كانت الأنظار مغرب يوم الخميس 29 ذي القعدة تتجه صوب مرصد تمير، ومرصد جامعة المجمعة بـ"حوطة سدير"، شمال مدينة الرياض؛ لترائي هلال ذي الحجة، إلا أن تلك المراصد غابت عن المشهد؛ لتتجه البوصلة إلى محافظة الحريق جنوب مدينة الرياض، وبالتحديد "مرصد الحريق الفلكي"، الذي تصدَّر المشهد عندما أعلن تمكُّنه من رصد هلال ذي الحجة بعدد من الشهود.
"سبق" رصدت جهود أمانة منطقة الرياض ولجان الترائي في تحديد ومتابعة المرصد خلال الأيام الماضية، كما تابعت الأسباب التي أدت لعدم تمكُّن مرصد "تمير" ومرصد "سدير" من رؤية الهلال.
وفي التفاصيل، بفضل الله ثم بفضل دعم ومتابعة أمين منطقة الرياض الأمير فيصل بن عبد العزيز بن محمد بن عياف آل مقرن، ووكيل الأمانة الدكتور عبدالرحمن الخريف، ووزارة العدل ممثلة في لجان الترائي، تم إنشاء موقع المرصد الفلكي بمحافظة الحريق مؤخرًا بعد الموافقة على تحديد موقعه في ظهرة "علية" في جبل طويق، بالقرب من مركز نعام بمحافظة الحريق.
وخلال الأيام الماضية بذلت بلدية الحريق جهودًا مميزة في تجهيز المرصد؛ إذ هيأت الموقع، ووضعت اللوحات الإرشادية، وزودت المكان بالفرش والكراسي وأهم التجهيزات الضرورية.
وفي يوم الأربعاء 28 ذي القعدة 1445هـ (قبل يوم الترائي بيوم) نظمت بلدية الحريق اللقاء التعريفي الأول لترائي الأهلّة ومنازله الفلكية، قدَّمه الرائي المشهور الفلكي عبدالله الخضيري، وتحدث خلاله عن أهم المصطلحات الفلكية، وطريقة الترائي، وتطرق لتعريف الاستطالة، والبُعد الزاوي، والارتفاع، والمكث، والدرجات ومقدارها، وكيفية حسابها بأصابع اليد.
وأكد "الخضيري" اهتمام أهالي الحريق منذ سنوات ماضية بترائي الهلال، وشهرة أهالي الحريق في ترائي الأهلّة، لافتًا إلى عودة المحافظة للواجهة من جديد من خلال اعتماد لجنة للترائي في المحافظة، تضم عددًا من المترائين والمهتمين بمتابعة الأهلة.
وفي يوم الترائي قامت المراصد بالاستعداد لترائي الهلال كالمتبع، وكانت المفاجأة أن المترائين في مرصد تمير ومرصد جامعة المجمعة بسدير لم يتمكنوا من رؤية هلال ذي الحجة؛ وذلك بسبب كثافة الغيوم جهة مغيب الشمس في موقع الترائي بتمير وسدير؛ إذ غربت الشمس، واحتجبت في الغيم الكثيف.
وفي هذه الأثناء كان الجو صحوًا في الموقع الجديد بمرصد الحريق؛ ليتمكن ثلاثة من الشهود من رؤية الهلال، منهم الرائي عبدالله الكثيري، والرائي سلطان الهزاني، وتم إثبات شهادتهم؛ وبناء عليه أعلنت المحكمة العليا ثبوت دخول شهر ذي الحجة يوم الجمعة 1 ذي الحجة 1445هــ.
وبهذا تبرز أهمية توجُّه أمانة منطقة الرياض ووزارة العدل في التوسع في إنشاء المراصد الفلكية، وتهيئتها بما تحتاج إليه من تجهيزات؛ لتغطي أكبر مساحة من المنطقة تلافيًا للظروف الجوية التي قد تحجب الأفق عن الغروب في بعض الأماكن والمواقع.