يفتتح عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، غدًا الأربعاء؛ المنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2020، الذي ينعقد في مركز إكسبو الشارقة، بمشاركة 64 شخصية من كبار المسؤولين الحكوميين، ونخبة من الخبراء يمثلون 16 دولة عربية وأجنبية، يقدمون 57 فعالية متنوعة بين جلسات حوارية وخطابات ملهمة وورش عمل وجلسات عصف ذهني ومنصات تفاعلية.
وتتناول الدورة التاسعة من المنتدى، التي ينظمها المركز الدولي للاتصال الحكومي التابع للمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة على مدى يومين؛ أربعة محاور تشمل: ترسيخ ثقافة التفاعل في الحكومة، والتكنولوجيا كممكن للمجتمعات، والاتصال عبر الثقافة، والرفاه الفردي والمجتمعي.
ويتحدث في افتتاح أعمال اليوم الأول من المنتدى، رئيس مجلس الشارقة للإعلام الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، ورئيس منتدى الفكر العربي الأمير الحسن بن طلال، في كلمة مسجلة، والمؤسس والرئيس لمجموعة طلال أبو غزالة العالمية، الدكتور طلال أبو غزالة، ورئيس جمهورية كولومبيا (2010-2018)، الحائز على جائزة نوبل للسلام للعام 2016، الرئيس خوان سانتوس.
ويستهلّ أعمال اليوم الثاني، مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة طارق سعيد علاي، والحاكم العام والقائد الأعلى للقوات المسلحة الكندية (2005-2010)، الأمين العام للمنظمة الدولية للفرنكوفونية (2015- 2019)، ميشال جان، واستراتيجي تطوير حياة وأعمال، الكاتب ومتحدث دولي، معتز مشعل.
وقال الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي: "مع انطلاقة كل دورة من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، نكون قد اجتزنا مرحلة هامة في مسيرة بناء منظومة اتصال حكومي متطورة بمفاهيمها وثقافتها وأدواتها ونتائجها، تستجيب لخصوصية الثقافة العربية وتدعم طموحات وأحلام شعوبنا وتعزز علاقتهم بمؤسساتهم الرسمية."
وأضاف: "لقد تمكنت الشارقة من خلال تنظيمها للمنتدى من تعزيز دورها الريادي على مستوى المنطقة في إطلاق ورعاية المبادرات التنموية التي لها أهمية البالغة في رفعة وتطور المجتمعات، وفي تحقيق مساعي التنمية والتقدم والازدهار، ورسخت مكانتها قائدةً لتجربة الاتصال الحكومي وراعية لتطورها".
وأشار إلى أن المنتدى "يترجم رؤية وتوجيهات الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حول أهمية تطوير وعي الأفراد والمؤسسات على حد سواء، وتمكينهم من الأدوات التي تضمن لهم مكانة متقدمة على ساحة الرأي العالمي، تليق بالثقافة العربية التي أثرت بمنجزاتها ثقافات العالم أجمع".
الاتصال عملية لا نهاية ولا حدود للمعرفة فيها
وقال رئيس دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة الشيخ فاهم القاسمي، الذي يشارك في أعمال المنتدى: يشكل الاتصال الحكومي جوهر عملنا في دائرة العلاقات الحكومية في إمارة الشارقة؛ حيث تكمن مهمتنا الأساسية في التواصل مع الجمهور والجهات والمؤسسات على مستوى العالم لبحث سبل التعاون والعمل المشترك في المجالات الاقتصادية والثقافية والعلمية والاجتماعية وغيرها، لتحقيق الفائدة للطرفين.
وأشار إلى أن أسلوب الاتصال بما فيه اللغة والرسائل والأدوات وطريقة طرح القضايا وتبيان العوامل المشتركة بين الأمم والشعوب؛ تشكل في مجملها عوامل مهمة في الوصول إلى الغايات؛ وهو ما يؤكد أهمية دور المنتدى الدولي للاتصال الحكومي في رفع كفاءة المؤسسات وتعزيز قدراتها على التواصل.
