قال الدكتور عثمان الصيني، في مقال نشره اليوم الأربعاء، في صحيفة "الوطن": إن العلاقة السعودية- الأمريكية، تأسست على حزمة من العوامل الاقتصادية والأمنية والعسكرية تنبني عليها المواقف السياسية والاجتماعية محكومة بالمصالح الوطنية والتفاعلات الجيوسياسية الإقليمية والدولية.
وأضاف "الصيني" أن ذلك أولاً وأخيرًا يقوم على المبادئ السعودية الأخلاقية الثابتة دائمًا والواضحة أبدًا، فيما تتأسس من الجانب الأمريكي على المصالح الاقتصادية أولاً، وسياسة الاستقطاب في فترة القطبين أيام الحرب الباردة التي استمرت 34 عامًا (1945-1979) والدواعي الانتخابية بمؤثراتها الإيديولوجية لدى الحزبين الديموقراطي والجمهوري.
وأوضح أن الدواعي الانتخابية بطبيعتها متلونة ومواربة، وسياسة الاستقطاب يحكمها النفاق السياسي وعقد الصفقات من تحت الطاولة المختلفة عن محادثات ما فوق الطاولة.
وقال: تختلف الأحكام في علاقة المملكة العربية السعودية بالولايات المتحدة الأمريكية، كما تتنوع المواقف من أمريكا بالنسبة للسعوديين، ومن السعودية بالنسبة للأمريكان، وتتفاوت المواقف الرسمية بناء على المستجدات والأحداث التي تطرأ على الساحتين الإقليمية والدولية، وتتفاوت على المستوى الشعبي بحسب أنماط التفكير وردود الفعل.
وأشار "الصيني" إلى الإعلان عن زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلى المملكة نهاية الأسبوع الجاري وما تشهده محافظة جدة من قمة سعودية- أمريكية؛ حيث يتوقع أن تسفر عن أمور جديدة تزيد من توطيد العلاقات بين البلدين.
أما على المستوى الشعبي، فإن الشعب الأمريكي المغرق في محليته كان يرى في القرن الماضي السعودية خيمة وجملا وبئر بترول، ومع ثمانينيات القرن الماضي، بدأت تظهر في المشهد صورة الملتحي المتشدد الذي تمت شيطنته إعلاميًا وسينمائيًا ليضاف إليه مظهر الإرهابي المنغلق التفكير الدموي.
وتابع: جاءت أحداث 11 سبتمبر 2001 لتعزز هذه الصورة، ثم ترسخت بصورة أكبر مع قيام حركة داعش وربطها بالسعودية، مع أن اسمها "الدولة الإسلامية في العراق والشام" ينفي هذه الصلة، كما أن أميرها عراقي وأعضاؤها من شتى أنحاء العالم، بما فيهم أمريكا نفسها وأوروبا، والسعودية ممن اكتوى بنار إرهابها، وبعض أبناء المملكة كانوا حطبًا في تنورها.
ولفت إلى أن هذه نظرة ليست جديدة، فمنذ عام 1945 وصفوا اللقاء بين الملك عبدالعزيز، والرئيس روزفلت بأنه "وضع أسس ميثاق بين رئيس أرستقراطي منتخب وشيخ حكم مملكة صحراوية متحالف مع واعظ متشدد"، على حد تعبير إنديك وكوك.
وعلى المستوى الشعبي السعودي، فإن الغالبية العظمى من السعوديين ينظرون إلى الأمريكيين نظرة صداقة ومحبة منذ أوائل العاملين في أرامكو بالشرقية وTWA في الخطوط السعودية بالغربية والمستشارين والخبراء العسكريين في المدن العسكرية في مختلف مناطق المملكة، ثم نظرة احترام وتعايش مع البعثات التعليمية الكبيرة على مدى سنين طويلة من النخب التي درست في أمريكا، ثم عادت وتسلمت أعلى المناصب وشكلت جزءًا فاعلًا من مجموع القيادات التنفيذية في هذه البلاد، وبعد ذلك تعمقت العلاقات بين السعوديين والأمريكيين في شتى المجالات.
من يحب ويكره أمريكا
وقال الكاتب: في الوقت نفسه ينظر العرب ومن ضمنهم السعوديون إلى الساسة الأمريكيين نظرة مختلفة قوامها الغطرسة والعنجهية وعدم الموثوقية، وإلى السياسة المنافقة المزدوجة في كل شيء، فهي منافقة في سياستها الداخلية أمام الناخب الأمريكي مختلفة عن وجهها في السياسة الخارجية.
