
كشف استشاري الطب الباطني والأورام الدكتور رضا بخش، المهتم بعلاج السمنة والأمراض المزمنة بالصيام المتقطع وتعديل أسلوب الحياة، عن أن اللياقة القلبية التنفسية (VO2max) تتحسن بشكل تلقائي مع نزول الوزن، مؤكدًا أن كل كيلو يتم فقده يقرب الشخص من حياة أكثر نشاطًا وصحة.
وأوضح بخش أن الرئة مسؤولة عن إيصال الأوكسجين لكل كيلوغرام في الجسم، فمثلًا إذا انخفض وزن الشخص من 100 إلى 80 كيلو، فإن الرئة تخدم كتلة أقل، مما يؤدي إلى زيادة في اللياقة القلبية التنفسية قد تصل إلى 25٪، لافتًا إلى أن هذا التحسن ينعكس مباشرة في أداء الفرد البدني وقدرته على ممارسة الرياضة والشعور بالخفة والنشاط.
وأكد أن فقدان الوزن لا يقتصر أثره على الشكل فحسب، بل يمتد ليشمل أداء القلب والرئتين، حيث يصبح الجسم أكثر كفاءة في استخدام الأوكسجين، مما يرفع من القدرة الهوائية، وهي مؤشر حيوي لقياس اللياقة العامة وطول العمر وجودة الحياة.
شبه الدكتور رضا هذا المؤشر بـ”عداد السرعة في السيارة”، مشيرًا إلى أنه يمثل الحد الأقصى لاستهلاك الأوكسجين أثناء التمارين، ويمكن قياسه باستخدام أجهزة متخصصة، إلا أن هناك طرقًا سهلة مثل “اختبار كوبر”، والذي يعتمد على محاولة قطع أكبر مسافة ممكنة خلال 12 دقيقة (مشيًا أو هرولة أو جريًا)، ثم يتم إدخال المسافة في معادلة لحساب المؤشر ومقارنته بالمتوسط حسب العمر.
وشدد على أهمية تحسين هذا المؤشر بمرور الوقت، كونه يرتبط ارتباطًا وثيقًا بمستوى الصحة العامة والمناعة ومقاومة الأمراض.
وفي سياق متصل، أكد الدكتور رضا بخش أن الدراسات الحديثة نفت العلاقة المباشرة بين تناول الدهون وأمراض القلب، مشيرًا إلى نتائج دراستي WHI (2006) وMinnesota (2016)، واللتين أوضحتا أن تخفيض الكوليسترول في الطعام قد يزيد من احتمال الوفاة.
ووصف المنتجات “قليلة الدسم” بأنها خرافة غذائية قديمة، مشيرًا إلى أنها تستبدل الدهون بالسكريات، مما يجعلها أكثر ضررًا. وقال: “تقليل السكريات أهم بكثير من تقليل الدهون.. الدهون ليست هي العدو الحقيقي”.
وختم بخش حديثه بالتأكيد على أن تحسين أسلوب الحياة، واتباع نظام غذائي متوازن، مع تقليل السكريات، وممارسة الرياضة، هو الطريق الأمثل لبناء لياقة قلبية تنفسية قوية تقي من الأمراض وتعزز من جودة الحياة.