وأضاف الشيخ فاهم القاسمي: "من خلال مشاركتنا سنقدم تجربتنا في الدائرة، كما سنسلط الضوء على منجزاتها وسنستمع لتجارب غيرنا لنطور من قدراتنا في عملية الاتصال، فهذه عملية لا نهاية ولا حدود للمعرفة فيها، تتطور وتتغير باستمرار، وتتأثر بالمستجدات المتسارعة على الساحة المحلية والإقليمية؛ مما يؤكد أهمية مواكبة آخر العلوم والنظريات المتصلة بها".
منصة عالمية للتباحث حول التحديات وسبل تجاوزها
أكد مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة طارق سعيد علاي، على أن المنتدى الدولي للاتصال الحكومي يجسد مسيرة ناجحة وتجربة مميزة لجهود إمارة الشارقة في توفير منصة عالمية تجمع المعنيين والمختصين بتطوير قطاع الاتصال الحكومي، والتباحث حول التحديات الحالية والمتوقعة وسبل تجاوزها.
وأشار طارق علاي إلى أن أجندة المنتدى تتناول العديد من الطروحات والنقاشات والمبادرات والفعاليات الجديدة التي تواكب أهدافه وتطلعاته، في إبراز أهمية الاتصال باعتباره ضرورة إنسانية لتحقيق تواصل أمثل بين الحكومة والجمهور وبين الجهات الحكومية وأفراد المجتمع، مشدداً على سعي المنتدى لأن يكون هذا التوصل وفق قواعد مهنية ومعايير واضحة وشفافة.
وأضاف "علاي" أن: "الدعم المتواصل الذي يحظى به المنتدى من قبل عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وتوجيهاته للنهوض بقطاع الاتصال الحكومي والعاملين فيه على جميع المستويات المحلية والعربية والعالمية؛ انعكست على استمرارية المنتدى في مواصلة أهدافه وتحقيق العديد من الإنجازات المتميزة التي تدعم منظومة الاتصال الحكومي بشكل عام، واستقطاب كبار المسؤولين الحكوميين، والمفكرين والخبراء في مجال الاتصال الحكومي".
ترجيح كفّة الحوار على المشاعر
وتحدث الرئيس خوان سانتوس، حول مشاركته في المنتدى، قائلاً: "سأتحدث في المنتدى عن أهمية قنوات التواصل والحوار في استدامة السلام بين الشعوب والحضارات التي تختلف في طريقة تفكيرها وقيمها ومبادئها".
وأضاف: "في حالة الانقسام التي يشهدها العالم اليوم، علينا أن نرجح كفة الفكر والحوار على المشاعر، بالإضافة إلى إدراك أننا نعيش في عالم واحد، مشيداً بالمنتدى لإسهامه في تسليط الضوء على التحديات المختلفة التي نواجهها اليوم، والتي لن نستطيع التغلب عليها إلا إذا فهمناها جيداً".
احترام الثقافات في عصر التنوع
أكدت رئيس أكاديمية الدبلوماسية الثقافية، المدير العام لليونيسكو (2009-2017)، أيرينا بوكوفا؛ على أن الثقافة تؤدي دوراً رئيساً في مواجهة التحديات الراهنة لتحقيق السلام والاندماج الاجتماعي.
وأضافت أيرينا بوكوفا: "في عصر التنوع الذي نعيش فيه، ينبغي لنا تزويد الجماهير بالأدوات اللازمة للحوار والعيش معاً في المدن المتنوعة، والتعامل مع الهويات والانتماءات المتعددة، والتعرف على الثقافات الأخرى واحترامها؛ لأهمية هذه الأدوات والممارسات في تجنب الصراعات وتعزيز الحوار والسلام والتنمية المستدامة، وأتطلع لمناقشة هذا الموضوع المهم خلال المنتدى الدولي للاتصال الحكومي في الشارقة".
المنتدى يتيح المجال لتبادل الخبرات والتجارب
أكد الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) مروان بن جاسم السركال، على أن المنتدى الدولي للاتصال الحكومي يتيح المجال لتبادل الخبرات والتجارب بين وحدات الاتصال والمتحدثين الرسميين في المؤسسات الحكومية، ويدفع باتجاه تعزيز التنافسية فيما بينها للارتقاء بقدرتها على التواصل مع الجمهور على المستوى المحلي والدولي، إلى جانب أنه يدعم مساعي مؤسسات الشارقة نحو تحقيق التنمية وترسيخ المكانة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية للإمارة".