وأضاف "الصيني": ما يصرح به الرئيس الأمريكي علنًا تقوم أركان حكومته من دفاع وخارجية وأمن قومي واستخبارات بزيارات خارجية يقولون فيها سرًا خلاف ما يعلنه، ومنافقة من حيث مبادئها التي تقدم نفسها على أنها دولة سلام ديموقراطية تدعم الحرية واستقلالية الدول وسيادتها وعدم التدخل في شؤونها وفقًا لمبدأ مونرو، نراها في الواقع تمارس دورًا استعماريًا وتتدخل في شؤون الدول بشعارات حريرية، وأحيانًا تدخلاً سافرًا بدءًا من حملاتها العسكرية إلى الدومينيكان ونيكاراغوا وهاييتي في مطلع القرن العشرين، وانتهاء بغزو الصومال وأفغانستان والعراق، ومع ذلك تدعي أنها دولة راعية للسلام والحريات والديموقراطية وحقوق الإنسان وحماية الأقليات.
وكما يقول الأمريكان: "إذا كان هناك شيء يشبه البطة وصوته كالبطة ويمشي كالبطة فهو بالتأكيد بطة"، أيضًا لا يمكن الوثوق بأي تحالف مع الأمريكيين أو بوعد من وعودهم، والأحداث كلها أثبتت تخلي أمريكا عن حلفائها، وعبر عنها الرئيس حسني مبارك بالتعبير المشهور: "المتغطي بأمريكا عريان"، وما تجارب العرب عنها ببعيد.
وواصل الكاتب، قائلاً: في الوقت الذي استهل فيه الرئيس باراك أوباما زيارته لمصر بكلمته في جامعة القاهرة 2009 وتحدث فيها عن التطرف العنفي تفاوض مع الإخوان المسلمين واندلعت الثورة فيها بعد سنة ونصف السنة، ونعلم جميعًا ما تم فيها، مما دفع الشيخ محمد بن زايد، إلى أن يقول له: يظهر أن الولايات المتحدة ليست شريكًا يمكننا الاعتماد عليه على المدى الطويل، وهذا الكلام نقله أوباما في مذكراته، وفي الوقت الذي كان يزور فيه الدول العربية ومن ضمنها السعودية كان فريقه يعمل على مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي كشفت تفاصيله لاحقًا.
وما أسفر عنه من دمار في الدول التي مر بها ربيعه العربي، وحتى في حرب اليمن كان هناك تنسيق بين دول التحالف العشر والدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة، وأعلنت إدارة أوباما وقتها عن دعمها للتحالف بالوقود والاستخبارات وموافقتها على بيع السلاح لمواجهة المدّ الإيراني في اليمن، وعلى الرغم من استهداف الحوثيين للمدنيين والأعيان المدنية وسقوط الضحايا بسبب الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة الإيرانية، خذلت الإدارة الأمريكية الشرعية اليمنية والتحالف بقراراتها المتراجعة، ولذلك عندما تساءل الرئيس جورج بوش، أمام الكونجرس بعد أسبوع من تفجير مركز التجارة العالمي: لماذا يكرهوننا؟ كنت علقت وقتها بأن العالم كله من أمريكا اللاتينية إلى الشرق الأوسط يحبون النظام الأمريكي American system ولكنهم يكرهون السياسة الأمريكية American policy.
وعدا غالبية السعوديين هناك فئات تكره أمريكا من منطلق إيديولوجي يساري أو شيوعي أو فكر نضالي متأثر بالبعثية والناصرية أو وجداني ديني متعاطف مع قضية فلسطين ومتأثر بالمنظمات بصرف النظر عن الموقف الرسمي أو الشعبي، وفئات أخرى ذات وجهين؛ وجه يكره أمريكا في العلن يتلبس بلبوس الدين ويرى في كراهية وجهاد الغرب الكافر عقيدة ضمن قاعدة الولاء والبراء، ووجه آخر مسكوت عنه يقبلون كل شيء منه ويتعاملون مع نظامه وسياساته وحتى يتلقون منه دعما ماديا ومعنويا سريا كشفت عنها الوثائق الأمريكية وفق قانون رفع السرية 13526، وما سوى هذه الفئات مجرد شعارات مؤقتة مرهونة بوقتها.
وتابع: قد يقول قائل: إن هذا التبويب لتوصيف مواقف كل طرف من الآخر السعودي والأمريكي على المستويين الرسمي والشعبي منحاز إلى السعودية بحكم أن كاتبها سعودي، كما أن أي كتابة عن السعودية في الواشنطن بوست والنيويورك تايمز وغيرها منحازة بالضرورة ضد السعودية وفقًا لأيديولوجيات القائمين عنها بصرف النظر عن قناعات المحررين، ومع أن هذا الاعتراض وجيه ومنطقي نظريًا إلا أن هذه مقابلة غير دقيقة، فمواقف هذه الصحف تجاه السعودية واضحة ومعروفة لمستها وسمعتها منهم في لقاءاتنا المتكررة بهم في مقراتهم وفي مراكز الأبحاث بواشنطن ونيويورك ولوس أنجلوس وفرجينيا منذ عام 1999، والتبويب الذي ذكرته هو رأي إعلامي راصد ومتابع عن قرب لهذه العلاقات مدًا وجزرًا صعودًا وهبوطًا، والتقى بالمسؤولين والباحثين والإعلاميين الأمريكيين ولا يعبر عن الرأي الرسمي للحكومة السعودية.
