تُظهر القصص العاطفية والمأساوية قدرتها على جذب تفاعل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي، كما في القصة الأخيرة التي عُرفت بـ"مشاري وأسرته"، والتي ادعى فيها شخص مجهول عبر حساب على منصة "إكس" أن أسرته توفيت في حادث، قبل أن يدّعي وفاته هو الآخر متأثرًا بأسرته.
هذه القصة أثارت تفاعلًا واسعًا؛ حيث وصلت عدد مشاهداتها لأكثر من ١٥ مليون مشاهدة ومئات الآلاف من الردود، قبل أن يقوم الشخص بتعطيل حسابه عقب انكشاف أمره.
هذه القصة ليست الأولى؛ فقد سبقته الحادثة المعروفة بـ"سارة إبراهيم" وإصابتها بمرض السرطان، وقد بلغ التفاعل معها حدًّا كبيرًا، وعلى مدى أشهر، قبل أن ينكشف أمرها.
هذه الأحداث تُبرز نقاطًا هامة حول تأثير الأخبار المزيفة على المجتمع وكيفية تفاعل الناس معها.
القصص العاطفية والمأساوية تثير مشاعر الناس وتجعلهم يتفاعلون بسرعة، دون التحقق من صحة المعلومات.. هذا التفاعل السريع يمكن أن يؤدي إلى انتشار واسع للأخبار المزيفة؛ مما يعكس حاجة المجتمع إلى مزيد من الوعي حول كيفية التعامل مع مثل هذه القصص.
على سبيل المثال، حادثة ادعاء وفاة أسرة مشاري لاقت تفاعلًا كبيرًا على وسائل التواصل الاجتماعي؛ مما يعكس مدى تأثير القصص العاطفية على الجمهور وسرعة انتشارها.
وقبل مشاركة أي خبر أو التفاعل معه، من الضروري التحقق من صحته؛ فالأخبار المزيفة يمكن أن تنتشر بسرعة كبيرة وتؤدي إلى تضليل الجمهور؛ لذلك يجب على المستخدمين أن يكونوا أكثر حذرًا، وأن يبحثوا عن مصادر موثوقة قبل نشر أو التفاعل مع الأخبار؛ لذلك فالتأكد من صحة الأخبار يمكن أن يمنع انتشار المعلومات المضللة ويساهم في بناء مجتمع أكثر وعيًا ودقة في تداول المعلومات.
وبحسب دراسات في علم النفس الاجتماعي؛ فإن الأخبار المزيفة يمكن أن تسبب اضطرابات نفسية واجتماعية قد تؤدي إلى انقطاع التواصل العائلي والاجتماعي، وتزيد من الإجهاد النفسي والجسدي.. هذه العوامل قد تزيد من مخاطر الإصابة بالاكتئاب والأمراض النفسية الأخرى، فتأثير الأخبار الكاذبة حول وفاة أشخاص يمكن أن يسبب صدمة نفسية لمن يصدقون هذه الأخبار؛ مما يؤدي إلى تأثيرات سلبية على الصحة النفسية.
منصات التواصل الاجتماعي توفر بيئة خصبة لانتشار الأخبار المزيفة رغم التطورات الكبيرة في أدوات التحقق. وهناك العديد من الحسابات المعروفة والإخبارية التي تسهم في نشر الشائعات لكسب مشاهدات أعلى دون التحقق من صحتها؛ فبعض الحسابات تستخدم هذه الأخبار الكاذبة لتحقيق الشهرة أو زيادة عدد المتابعين؛ مما يسلط الضوء على الحاجة الملحة لتطوير أدوات أفضل للتحقق من المعلومات.
من الضروري زيادة الوعي بين المستخدمين حول كيفية التعامل مع المعلومات على الإنترنت، وكيفية التحقق منها قبل التفاعل، كتقديم برامج تعليمية وتدريبية للمستخدمين حول كيفية التحقق من الأخبار والمعلومات قبل التفاعل معها؛ للحد من انتشار الشائعات، ويساهم في خلق بيئة معلوماتية أكثر موثوقية.
وساهم تصدي إدارة المرور للحادثة المزيفة المعروفة بـ"مشاري وأسرته" بنفيها وتوضيح الحقيقة في وقف انتشار الشائعة.
وهذا الإجراء سيكون بمثابة سابقة لرفع الوعي لدى مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بضرورة العودة للمصادر الرسمية.
ويجب في النهاية أن يكون التعاون بين الجهات الرسمية ووسائل الإعلام فعالًا في مكافحة الأخبار المزيفة وتوجيه الجمهور نحو المصادر الموثوقة.