الهجرة النبوية.. هكذا حدث استتباب الأمن وإعداد الخطط لبسط هيبة الدولة

بعد أن ظهرت اللبنات الأولى لاستقرار المجتمع المسلم والانطلاق لنشر الدعوة
الهجرة النبوية.. هكذا حدث استتباب الأمن وإعداد الخطط لبسط هيبة الدولة

تواصل "سبق" نشر حلقات الهجرة النبوية الشريفة، حيث تتناول الحلقة الثالثة عشرة استتباب الأمن، وإعداد الخطط الاستباقية وفرض السيطرة.

وتفصيلاً، بعد أن استقر الحال في المدينة المنورة نظير الإجراءات والسياسات العظيمة التي أرسى النبي صلى مبادئها وقواعدها, وبعد أن ظهرت اللبنات الأولى لاستقرار المجتمع المسلم وتكوين دولته الأولى، هنا بدأ النبي صلى في تنظيم وإعداد الخطط الاستباقية لحماية هذا الكيان الناشئ وتوسعته وتأسيس القواعد الثابتة لانتشاره حول العالم . فكانت السرايا التي تسبق الغزوات في سبيل إزالة كل العقبات التي تعترض سبيل انتشار الإسلام.

يقول المهندس حسان طاهر المدير التنفيذي لمتحف دار المدينة: لقد أخذ النبي صلى الله عليه وسلم على عاتقه حمل مشعل الدعوة وإزاحة كل العقبات من طريقها، لذا هيأ هذه السرايا وبعثها إلى جميع الجهات، وكان عدد أفرادها لا يقل عن العشرة ويتجاوز المئتين، وكانت الغاية من هذه السرايا الوصول إلى بعض الأهداف المعينة، بعد استقصاء الأخبار وجمع المعلومات وإيصالها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وبيّن طاهر أنه كان من أهم الأهداف التي كان يسعى النبي صلى الله عليه وسلم لتحقيقها، بسط هيبة الدولة الإسلامية في الداخل والخارج، فقد استطاعت تلك السرايا أن تلفت أنظار أعداء الدعوة والدولة الإسلامية إلى قوة المسلمين وقدرتهم على الجهاد، إظهار أن الهيمنة للحق، حماية الدعوة الإسلامية وتأمين انتشارها، وإقرار الأمة وبسط السلام في الأرض والدفاع عن المستضعفين، وضرب مركز العدو (قريش) لتمتنع من الوقوف في وجه الدعوة الإسلامية الآخذة في الانتشار والقبول.

وتابع طاهر: لقد كان انطلاق هذه السرايا بعد نزول آية الإذن بالقتال والجهاد في سبيل الله، حيث انتهج رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلوب الإعداد التربوي والنفسي للمسلمين أهبّة الاستعداد للتصادم مع قريش، فانتشرت السرايا في كل مكان، وخرج النبي صلى الله عليه وسلم قائدًا مجموعة من الغزوات صلى الله عليه وسلم . وهكذا عرف الجميع بشكل جيد بأن الصحراء لم تكن ملكاً لمشركي قريش وحدهم، بل إن لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم نصيبًا وحصة وحقًا، وسيزداد هذا الحق على مر الأيام ويكبر كما انتشر النور حتى يكون له في كل بيت وفي كل قلب أثر.

وأضاف: كان من أهداف هذه الغزوات والسرايا النبوية رد العدوان، والدفاع عن النفس وتخليص الإنسان من نظام القهر والعدوان، ومن نظام يأكل فيه القوي الضعيف، وإطفاء نار الفتنة ورد البغي، وكسر شوكة الأعداء في صراع الإسلام والوثنية، وتطهير الأرض من الغدر والخيانة والإثم، وبسط الأمن والسلامة والرأفة والرحمة ومراعاة الحقوق والمروءة.

وأفاد: أن من أهم نتائج هذه الغزوات والسرايا النبوية، هزيمة الكفر في حربه للإسلام، وتحقيق السيادة والاستخلاف في الأرض وتحقق وعد الله في قوله سبحانه وتعالى: ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوٰرِثِينَ﴾، و ذيوع الأمن، وسرعة السيطرة على الأمور، وكشفت هذه الغزوات مكائد اليهود ودسائسهم وحقدهم على المسلمين وتربص الدوائر بهم فقد نقضوا عهودهم مع النبي صلى الله عليه وسلم في وقت الشدة وجيوش الكفر تحيط بهم من كل جانب. كما كشفت حقيقة النفاق، وأزاحت اللثام عن مكره وخبثه، وإتقان الخطط العسكرية.

واختتم طاهر: كانت ثمار تلك السرايا والغزوات واضحة جلية, ونتائجها باهرة، أدهشت القاصي والداني لما حققته من فتوحات إسلامية في وقت يسير، ويزيدها أهمية الوصايا النبوية لأمراء جيوشه بتقوى الله والرحمة بالشيوخ والنساء والصبيان، والتزام الأخلاق الحسنة والخصال الحميدة، فكانوا خير ملتزمين لهذه الوصايا والتوجيهات .

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org