ويمكن أن أضع في مقابل التبويب الذي ذكرته وجهة نظر أخرى من الجانب الأمريكي لا تصنف على أنها تعبر عن الرأي الرسمي الأمريكي أو الشعبي، وتدعي لنفسها أنها محايدة وغير منحازة، كما كنت محايدًا وغير منحاز، وهي أقرب إلى الرأي البحثي الموضوعي المستقل، ووجهة النظر هذه هي تقرير صدر عن مجلس العلاقات الخارجية الشهر الماضي (يونيو 2022) قدمه باحثان هما ستيفن كوك ومارتن إنديك يقدمان فيه تصورا لأجل اتفاق استراتيجي جديد بين الولايات المتحدة والسعودية.
ويعرّف مجلس العلاقات الخارجية (CFR) نفسه بأنه منظمة مستقلة غير حزبية ومركز أبحاث ليكون مصدرًا لأعضائه والمسؤولين الحكوميين ورجال الأعمال التنفيذيين والإعلاميين وغيرهم من أجل مساعدتهم على فهم أفضل للعالم وخيارات السياسة الخارجية التي تواجه الولايات المتحدة والدول الأخرى، وأنه ليس له أي ارتباط بالحكومة الأمريكية.
اتفاق استراتيجي جديد
ذكر التقرير المطول أن الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية حافظتا على علاقات وثيقة لمدة ثلاثة أرباع القرن منذ لقاء الرئيس فرانكلين روزفلت والملك عبدالعزيز آل سعود، على متن السفينة "يو إس إس كوينسي"، ووثقت علاقتهما أمور مشتركة مثل النفط مقابل الأمن، والكراهية المتبادلة نحو الشيوعية خلال الحرب الباردة، لكن هذه الشراكة تعرضت لنوع من الحرج يصل أحيانًا إلى حد التوتر؛ بسبب موضوعات تتعلق بسياسات الدولتين وخاصة تباين وجهات النظر تجاه ““إسرائيل”” والاختلاف في الأنظمة والقيم، وفي السنوات الأخيرة تعرضت الشراكة لمزيد من التوتر، فأصبحت أمريكا شديدة الانتقاد لمجموعة من الملفات، والسعودية ترى أن الموقف الأمريكي محبط فيما اعتبرته ليونة أمريكية تجاه إيران وتراجعًا في موثوقيتها.
ورأى التقرير أن الظروف قد تتطور للمصالحة بين البلدين، فالحرب الروسية في أوكرانيا والتضخم في الداخل الأمريكي والارتفاع الحاد في أسعار الطاقة واقتراب إيران من وضع المتطلبات الأساسية لبرنامج الأسلحة النووية، جدد الاهتمام بالسعودية كواحدة من أكبر منتجي النفط في العالم، والوحيدة التي لديها القدرة الكبيرة على زيادة وسرعة الإنتاج.
وكذلك اهتمام إدارة "بايدن" بفتح التقدم في القضية الفلسطينية وعلاقة دول المنطقة بإسرائيل، ولذلك تحتاج الدولتان إلى التفاوض على اتفاقيات متبادلة يلتزم كل طرف بموجبها بالتزامات متوازية، فكما أن الولايات المتحدة بحاجة إلى الشريك السعودي فإن السعودية بحاجة إلى الشريك الأمريكي الموثوق به، ويرى الباحثان "كوك" و"إنديك"، أن "البحث عن حل مشترك أفضل من الانفصال أو المصالحة الضيقة".
القصور في الخيارات الحالية
وأوضح أنه مع كون الانفصال غير مرغوب فيه والمصالحة الواقعية غير موثوقة، فقد حان الوقت للنظر في إعادة صياغة مفاهيم أكثر جوهرية للتفاهم الأمريكي السعودي، فإدارة "بايدن" تحت الضغط للتخلي عن خطاب الرئيس حول وضع القيم في قلب السياسة الخارجية الأمريكية والتوصل إلى تفاهم "واقعي" مع ولي العهد؛ لتأمين التزام سمو الأمير محمد بن سلمان باستئناف الدور التقليدي للسعودية "المنتج المرجّح"، وضخ المزيد من النفط بأسعار معتدلة، وقد يتطلب كذلك جهدًا لإقناع الكونجرس بالموافقة على مبيعات الأسلحة الجديدة وتقديم الدعم الدبلوماسي والعسكري للسعوديين في اليمن، فيما يواصل الحوثيون مقاومة الحل السياسي للصراع.
