين الهند والمملكة، وهو ما يوفر أساسًا قويًا لتطوير العلاقات بين البلدين في مجال الطيران المدني.
ولفت إلى أن المملكة العربية السعودية حريصة على تعزيز علاقاتها مع شركائها في قطاع الطيران المدني العالمي ومنها جمهورية الهند، حيث تكشف الإحصائيات والأرقام أهمية الدور الرئيس الذي تؤديه في القطاع، بوصفها ثالث أكبر سوق للطيران المحلي من حيث الحجم، ومن المتوقع أن تصبح ثالث أكبر سوق بشكل عام بحلول عام 2026.
ودعا رئيس الهيئة العامة للطيران المدني في ختام الجلسة، المشاركين في معرض (Wings India 2024)، لحضور مؤتمر مستقبل الطيران الذي سيعقد في الفترة من 20 إلى 22 مايو 2024 بالرياض، مؤكدًا أن المملكة تسعى من خلال المؤتمر للإسهام بفعالية في مستقبل الطيران المدني، والتأكيد على استعدادها التام للتعاون والعمل المشترك مع جميع شركائها الدوليين من أجل قطاع أكثر ازدهارًا ونموًا واستدامة.
يذكر أن مؤتمر ومعرض (Wings India 2024) يُسلّط الضوء على حلول النقل الجوي المتقدم، ودورها في إحداث تحول بمجال الطيران المدني وفتح أسواق جديدة للسفر الجوي خلال العقود المقبلة، ومن المتوقع أن يشارك في المعرض ما يزيد عن 5000 مشاركٍ ما بين سلطات الطيران المدني من عدة دول، وشركات الطيران، والشركات ذات العلاقة بمجال الطيران المدني، إضافةً إلى عددٍ كبيرٍ من رجال وسيدات الأعمال المهتمين بقطاع الطيران المدني، ومن المتوقع أن يزور المعرض ما يقارب 100 ألف زائر، كأحد أهم معارض ومؤتمرات الطيران في القارة الآسيوية.