وأضاف "السركال": "يشكل الاتصال اليوم أحد عوامل نجاح المشاريع الريادية للبلدان والمؤسسات وحتى الأفراد، والتمكن من أدواته وإتقان توظيفه بصورة إيجابية؛ بات ضرورة لا يمكن تجاوزها، وهذا ما يجعلنا فخورين بكون الشارقة سبّاقة في تبني هذه المبادرة الهامة، ويجعلنا أكثر ثقة بقدرتنا على ترسيخ حضور الإمارة على الساحة العالمية كوجهة للاستثمار الآمن وممارسة الأعمال بمختلف تخصصاتها".
تعزيز التفاعل المجتمعي
وقالت الحاكم العام والقائد الأعلى للقوات المسلحة الكندية (2005-2010)، الأمين العام للمنظمة الدولية للفرنكوفونية، ميشال جان: "يسعدني أن أشارك في المنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2020، كمتحدثة رسمية في فعالياته، ويسرني أن أُشيد بالتزام حكومة الشارقة بتطوير استراتيجيات جديدة ومبتكرة في مجال الاتصال الحكومي، وأتطلّع لمشاركة تجاربنا الناجحة في كندا، والتأكيد على أهمية الوصول إلى المعلومات في تعزيز التفاعل المجتمعي".
المنتدى.. أهم الأحداث الفعالة إقليميًّا ودوليًّا
أشاد وزير الدّولة لشؤون الإعلام في المملكة الأردنيّة الهاشميّة، أمجد عودة العضايلة، بعمق العلاقات الأردنيّة - الإماراتيّة، وحرص البلدين الدائم على تمتينها وتعزيزها في مختلف المجالات؛ استجابة لتوجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني ملك المملكة الأردنية الهاشمية، وأخيه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة.
وأثنى "العضايلة" على جهود المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، وما يحققه من نجاحات وإنجازات متتالية، تحت رئاسة الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مجلس الشارقة للإعلام.
ولفت "العضايلة" إلى أن المنتدى يشكل فرصة هامة وحيوية لبحث ومناقشة أبرز القضايا والمستجدّات حول الإعلام العربي وآليات التطوير، وكذلك تعزيز تلاقي الخبرات والمهارات لتطوير التجارب المختلفة وتعزيز الفكر الإعلامي لدى الشباب.
وأكد وزير الدّولة لشؤون الإعلام في المملكة الأردنيّة الهاشميّة، على أن المنتدى الدولي للاتصال الحكومي أصبح أحد أهم الأحداث الفعالة إقليميًّا ودوليًّا في بناء العلاقات المؤسسيّة بقطاع الإعلام والاتصال واستكشاف القدرات والإمكانيات وتطويرها ووضع الحلول الفعالة.
استكشاف ما وراء الاتصال
وقال الصحفي الأمريكي والكاتب الحائز على جائزة بوليتزر، تشارلز دويج: "أتطلع للمشاركة في الدورة التاسعة من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، والمساهمة في خطابات ونقاشات تفاعلية تستكشف (ما وراء الاتصال)، فعاداتنا تحكم الكثير من تصرفاتنا وسلوكياتنا، سواء كنا ندرك ذلك أم لا ندركه، وعندما نتناول طريقة إدراج ثقافة التفاعل في العمل الحكومي، أو استخدام التقنيات الحديثة لتمكين المجتمعات، أو تحقيق الرفاه الشامل، أو نستند إلى ثقافتنا لنشر قيمنا الأخلاقية، لا بد لنا من تفحّص دور العادات في طريقة تحقيق نجاحنا".
وتابع تشارلز دويج: "يسعدني أن أشارك معارفي وخبراتي في مجال تغيير العادات بناءً على الدراسات العلمية والنفسية، لمساعدة الجمهور على إدراك سبل عيش حياة مثمرة وبنّاءة، ويمكن لعاداتنا وفهمنا لطريقة تشكيلها أن توفر فرصة ثمينة لتحقيق التغيير الإيجابي المنشود، سواء في الهيئات الحكومية، أو في الشركات الناشئة بمجال التكنولوجيا، أو في المنازل؛ حيث يسعى الناس لحياة صحية".
