مزهريات تفوح عطرًا.. "نساء عسير وزينة الحناء في رمضان".. حكاية لها تفاصيل

تحضر "القبضة" بقوة بين الصغيرات والكبيرات.. "براحة اليد دون نقش أو طباعة"
مزهريات تفوح عطرًا.. "نساء عسير وزينة الحناء في رمضان".. حكاية لها تفاصيل
تم النشر في

ما إن يقترب هلال شهر رمضان حتى يسارع النساء بمنطقة عسير لاستقباله ببعض العادات والطقوس التي من أبرزها "الحناء"؛ حيث يعمدن إلى تزيين كفوفهن وأرجلهن بها سواء باستخدام الطبعات أو بالنقش اليدوي الذي تقوم به متخصصات، أو القبضة التي تحضّر بشكل مُلفت بين صغيرات السن والكبيرات على حد سواء، وهي أن تُجعَل كمية من الحناء الجاهز في راحة اليد ثم يُقبَض عليها دون تدخّل بالنقش أو الطبعات الجاهزة.

هذه العادة اعتاد عليها نساء عسير، واعتبرنها جزءًا لا يتجزأ من الطقوس التي يستقبلن بها شهر رمضان المبارك في تعبير عن الفرحة والشوق بهذا الزائر الذي تتزين له النفوس وتحِن للقائه الأرواح التي تقضي عدة أشهر قبله في الدعاء بأن يبلغهم الله لقاءه، ويرزقهم صيامه وقيامه لا فاقدين ولا مفقودين.

ومن العادات التي يحرص النساء عليها في عسير أيضًا لاستقبال رمضان؛ جلب الأشجار العطرية والتزين بها سواء في الرأس أو في أجزاء من أجسادهن، أو وضعها في أوعية وإخراجها على شكل مزهريات طبيعية تفوح عطرًا في أرجاء المنازل وأماكن الجلوس والتجمع واستقبال الضيوف؛ في تعبير آخر عن الفرحة بذلك الزائر الذي يأتي مرة كل عام.

وتشهد الأيام الأخيرة من شهر شعبان والأولى من رمضان، تسابقًا وتهافتًا على النقَّاشات اللاتي يعتبرن قدومه موسمًا مُربحًا لهن؛ حيث قالت "أم دارين" إن طقوس الحناء التي تسبق رمضان أو تكون بأيامه الأولى، تطال كفوف النساء دون تمييز؛ بل إنه يمتد للبنات الصغار اللاتي لم يتجاوزن العامين في تقليد للأمهات، وهو ما يجعل تلك الطقوس دائمة ومستمرة ومتوارثة منذ القدم في المنطقة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org