ظلّت الوحدة الوطنية منذ إعلان تأسيس المملكة في 23 سبتمبر 1932م، إحدى أهم القواسم المشتركة للانتماء بين أبناء المملكة العربية السعودية، جيلًا بعد جيل، وهذا ما جعل منها في الوقت نفسه أشدّ عوامل تماسك المجتمع السعودي، وترابطه وتلاحمه، ومن ثمّ فقد أصبحت الوحدة الوطنية قيمة وطنية عليا، وموروثًا وطنيًّا مترسخًا في قلوب وعقول السعوديين، يتناقله أبناؤهم بفخر دون السماح بالمساس به.
وممّا يهدّد الوحدة الوطنية أن يجنح فرد أو أفراد إلى إثارة النعرات الطائفية؛ لأنها تثير الفرقة والانقسام، وتضعف وحدة وتماسك المجتمع، وتكدّر السلم الاجتماعي لأفراده، ومن قبيل ذلك ما صدر عن سبعة مواطنين سعوديين تورّطوا في نشر منشورات تثير التعصب القبلي والكراهية في المجتمع، فسارعت الجهات الأمنية إلى القبض عليهم وإحالتهم إلى النيابة العامة للتحقيق معهم، ومعاقبتهم على فعلتهم النكراء.
إن العصبيةَ سلوكٌ ذميم، وقيمة هدَّامة تتعارض مع القيم الإسلامية والوطنية والإنسانية، وقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين بترك العصبية، وقال: "دعوها فإنها مُنْتِنَةٌ"، وما نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن فعل أو سلوك وأمر بتركه؛ إلا لخطورته، وخطورة العصبية ترتبط بسلامة المجتمع، أي أنها لا تتعلق بفرد أو ببعض الأفراد، بل بمجموع أفراد المجتمع ونظامه العام.
ورغم ندرة صدور هذا السلوك المشين من المواطنين السعوديين الذين يسود بينهم الترابط والتآلف والاحترام المتبادل، ورغم قلّة مَن تورّطوا في إثارة النعرات الطائفية في هذه الواقعة؛ فإن الجهات المعنية ستظلّ تتعامل بحزم مع كل من ينحدر إلى ممارسة التعصب؛ باعتباره جريمة تقع تحت طائلة القانون، وسيشمل تعاملها كما هو قائم: الرصد، والضبط، والتقديم للمحاكمة؛ لنيل الجزاء المستحق الذي سيكون مصير من يتورط في إثارة النعرات الطائفية.