نشرت الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي خبرًا عن إصدار لجنة الأخلاق والانضباط في الاتحاد السعودي لكرة القدم قرارَيْن، تضمنا إلزام رئيس نادي الهلال الأمير محمد بن فيصل بدفع غرامة مالية قدرها (25000) ريال بعد دخوله أرضية الملعب عقب نهاية مباراة الهلال والاتحاد، وكذلك إلزام نادي الاتحاد بدفع غرامة مالية قدرها (100000) ريال بعد قيام جماهيره برمي 59 علبة ماء في مباراة الكلاسيكو..!!
ما لفت انتباهي في الخبر أن القرارين لم يتطرقا إلى منح إدارة الاتحاد أو رئيس الهلال فرصة للاستئناف أمام لجنة الاستئناف، وهو أمر غريب، قد لا يتوافق مع المواد القانونية والعرف الحقوقي بشقَّيْه الخاص والعام؛ فطالما أن القرار جاء بالمعاقبة فإن على الأطراف المتضررة الدفاع عن نفسها، وذلك بمنحها فرصة للاستئناف على الأقل، ما دام أن هناك قرارًا أو حكمًا من الأساس، وهو حق نظامي لهما.. اتساقًا مع المواد المعمول بها في جهات التقاضي؛ وبالتالي كان من الأجدر منحهما حق الاحتجاج، وهو حق أصيل..!!
قد يرى البعض أن غرامة خمسة وعشرين ألفًا على رئيس الهلال أمر سهل ومقدور عليه، وهو كذلك مقارنة بما يُدفع من ملايين لتسيير أمور ناديه مقابل صفقات محترفين، ومعسكرات، ودفع مكافأة للاعبين.. لكن هذا لا يمنع أن يكون لديه دراية مسبقة من قِبل لجنة المسابقات والاتحاد السعودي بأن الدخول لأرضية الملعب بعد المباراة يستوجب المعاقبة بالغرامة، سواء بإبلاغه بخطاب رسمي، أو إعلامه بذلك مرة واحدة قبل أي مباراة يلعبها فريقه..!!
وفي الجانب الآخر كان من أبسط حقوق إدارة الاتحاد منحها فرصة للاستئناف للدفاع عن جمهورها، وتقديم مبررات كافية لقبول العذر في التصرف إن حدث فعلاً.. فمثلاً الحاضرون في المدرج ليسوا بالضرورة اتحاديين على الرغم من شعبية النادي؛ فقد يكون من قام برمي الـ (59) علبة ماء ينتمون لأندية منافسة، هدفهم الإضرار بالاتحاد، أو من باب عدم الرضا عن نتيجة المباراة؛ لأنها لا تخدم أنديتهم..!!
كما أن هناك أسباب أخرى لهذا الغضب، منها موقع وترتيب الفريق، وكذلك قيام مدافع الهلال بالاستفزاز والإشارة لهم برمي المزيد من العلب؛ وهو ما يعد تحميسًا من اللاعب، وتشجيعًا لهم؛ ما يعد سببًا قانونيًّا، يمكن الأخذ به، سيطرحه الاتحاديون في دفاعهم لإلغاء العقوبة لو كان هناك استئناف للغرامة..!!
ما أود الوصول إليه من قول هو أن على لجنة الانضباط إقامة دورات أو نشرات لقوانينها عبر موقعها في تويتر أو السناب أو أي وسيلة معتبرة تراها؛ وذلك من أجل تثقيف المتابعين من الجماهير والرياضيين واللاعبين بموادها في الغرامات والعقوبات ولوائحها كافة؛ فمحبو الأندية والرياضة بالملايين، وفيهم المهندس والمحامي والدكتور والضابط والوزير، وجميع شرائح المجتمع.. ولهم الحق دون شك في ذلك..!!