وجد تراجع الدكتور عايض القرني؛ عن موقفه من تركيا والدولة العثمانية، وقيامه بتعرية سلوكها وفضح خُطط الرئيس التركي رجب أردوغان؛ وطموحه التوسعي، ترحيباً واسعاً في منصات التواصل، إذ حظي الفيديو الذي نشره أمس، وكان محتواه "تعرية النظام التركي"، بانتشارٍ كثيفٍ وتفاعلٍ كبير، خاصة أن عنوانه "كلمة للتاريخ عن أردوغان".
موقف شجاع جديد لـ"القرني"؛ يُحسب له بعدما تبرّأ من "الصحوة" في رمضان الماضي، في أثناء لقائه مع عبدالله المديفر؛ وقال حينذاك: "هذه ليلة تاريخية" لتضاف إلى هذا الفيديو التاريخي، وانتقد وقتها الحكومة القطرية ومحاولاتها الإضرار بالسعودية، وفضح كذلك النظام التركي، قائلاً: "انخدعت بأردوغان، والكثير انخدع به، حتى من الكتّاب، وقلنا وجه إسلامي، وأردوغان اليوم مراوغ وضدّنا، وله وقفاتٌ سلبية، وأول مَن أقام علاقة مع إسرائيل هو، ووقف مع قطر، وأقول لعشاق أردوغان: كم طبَّق من الإسلام؟ ومَن ناصر القضية الفلسطينية؟ باع فلسطين وباع سوريا، ويفتح مسجداً وجنبه دور دعارة، وله وجوه عدة، ومتآمر على قيادتنا وشعبنا".
وأجمع المغرِّدون أنه لا عيب في التراجع عن الآراء إذا ثبت العكس وهي من أخلاقيات المسلم الواثق من نفسه، وكذلك منهجٌ ربانيٌّ طرقه الشيخ "القرني"؛ بل العيب وكل العيب التزمّت والبقاء على المعتقدات الخاطئة، فالإنسان يتغيّر ويُبدل آراءه إذا تبيّنت له الحجج والبراهين، وهو ما ذكره "القرني"؛ في الفيديو، وقال: "فالسيد (الأردوغاني) لم يخدع "القرني" وحده؛ بل خدع الكثيرين وقدّم نفسه قائداً للعالم الإسلامي ومناصراً لقضاياهم، لكن الواقع يقول إنه يمارس الرقص على جراح السوريين، ويفعل هذا مع الليبيين، ويُندّد بصفقة القرن صوتاً وصراخاً ليس أكثر من ذلك متناسياً علاقته الدافئة مع الكيان الإسرائيلي".
"باع السوريين بالكلام.. ومتقلب وقاومه أجدادنا ومنهم بخروش الزهراني".. بهذه الكلمات اختصر الشيخ عايض القرني؛ حال الرئيس التركي وتلوّنه، فهو يجيد ارتداء الأقنعة حسب المناخ السياسي سعياً لإحياء خلافة أسلافه البالية المليئة بالدم والغدر، فجاء ابنهم البراغماتي النفعي؛ ليحشد العواطف ويُحيد المنطق ولا هَم له غير المتاجرة بقضايا العرب.
ولعل جملته "أقول لعشاق أردوغان وللمتغزلين به والذين يُسبحون بحمده صباح مساء، أليست نوادي العهر والسكر عنده؟ أليست عقائد القبورية والصفوية عنده؟ يشق صف المسلمين في قمة ماليزيا مع المد الإيراني" لخّصت واقع ممارسات الرئيس التركي وما قدّمه خدمة للإسلام والمسلمين، فهل تصل رسالته إلى جماهير أردوغان والدول التي تتحالف معه كقطر؟