وفوائد مثل هذه المصالحة الواقعية بديهية، إذ تعني لـ"بايدن" المزيد من النفط في السوق العالمية أي الراحة في ضخ الغاز للأمريكيين، فأسعار الطاقة الرخيصة نسبيًا هي الأفضل دائمًا كقضية سياسية في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى ذلك ستتضاءل رغبة الحكومة السعودية في توسيع علاقاتها مع روسيا والصين على حساب الولايات المتحدة، ولكن ستبقى مسألة الموثوقية الأمريكية مسألة أساسية وتعيد المعضلة الأمنية تأكيد نفسها.
وسيكون جوهر هذا الاتفاق الاستراتيجي الجديد هو الاتفاق على مواجهة التهديد من إيران، وبالنسبة للولايات المتحدة تظل إيران المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط، وجهودها للحصول على الأسلحة النووية ودعمها للقوات التخريبية في جميع أنحاء المنطقة، وطموحاتها في الهيمنة والطائفية تشكل تحديًا مستمرًا لمصالح الولايات المتحدة في وقت تكون فيه الولايات المتحدة منشغلة بتهديدات أكبر في أماكن أخرى، لذلك تحتاج واشنطن إلى شركاء إقليميين موثوقين قادرين على تحقيق التوازن ومواجهة طهران، ويمكن للسعودية أن تلعب دورًا مهمًا في هذا الصدد.
بالنسبة للسعودية تمثل إيران أيضًا التهديد الرئيسي لمصالحها، ولا سيما الدفاع عن وطنها والاستقرار الداخلي لأصدقائها في الجوار، وهم قلقون من أن الولايات المتحدة تفضل استيعاب أطماع إيران الإقليمية بدلاً من مواجهتها، وينظرون إلى خطة العمل الشاملة المشتركة على أنها تمكين سياسات إيران العدوانية في المنطقة. ويرون أن العودة إلى تلك الصفقة ستكون لها نتيجة مماثلة، وفي الواقع مع اقتراب إيران من عتبة الأسلحة النووية فإن السعوديين يركزون على الكيفية التي يمكن أن تتحملها القدرات النووية، وهذا يفسر سبب طرح الأمير محمد بن سلمان، الفكرة مع مسؤولي إدارة "بايدن" الذين التقوا به مؤخرًا بضمان أمني مماثل لمنظمة حلف شمال الأطلسي "ناتو"؛ حيث يعامل أي هجوم على المملكة العربية السعودية يعامل على أنه هجوم على الولايات المتحدة.
إعادة تصور العلاقة الأمريكية السعودية
يتطلب هذا الاتفاق الجديد من الولايات المتحدة الاعتراف بالأهمية المتزايدة للسعودية بالنسبة لأمريكا في الشرق الأوسط، وستحتاج السعودية إلى الاعتراف بالمسؤوليات التي تتولاها باعتبارها ركيزة الاستقرار في نظام شرق أوسطي تدعمه الولايات المتحدة.
وعلى هذا الأساس سيحتاج الجانبان إلى التفاوض على حزمة من الخطوات المتبادلة يلتزمان فيها بالتزامات متوازية، تتطلب المحتويات الدقيقة لهذه الحزمة تفاصيل التفاوض، ولكن يمكن تحديد العناصر الأساسية نظرًا لعدم وجود الثقة الآن في العلاقة، ولصعوبة بعض الخطوات سيكون من الضروري اعتماد نهج تدريجي، ووضع اللبنات الأساسية أولاً وبناء هيكل أكثر تفصيلاً، ومع مرور الوقت يظهر كل جانب التزامه وموثوقيته، مع ذلك سيكون من المهم الاتفاق على خارطة طريق منذ البداية.
واختتم الكاتب عثمان الصيني قائلًا: كما ستحتاج الولايات المتحدة للتعامل مع فجوة الموثوقية إلى الاستعداد لتقديم ضمانات أمنية للسعودية يمكن أن تأتي بأشكال متنوعة كالالتزام بمعاهدة شبيهة بحلف الـ"ناتو" بأن الهجوم على السعودية كالهجوم على الولايات المتحدة يتطلب ضمانة رسمية يوافق عليها ثلثا أعضاء مجلس الشيوخ، ويمكن للولايات المتحدة إعادة التأكيد على عقيدة "كارتر" بمنع أي قوة معادية للسيطرة على منطقة الخليج، ويمكن بعد ذلك الاتفاق مع السعودية كما فعلت مع سنغافورة؛ من أجل الدخول في إطار عمل استراتيجي.