انضمّت المملكة رسميًا، اليوم (الأربعاء) إلى "معاهدة الصداقة والتعاون في جنوب شرق آسيا"، بعد توقيع وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان على وثيقة الانضمام للمعاهدة، خلال الدورة الحالية للاجتماع الوزاري لدول رابطة جنوب شرق آسيا "آسيان" المنعقد في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، فما المعاهدة؟ ومتى وُقّعت؟ وما مبادئها؟ وما أسباب انضمام المملكة إليها؟
تُعد معاهدة الصداقة والتعاون في جنوب شرق آسيا، معاهدة سلام بين دول جنوب شرق آسيا، الأعضاء في رابطة دول جنوب شرق آسيا "آسيان"، التي تضم: إندونيسيا، وماليزيا، والفلبين، وسنغافورة، تايلند، وبروناي، وفيتنام، ولاوس، وبورما، وكمبوديا، وقد وُقّعت المعاهدة عام 1976م بين الدول الخمس المؤسسة للرابطة وهي: إندونيسيا، وماليزيا، والفلبين، وسنغافورة، تايلند، ثم بقية الدول الأعضاء في الرابطة.
وفي ديسمبر 1987م، عُدلت المعاهدة لتسمح بانضمام دول من خارج منطقة جنوب شرق آسيا، فانضمت الهند والصين إلى المعاهدة عام 2003م، كما انضمت الولايات المتحدة الأمريكية إليها عام 2009م، ثم توالى انضمام دول أخرى، وقد أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة المعاهدة بعد تعديلها لتوسيع عضويتها لاسيما أنها ترتكز في مبادئها على ميثاق الأمم المتحدة.
وتهدف المعاهدة إلى تحقيق عدد من المبادئ المعززة للسلام والتعاون بين الدول والاحترام المتبادل للاستقلال والسيادة والمساواة والسلامة الإقليمية والهوية الوطنية لجميع الدول، والمبادئ وفقًا لـ"ويكيبيديا"؛ هي: حق كل دولة في قيادة وجودها الوطني دون تدخل خارجي أو تخريب أو إكراه، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبعضها البعض، وتسوية الخلافات أو النزاعات بالطرق السلمية، والتخلي عن التهديد أو استخدام القوة، والتعاون الفعّال فيما بين الدول.
وتفسّر تلك المبادئ أسباب انضمام السعودية إليها، فالمملكة تؤسس سياساتها الخارجية على هذه المبادئ السامية الضامنة، لتحقيق السلام والأمن والتعاون وحفظ السيادة الوطنية بين الدول، كما أن المعاهدة "تستكمل دور المملكة الريادي دوليًا في تحقيق الأمن والسلم الدوليين، ونهجها القائم على تعزيز الحوار وتكثيف التنسيق المشترك، وتوطيد العمل المتعدد الأطراف مع الدول الأخرى"، وفقًا لبيان توقيع المملكة على المعاهدة.