ضبطت الفِرق الميدانية بوزارة الشؤون الإسلامية أئمة ومؤذنين؛ يختلسون من بيوت الله، ويؤجِّرون مرافق المساجد بأكثر من نصف مليون ريال.
وكشف تقرير مراسل "الإخبارية" عاصم الرشودي عن تعدي أكاديمي، يعمل بإحدى الجامعات السعودية، يحاضر طلابه في الصباح، ويؤم المصلين بعد العصر، على مرافق جامع شمال جدة؛ إذ قام بتحويل مئذنة الجامع إلى سكن عمالة، وتأجيره مقابل 800 ريال شهريًّا.
وقال سليمان الزومان، رئيس المهام الميدانية بمناطق وزارة الشؤون الإسلامية، عن هذه الاعتداءات: "هذا الأكاديمي يقدم نفسه بأنه محتسب، ويرفض أن يكون موظفًا رسميًّا تابعًا للوزارة؛ حتى لا يتم فضح واكتشاف كل هذه الاستثمارات.. ولكن هذا لن يعفيه من المسؤولية".
وعلق الباحث في الفقه المقارن، الشيخ الدكتور سعد السبر، على هذه الاعتداءات مؤكدًا أن الله أمرنا بتأدية الأمانات إلى أهلها، محذرًا من أن ما يفعله إمام المسجد من اعتداء على المال العام يعدُّ غلولاً وظلمًا.
وبدوره، شدَّد الكاتب الأمني الدكتور نايف الوقاع على أنه يجب عدم التقليل من الاعتداءات الحاصلة في المساجد، والتصدي لها بحزم؛ لأن المساجد بيوت الله.
وكانت وزارة الشؤون الإسلامية قد رصدت تعديات على مرافق المساجد بفضل جولات رقابية مفاجئة، تقوم بها الفِرق الميدانية، شملت الوقوف على ثلاثة مساجد في محافظة جدة، من بينها رصد عدد من الاختلاسات المالية، تمثلت في استغلال عدادات الكهرباء والمياه، من خلال تأجير مرافق المساجد لسكن عزاب وعوائل، وبناء عشوائي على شكل غرف وشقق سكنية ومحال تجارية مستغَلَّة بعقود غير نظامية، واستغلال مواردها المالية لجهات غير رسمية.
كما رصدت فِرق الرقابة وجود عدد من الشقق والغرف السكنية، منها عشر شقق في فناء مسجد، وتسع غرف في قبو أحد الجوامع، مؤجَّرة بالكامل منذ سنوات طويلة.
الجولات الميدانية كشفت تعديات على المساجد بمبالغ تجاوزت ثلاثة ملايين ريال؛ ما جعل المساجد في السعودية تحت مجهر الرقابة؛ لصونها من المعتدين.