تغيير واقع المجتمعات
من جانبه قال مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، محمد حسن خلف: "تقود إمارة الشارقة في تنظيمها للمنتدى الدولي للاتصال الحكومي، إحدى الركائز المعاصرة في تغيير واقع المجتمعات والبلدان وتحقيق تنميتها المتكاملة؛ إذ تجمع نخبة من خبراء الاتصال وقادة الفكر والمؤثرين من مختلف بلدان العالم، في حوار مفتوح تنعكس نتائجه على ممارسي الاتصال الحكومي في الشارقة، وينهض بآليات أعمالهم؛ الأمر الذي يشكل قوة مسرعة لتحقيق تطلعات الإمارة المستقبلية بالاستفادة من العلاقة التفاعلية بين الجمهور والمؤسسات".
وأضاف مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون: "ولأن الشارقة تستند في كل ما تمضي به من جهود على قاعدة من العمل التكاملي، فإننا في الهيئة نؤمن برسالة المنتدى، وندرك الدور الذي يجب علينا الالتزام به لتطبيق أفضل ممارسات الاتصال الحكومي في الشارقة والدولة، فإلى جانب المشاركة في الجلسات والندوات التي ينظمها المنتدى، تُخصّص الهيئة فريقاً من الإعلاميين والفنيين لنقل أحدث المنتدى وتقريب فعالياته من جمهور قنوات وإذاعات الهيئة في مختلف بلدان العالم".
الاستجابة للتحديات
وقالت مدير المركز الدولي للاتصال الحكومي، جواهر النقبي: "أسهم المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، منذ دورته الأولى في العام 2012، في دعم آليات التواصل بين الجماهير وحكوماتها على المستويين المحلي والإقليمي، عبر إرساء معايير مهنية مبتكرة، ويتطلع المركز الدولي للاتصال الحكومي عبر تطوير آلية انعقاد المنتدى في دورته التاسعة، لنشر ثقافة التميز في الاتصال الحكومي على المستوى العالمي، وتحقيق أكبر فائدة ممكنة من المواضيع والقضايا التي يتبناها".
وأوضحت جواهر النقبي، أن تحول المنتدى من صيغة الشعار الواحد إلى المحاور المتعددة، جاء بالدرجة الأولى نتيجة للإنجازات التي حققها عبر دوراته الثماني الماضية، ودوره في تطوير العلاقات التي تربط بين المؤسسات الرسمية والأفراد عبر التواصل الفعّال والقنوات الملائمة، كما يأتي هذا التحول أيضاً استجابة للتحديات التي أحدثتها التكنولوجيا في أدوات وآثار الاتصال؛ حيث خلقت حالة دائمة من التفاعل بين المؤسسات والجمهور.
الارتقاء بكفاءة المؤسسات
وقال الإعلامي مصطفى الأغا: "يحق للشارقة أن نشكرها وهي التي تساهم في مهمة تطوير الاتصال الحكومي في المنطقة؛ لأن كل ما نشهده من أحداث وتطورات يؤكد أن الاتصال الحكومي المبدع أصبح عامل استقرار للمجتمعات وقاعدة لالتقاء كافة فئات المجتمع والتفافهم حول المصالح المشتركة، إلى جانب دوره الكبير في التصدّي للأجندات والمعلومات المضللة ومفردات التطرف والكراهية التي تتسرّب إلى وعي الناس من المواقع الإلكترونية المنتشرة حول العالم".
وأضاف "الأغا": "نحن كإعلاميين ندرك أهمية بناء منظومة اتصال حكومي متطورة، وأهمية الارتقاء بكفاءة المؤسسات في مخاطبة الجمهور، وندرك أيضاً أن صناعة الوعي التنموي الذي يعزز الممارسات الإيجابية لدى الجمهور تحتاج إلى آليات اتصال قوية وقادرة على التأثير في الرأي العام محليًّا وعالميًّا".
وتابع: "أشكر المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، والمركز الدولي للاتصال الحكومي، على إتاحة المجال لأكون جزءًا من المنتدى ومسيرته وغاياته وأهدافه، والشكر الدائم للشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي جعل من الإمارة حاضنة لطموحات وأحلام الشعوب العربية بالتنمية والتقدم".