تحظي زيارة صاحب السمو الملكي الأمير الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، إلى دولة قطر الشقيقة، ومشاركة سموه في أعمال الدورة الـ44 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، بالكثير من الاهتمام الإعلامي محلياً وإقليمياً ودولياً، ترقباً لما ستسفر عنه أعمال تلك الدورة من قرارات وتوصيات، تسهم في حلحلة الأمور ومعالجة الملفات الساخنة في المنطقة والعالم.
ويضفي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ثقلاً سياسياً ومهابة إعلامية إلى جميع اللقاءات والمناسبات التي يشارك فيها سموه، حيث تستهدفه فلاشات المصورين، وحديث المحللين، الذين يؤكدون أن لسموه تأثيراً كبيراً، لطالما يصب في صالح الشأن العربي والإسلامي، كما يعزز الاستقرار الدولي.
وما يعزز أهمية المناسبة الخليجية، أنها تأتي متزامنة مع مستجدات الأحداث في المنطقة والعمليات العسكرية التي شهدها قطاع غزة، والمفاوضات الجارية حيال تمديد الهدنة، مما يتطلب تنسيق المواقف بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بما يدعم تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
ومشاركة الأمير محمد بن سلمان في أعمال الدورة الـ44 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، ستعزز من الأهداف العربية والإسلامية، الساعية إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة، والمسارعة في بدء عملية سلام دولية، تنتهي بحل قضية فلسطين.
ولطالما كانت المملكة حريصة على القضية الفلسطينية، وحلها في أسرع وقت، وفقاً للقرارات الصادرة من مجلس الأمن، التي تؤكد على حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، كما تؤكد على أن هذه الدولة، ينبغي أن تقام على حدود الرابع من يونيو لعام 1967، في إشارة إلى أهمية أن يستعيد الفلسطينيون كامل حقوقهم المسلوبة منهم.
وخلال الحرب الدائرة اليوم في قطاع غزة، أبدت المملكة اهتماماً استثنائياً من الناحية الدبلوماسية والسياسة، للإسهام في وقف هذه الحرب فوراً، وحماية المدنيين في القطاع، هذا إلى جانب الجهود الإنسانية التي بذلتها الرياض وما زالت، ممثلة في حملة التبرعات الشعبية لصالح قطاع غزة، ويقترب حاجز المساعدات فيها من 600 مليون ريال، تبرع بها أكثر من مليون مواطن ومقيم، في إشارة إلى أن القضية الفلسطينية تسكن وجدان القيادة والشعب السعوديين.
وتتوزع الجهود السعودية المبذولة لوقف الحرب في غزة بين أكثر من مسار، حيث سبق للمملكة أن تمكنت من استضافة أعمال القمة العربية والقمة الإسلامية في مكون واحد، دعا إلى ضرورة تكثيف جهود الدول، وتنسيق الأدوار بينهم، من أجل إيجاد وسائل للضغط على الدول المعنية، لإيقاف هذه الحرب، في مشهد أكد ثقل المملكة، وعلاقاتها القوية، وإمكاناتها الكبيرة في الجمع بين مكون القمة العربية، ومكون القمة الإسلامية في قمة واحدة.
ويضاف إلى كل ما سبق، أن انعقاد الدورة الـ44 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، يأتي بالتزامن مع ترؤس المملكة للقمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية التي عُقدت في الرياض برئاسة سمو ولي العهد -حفظه الله- وهو ما يسهم في البناء على نتائج ومخرجات القمة والاستفادة من قراراتها في تعزيز مخرجات الدورة الـ44 لمجلس التعاون.