التعميم الذي أصدره وزير الشؤون الإسلامية، الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، للمؤذنين بترديد التكبيرات في يوم العيد عبر مكبرات الصوت الخارجية في الجوامع والمساجد من بعد صلاة الفجر حتى دخول وقت صلاة العيد، مع التشديد بعدم إقامة الصلاة وفقًا للإجراءات الاحترازية.. هذا التعميم كان له وقع كبير في نفوس الناس في ظل هذه الجائحة التي نعيشها؛ فهو أشعرهم بالاطمئنان والراحة النفسية، واستشعار فرحة العيد زمن كورونا، وإن كنا لم نعش الفرحة كما في السابق فإننا تعايشنا مع هذه المناسبة من خلال تكبيرات العيد التي تذكِّرنا بأن رحمة الله قريب من المؤمنين.
أيضًا نستذكر ما قامت به الدولة من إجراءات بهدف المصلحة العامة؛ إذ تم تعطيل المدارس والجامعات والوظائف والمصالح الاقتصادية، وتأجيل الصلاة في المساجد حتى لا يتفشى هذا الوباء ويصيب المواطنين والمقيمين؛ وهو ما يؤكد ـ ولله الحمد ـ أننا في دولة تحرص أيما حرص على سلامة مواطنيها وزائريها وقاصدي الحرمين الشريفين، وهي جهود كبيرة، تحتاج لوعي وحرص والتزام من الناس بالتعليمات كافة التي تصدرها الجهات المعنية.
وزارة الشؤون الإسلامية وهي تصدر هذا التعميم يقع على عاتقها مهام جسيمة؛ فهي تتابع أكثر من 90 ألف مسجد وجامع في السعودية بدقة متناهية، وتحرص على عدم تجاوز التعليمات التي تصدر لصالح الناس والحرص على سلامتهم من هذا الوباء، كما قامت بالآلاف من الإجراءات والتنبيهات قبل وبعد إغلاق المساجد لتوعية الجميع، خلاف جهودها في الشهر الكريم مما لا يسع المجال لذكره، إضافة لقيام الوزارة بعمل الصيانة لجميع تلك المساجد والجوامع خلال فترة الإيقاف؛ وهو ما يشير إلى حجم العمل الكبير الذي يقع على هذه الجهة، ولكن بفضل الله ثم جهود قائدها ووزيرها والرجال المخلصين الأكفاء نلمس عملاً جبارًا، يدعونا لنقول لهم: "ما قصَّرتم".